مخيمات القنيطرة تعيش مأساتها وحيدة



يُعاني نحو عشرة آلاف نازح، في مخيمات محافظة القنيطرة، أوضاعًا معيشية قاسية، بسبب غياب دعم المنظمات، وسط مخاوف من أن تستمر معاناتهم، في ظل عدم وجود أي أفق لحل سياسي في البلاد، يوقف عمليات القتل والتهجير.

يقول فايز ياسين الحمد (نازح ثلاثيني في مخيم العودة شمال بلدة بير عجم) لـ (جيرون): إن “المخيم يفتقر إلى أدنى مقومات الحياة؛ فالخيام مهترئة، لا تقي من حرّ الصيف، ولا من برد الشتاء وأمطاره. أطفالي محرمون من التعليم.. ليس هناك دورات للمياه.. المساعدات قليلة للغاية لا تكفي لسد الرمق. نحن هنا على قيد الحياة من قلة الموت”.

إلى ذلك، يقول أبو كرم، مدير مخيم العودة، لـ (جيرون): “يوجد في المخيم نحو 67 عائلة مهجرة، وهم نازحون من مثلث الموت الواقع بين ثلاث محافظات: (درعا، القنيطرة، وريف دمشق)، وقد نزحوا إلى المخيم منذ 2013؛ بسبب اقتحام قوات النظام لمناطقهم”.

وأشار إلى “افتقار النازحين فيه إلى كافة الخدمات الأساسية: (ماء، صحة، غذاء، وتعليم)”، ولفت إلى “عدم وصول مساعدات للمخيم، منذ نحو أربعة أشهر”.

انتقد أبو كرم بشدة “تقصير المنظمات عن القيام بواجباتها تجاه النازحين، وتجاهلها الاحتياجات الأساسية للأهالي: (ماء، مأوى، وغذاء)”.

يوجد في القنيطرة نحو 12 مخيمًا، يعيش فيها نحو عشرة آلاف نازح، ممن هجروا قراهم وبلداتهم في محافظتي: (ريف دمشق، ودرعا)؛ بسبب وقوعها على خط الاشتباكات، بين فصائل المعارضة وقوات النظام.

في السياق ذاته، قال الناشط الإغاثي أسامة النميري لـ (جيرون): إنّ مخيمات (الشحار، بئر العجم، العودة، بريقة، تل عكاشة، أهل الشام، الكرامة، تل فارس، مثلث الموت، أهل الغوطة، الرحمة، والعلان)، يسكنها “1418 عائلة، أي نحو 10 آلاف شخص، يعانون من غياب الأمور الأساسية في الحياة: (تعليم، مأوى، غذاء، وسبل العيش)”، وبيّن أنّ “عمل المنظمات في تلك المخيمات يقتصر على دعم محدود، بعدد من السلال الإغاثية، لكنها لا تُلبي 5 بالمئة من الاحتياجات”.

أشار النميري إلى “ارتفاع تكاليف التزود بالمياه؛ إذ يبلغ سعر البرميل الواحد 200 ل.س، وهو ما يفوق قدرة النازحين”. وأضاف: “ظهرت، مؤخرًا، مشكلة الطحين، خاصة، بعد تخفيض المنظمة الداعمة مخصصات المجالس المحلية تدريجيًا، وسيتم إيقاف إمدادات الطحين نهائيًا، في أيلول/ سبتمبر المقبل. ويبلغ سعر ربطة الخبز، حاليًا، (10 أرغفة) 125 ل.س”، وتساءل عن سعر الربطة بعد أن يتم إيقاف الإمدادات.

اشتكى النميري من الواقع التعليمي في مخيمات القنيطرة، وقال: “لا توجد مدارس عاملة، وإنما توجد خيم في المخيمات لمنظمة (غصن الزيتون)، ضمن برامج التعليم الذاتي، ولكنها غير فعالة، حيث تعتمد على تجميع الطلاب من عدة مستويات، في خيمة واحدة؛ وتهدف إلى تعليمهم الأساسيات فقط”.


منار عبد الرزاق


المصدر
جيرون