الوضع المأسوي في إدلب يقلق الأمم المتحدة



قال يان إيغلاند، كبير مستشاري المبعوث الخاص إلى سورية: إن “هناك مليوني وأحد عشر ألف شخص، يعيشون في مناطق محاصرة أو يصعب الوصول إليها بالمساعدات. وعبّر عن خشيته من تفاقم الوضع الإنساني في محافظة إدلب. وفق مركز أنباء الأمم المتحدة.

أشار إيغلاند، خلال حديث مع صحفيين في جنيف أمس الخميس، إلى أنه “رغم انخفاض هذا العدد عن العام الماضي، إذ كان هناك 4.6 مليون شخص يعيشون في أماكن يصعب الوصول إليها، و625 ألفًا في مناطق محاصرة، فإن العنف في سورية ما زال مستمرًا دون هوادة”.

حذّر المسؤول الأممي من تفاقم الوضع الإنساني في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة؛ بسبب اضطرار آلاف النازحين من مناطق سورية مختلفة إلى اللجوء إلى مخيمات في إدلب، والخوف من أن يشن النظام السوري وحليفاه الروسي والإيراني هجومًا عليها، قد يسبب معاناة للمدنيين على نطاق واسع، بحسب تحذيرات أطلقتها منظمات إغاثية وإنسانية.

أضاف إيغلاند: “إدلب بالتأكيد هي مصدر قلقنا الرئيس؛ لأنها مكتظة بالمدنيين الضعفاء، والوضع فيها مأسوي أكثر بست مرات من الغوطة الشرقية، لأن المدنيين يعيشون في العراء وفي مخيمات نزوح مزدحمة، لذلك هم أكثر عرضة للخطر”. وتابع: “لا يمكن أن تكون لدينا حرب في إدلب. أواصل قول ذلك الآن لروسيا ولإيران ولتركيا وللولايات المتحدة ولأي طرف قد يكون له تأثير”، داعيًا إلى إجراء مفاوضات لحماية المدنيين.

تطرّق إيغلاند إلى وجود تقارير تتحدث عن اتفاقات لإجلاء الناس من بعض ما تبقى من مناطق محاصرة، ومنها مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي دمشق. مشيرًا إلى أن أغلب هؤلاء سيتوجهون إلى إدلب، في إطار اتفاقات يتم إبرامها دون مشاركة الأمم المتحدة أو أي هيئات إنسانية. ودعا إلى ضرورة توفير الحماية لهؤلاء النازحين حين وصولهم إلى إدلب التي باتت مكتظة بالمدنيين الذين يقيمون في العراء ومراكز إيواء جماعية.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة: إن “عددًا من أطراف الصراع يعرقلون تحرك النازحين، ويمنعونهم الانتقال إلى الأماكن التي يختارونها سعيًا للأمان، أو من العودة إلى مناطقهم الأصلية”.

ودعَت الأمم المتحدة كل أطراف الصراع، وكل من يتمتع بنفوذ لديها، إلى حماية المدنيين وبنيتهم الأساسية، وضمان حرية الحركة، والسماح لعمال الإغاثة بالوصول الآمن والدائم، من دون عوائق، للمحتاجين.

وكانت (لجنة الإنقاذ الدولية) قد أعلنت، أمس الخميس، مقتلَ أحد العاملين معها في بلدة الدانا بريف إدلب الشمالي، من جراء انفجار سيارة مفخخة قرب مقرها في المنطقة.

قال مارك شنيلبيخر، مدير الشرق الأوسط في لجنة الإنقاذ الدولية: إن “هذا الحادث الرهيب تذكير صارخ بالمخاطر الكبيرة التي يتعرض لها موظفو المركز وغيرهم من عمال الإغاثة”. وتابع: “عمال المعونة ليسوا -ولا يجب أن يكونوا- هدفًا، لكن لسوء الحظ غالبًا ما يكون هذا هو الحال في سورية”.

ذكر شنيلبيخر أنه “إضافة إلى الاضطرار إلى مواجهة الغارات الجوية، يتعرض المدنيون والعاملون في المجال الإنساني في إدلب أيضًا لخطر القتال بين الجماعات المسلحة المتنافسة على السيطرة على المحافظة. وقد أدت الصدامات فيما بينهم إلى تعطل شحنات المساعدات وتعريض المدنيين للخطر”.

يبلغ عدد سكان إدلب نحو 2.6 مليون نسمة، مع نزوح 1.2 مليون شخص إليها، بسبب عمليات التهجير التي يقوم بها النظام في مناطق سورية عدّة. وأدت زيادة القصف الجوي والهجوم العسكري في جنوب إدلب إلى نزوح أكثر من 325 ألف شخص من منازلهم، في الأشهر الأولى من عام 2018. وقد هرب نحو 60 ألف شخص إلى بلدة الدانا، أكثر من أي منطقة أخرى في إدلب.


نسرين أنابلي


المصدر
جيرون