أبو عرب.. رحلة ناشط مهجر إلى الشمال



لم يعُد أمام الناشط (أبو عرب الميداني) سوى التهجير من بلدة (بيت سحم) جنوبي العاصمة دمشق، بعد أن عايش الحصار لنحو سنوات، ووثّق بكاميرته، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يوميات الحصار، والمعارك التي خاضتها فصائل المعارضة ضد قوات الأسد، وما تعرضت له البلدة من قصف جوي ومدفعي، شنته قوات النظام وروسيا.

يُعرّف (أبو عرب) عن نفسه بأنه “طالب جامعي، في السنة الثانية من كلية الهندسة المعلوماتية”، سيق إلى “الخدمة الإلزامية في قوات النظام في 2011″، وانشق عنها “في 2012، لألتحق بصفوف (الجيش السوري الحر)، ثم اعتزلتُ القتال بعد عدة أشهر، وافتتحت محلًا لتصليح (الموبايلات)، إضافةً إلى عملي كإعلامي حربي على الجبهات”.

يقول لـ (جيرون): “لم أعتقد أن أصل مع أهلي إلى هذه المرحلة، حيث كانت لديّ آمال كبيرة، عقب انشقاقي عن قوات النظام في منتصف عام 2012، في أن تتحرر سورية من الأسد، وأن أعود إلى جامعتي، مع يقيني منذ البداية أنها (مبيوعة)” -في إشارة إلى الثورة- “لكنها إرادة الله”.

يروي (أبو عرب) تفاصيل رحلة التهجير، من العاصمة إلى ناحية جنديرس التابعة لمدينة عفرين بريف حلب الشمالي، قائلًا: “في البداية، خرجنا من بيت سحم، ووصلنا إلى دوار الجمل، حيث قامت دورية من الشرطة العسكرية الروسية بتفتيش المهجرين، فيما قامت نساء في قوات النظام بتفتيش حقائب النساء”، وأشار إلى أنّ “مدة التفتيش على الحاجز استغرقت نحو ساعتين”.

وأضاف: “ثم توقفت الحافلات على (أوتوستراد) المطار مدة أربع ساعات، ومن ثم تابعت المسير باتجاه الشمال، في تمام الساعة السادسة مساءً، واستغرق الطريق إلى مدينة الباب بريف حلب الشرقي نحو 12 ساعة”.

وتابع: “على أطراف مدينة الباب، توقفت الحافلات أمام حاجز لـ (الجيش الحر) والقوات التركية، ريثما تأتي الموافقة، وبعد انتظار ساعتين تقريبًا، جاءت الموافقة، وسُمح لنا بالدخول، بعد تسليم المقاتلين سلاحهم الفردي”.

أوضح (أبو عرب) أنّ “مسير الحافلات في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، استغرق نحو خمس ساعات، من الباب إلى جنديرس، برفقة القوات التركية، حيث تم وضعنا في مخيم مخصص لمهجري العاصمة، في بلدة دير بلوط”.

وأشار إلى “عدم التفات أحد من المنظمات إلى القادمين، مساء أمس الجمعة، فيما وزعت بعض المنظمات الطعام على المهجرين، وسجلت أسماءهم”، وفي ما يتعلّق بالأشياء التي اصطحبها معه من منزله، يقول: “لم اصطحب معي سوى معداتي الشخصية (لابتوب، كاميرا)، وبعض الألبسة الخفيفة”.

لا يبدي (أبو عرب) تفاؤلًا بمستقبله، ولا يدري ما الذي سيفعله، قائلًا: “لا أدري ما الذي سيكتبه الله علينا.. ماذا سأعمل.. لكنني -بالتأكيد- سأكمل الثورة”.

رافق (أبو عرب) في رحلته تهجيره نحو 1500 شخص، تقلّهم 43 حافلة، كدفعة أولى من عملية التهجير التي طالت بلدات جنوب العاصمة: (يلدا، ببيلا، وبيت سحم)، بموجب اتفاق بين فصائل المعارضة وقوات النظام برعاية روسية، من أصل نحو 17000 شخص، سيلحقون بهم على دفعات خلال الأيام القليلة المقبلة.


منار عبد الرزاق


المصدر
جيرون