الاحتجاج النووي الأميركي… وإسرائيل تستعد



أوفى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأحد وعوده التي أطلقها خلال حملته الانتخابية؛ إذ أعلن عن انسحاب أميركا من الاتفاقية المتعددة الأطراف، بخصوص البرنامج النووي الإيراني، والموقعة بين طهران والوسطاء الدوليين الستة في عام 2015. وأظهر رئيس البيت الأبيض استعدادًا لتقديم سلسلة من العقوبات الاقتصادية القصوى تجاه الجمهورية الإسلامية، ردًا على محاولة تصنيعها أسلحة الدمار الشامل.

أكّد ترامب مرارًا اعتقاده بأن إيران لا تسعى لتطوير أسلحة الدمار الشامل وحسب، بل أيضًا سياستها الخارجية التي تزيد من خطر زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. وأضاف ترامب: “إذا سمحتُ لهذه الصفقة أن تتم وتبقى؛ فسنشهد قريبًا سباقًا للتسلح النووي في الشرق الأوسط”. وأشار الرئيس الأميركي إلى أن الاتفاقية التي وقّعت منذ سنوات، بمشاركة روسيا التي يُشتبه بها في دعم وتطوير البرنامج النووي، ستُواجه أيضًا بعقوبات رادعة.

صرّح رئيس البيت الأبيض بأنه ردًا على محاولات إيران تصنيع أسلحة الدمار الشامل، يمكن تغيير نظام الحكم في إيران. وليس سرًا أن مساعد الرئيس الأميركي للأمن القومي جون بولتون هو من أشد المؤيدين لفكرة الانقلاب في الجمهورية الإيرانية. فقد قال بولتون، قبل ثمانية أشهر في باريس، حيث كان يتحدث في اجتماع مع المعارضة الخارجية الإيرانية من مجاهدي (خلق) الإيرانية: “يجب على الولايات المتحدة الأميركية أن تعلن عن توجهها بالإطاحة بنظام الملالي في طهران. سلوك وأهداف النظام لن تتغير، والحل الحاسم هو تغيير النظام”.

أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه من قرار ترامب؛ حيث صرحت فريدريكا موغيريني، ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون السياسية والأمن: “إن الاتحاد الأوروبي يأسف لقرار الولايات المتحدة اليوم بشأن إيران، فهي وفَت بالتزاماتها ببنود الاتفاق، كما هو الحال حتى يومنا هذا، وإن الاتحاد الأوروبي ما زال ملتزمًا بالتنفيذ الكامل لبنود الاتفاق النووي”. وأضافت الدبلوماسية أن “الاتفاق النووي هو مهم، وفي غاية الأهمية بالنسبة إلى أمن أوروبا والعالم”. وأشارت إلى الثقة الكاملة بعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي نشرت حتى الآن عشرة تقارير تؤكد امتثال إيران بكامل التزاماتها.

ونظرًا إلى تطور الأحداث الأخيرة؛ وضعت إسرائيل قواتها في حالة التأهب القصوى كما ذكرت صحيفة (جيروزاليم بوست) على الحدود السورية. بعد أن لاحظت نشاطًا غير معهود للقوات الإيرانية والقوات الموالية لإيران في سورية. وأمرت القيادة الإسرائيلية في مرتفعات الجولان بفتح الملاجئ. وتم تحذير سكان المنطقة من احتمال وقوع أحداث وأعمال عسكرية.

وفي وقت سابق، أصدرت السفارة الأميركية في إسرائيل تحذيرًا حول احتمال نشوب وضع خطير في مرتفعات الجولان. علمًا أن الجنوب السوري، والمنطقة الحدودية، من أكثر الأماكن المشتعلة في سورية.

يرى محللون أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي يشكل خطرًا، من حيث احتمال انفجار الوضع في الجمهورية العربية السورية، بل إن ترامب يبعث رسالة خاطئة إلى القيادة في كوريا الشمالية، حيث شهدت المفاوضات في الآونة الأخيرة بعض التغيرات.

العنوان الأصلي للمقالة Ядерный демарш США заставил Израиль готовиться к ударам الكاتب إيغور سوبوتنيك المصدر صحيفة نيزافيسيميا غازيتا مساء 8/5/2018 الرابط http://www.ng.ru/world/2018-05-08/100_demarsh_usa.html المترجم هادي الدمشقي


هادي الدمشقي


المصدر
جيرون