سورية تتهم إسرائيل بهجوم على قاعدة عسكرية مرتبطة بإيران



سورية تتهم إسرائيل بهجوم على قاعدة عسكرية مرتبطة بإيران

جنود من القوات النظامية السورية أثناء دورية في الكسوة، سورية. الصورة: فاليري شاريفولين/ تاس/ زوما برس

استهدفت صواريخ -يشتبه أنها إسرائيلية- قاعدةً عسكرية مرتبطة بإيران في جنوب العاصمة السورية، دمشق، يوم الثلاثاء، بُعيد إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة سوف تنسحب من الاتفاق النووي الدولي مع إيران.

قالت وسائل إعلامية حكومية وموالية للنظام إن الدفاعات الجوية السورية أسقطت صاروخين إسرائيليين. تُظهر الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي حرائقَ في الكسوة، في منطقة الرحبة في القاعدة العسكرية، بعد أن ضربتها. أفاد ناشطون من المعارضة في دمشق، عن حركة لسيارات الإسعاف من دمشق إلى موقع الهجوم بعد الضربات.

لم تعلّق إيران مباشرة على هذه الهجمات في سورية.

هذه الضربات المشبوهة تزيد من التوترات الموجودة بالفعل في المنطقة، وتؤكد خطر المواجهة المباشرة بين إيران وإسرائيل، في أعقاب خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي.

استهدفت الضربات الصاروخية المشبوهة منطقة الكسوة (تبعد نحو ثمانية أميال جنوب دمشق) بعد أن حذر الجيش الإسرائيلي من أنه في حالة تأهب قصوى؛ بعد رؤية “نشاط غير منتظم للقوات الإيرانية” في سورية. ورفض تقديم المزيد من التفاصيل.

وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه أمر بفتح الملاجئ في شمال البلاد (فلسطين)، تحسبًا لهجوم إيراني محتمل. وقال: “أي عدوان على إسرائيل سيقابل برد شديد”.

تستعد إسرائيل من احتمال انتقام إيراني، بعد الهجوم الذي وقع في الشهر الماضي، عندما استهدفت صواريخ إسرائيلية قاعدة تديرها إيران في العمق السوري. وقد قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره المملكة المتحدة: إن قرابة 18 إيرانيًا قد قُتلوا في ذلك الهجوم، رغم أن إيران نفت وقوع أي خسائر.

كان هذا الهجوم تتويجًا لأشهرٍ من التوتر بين إيران وإسرائيل، أسفرت عن عدة ضربات جريئة –يشتبه أنها إسرائيلية- وعن خسائر مادية وإصابات في الجنود الإيرانيين في سورية.

وتماشيًا مع سياستها في عدم التأكيد أو إنكار الغارات الجوية في سورية، كذلك امتنع الجيش الإسرائيلي عن التعليق على الغارات المشبوهة يوم الثلاثاء.

وفي غارة أخرى في نيسان/ أبريل، أصابَت الصواريخ قاعدة جوية في سورية؛ ما أسفر عن مقتل سبعة من قوات الحرس الثوري الإيراني، وإلحاق أضرار بعدد من الطائرات بدون طيار، حسب ما أفادت وسائل إعلام سورية موالية للنظام. وفي شباط/ فبراير، قامت طائرة إيرانية مسيّرة باختراق المجال الجوي الإسرائيلي، بحسب ما قالت إسرائيل، ما أسفر عن قيام إسرائيل بعدة غارات داخل سورية، وأدت إلى إسقاط طائرة إسرائيلية.

وقد اتهمت سورية إسرائيل بضرب قاعدة الكسوة من قبل، في كانون الأول/ ديسمبر في العام الماضي، عندما وقعت هجمات صاروخية –يشتبه أنها إسرائيلية- في أعقاب رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يحذر فيها الرئيس السوري بشار الأسد من السماح لإيران بإنشاء قواعد عسكرية في بلاده.

دعَم كل من إسرائيل والسعودية، المنافسان الإقليميان الرئيسيان لإيران، قرار الولايات المتحدة في الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، لقد راقبت كلتا الدولتين بقلق، إيران وهي تقدم الدعم الى الأسد في الحرب في سورية، وتسلّح ميليشيات حزب الله اللبنانية، العدو اللدود لإسرائيل.

يخشى بعض المراقبين من أن يؤدي انهيار الاتفاق النووي إلى دفع إيران نحو توسيع أنشطتها العسكرية في سورية، كذلك في العراق واليمن، وزيادة تمكين الميليشيات الموالية لها في المنطقة.

قال السيد نتنياهو إنه يفضل مواجهة إيران في وقت مبكر، وليس بعد ذلك.

وفي اجتماع لمجلس الوزراء يوم الأحد، قال نتنياهو: “نحن مصممون على منع ترسيخ إيران، ولو اضطر إلى المواجهة”، وأضاف: “إننا لا نريد المواجهة، ولكن إن كان هناك حاجة إليها؛ فسنفعل، وهي الآن أفضل من وقت قادم”.

قالت إيران إنها سوف تعمل على الحفاظ على الاتفاق النووي بدون الولايات المتحدة، بالتعاون مع الأطراف الأخرى في الاتفاق.

وقال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، في خطاب متلفز يوم الثلاثاء: “أمرت وزارة الخارجية بالتفاوض مع الدول الأوروبية والصين وروسيا، في الأسابيع القادمة”.

قالت وزارة الخارجية السورية إن الحكومة “واثقة تمامًا من قدرة إيران على تجاوز تداعيات الموقف العدواني للإدارة الأميركية”، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية.

العنوان الأصلي للمادة Syria Accuses Israel of Striking Iran-Linked Army Base الكاتب Sune Engel Rasmussen and  Dov Lieber المصدر وول ستريت جورنال الرابط https://www.wsj.com/articles/syria-accuses-israel-of-striking-iran-linked-army-base-1525819832 المترجم محمد شمدين


محمد شمدين


المصدر
جيرون