صِدام غير مسبوق.. إسرائيل تتهم طهران بقصفها وترد بضرب عشرات المواقع الإيرانية في سوريا



السورية نت - مراد الشامي

شهدت ليلة الأربعاء - الخميس تصعيداً غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، حيث اتهمت الأخيرة طهران باستهدافها بصواريخ انطلقت من سوريا، وقال إنها ردت على ذلك بقصف عشرات المواقع العسكرية في سوريا مشيرةً أنها إيرانية.

وهذه المرة الأولى التي تتهم فيها إسرائيل إيران باستهدافها من سوريا، في تصعيد يأتي في خضم التوتر القائم بين الولايات المتحدة وإيران بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني.

وأعلنت اسرائيل صباح اليوم الخميس أنها ضربت عشرات الأهداف العسكرية الإيرانية، من بينها منشآت استخباراتية ولوجستية ومستودعات، مؤكدة في الوقت ذاته أنها لا تسعى للتصعيد العسكري مع إيران في سوريا، على حد قولها.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، جوناثان كونريكوس، إن "إسرائيل أخطرت روسيا قبل الضربات التي نفذتها يوم الخميس على عدة أهداف في سوريا".

بداية المواجهة

وبدأ التصعيد عند منتصف الليل في جنوب سوريا قبل أن يتوسع لاحقاً، وفي البداية أعلن الجيش الإسرائيلي أنه رد على "هجوم إيراني" بالصواريخ والقذائف استهدف الجزء المحتل من هضبة الجولان دون أن يوقع خسائر بشرية، بعدما أفادت وسائل إعلام نظام بشار الأسد عن سقوط قذائف مصدرها إسرائيل استهدفت مدينة البعث في محافظة القنيطرة جنوباً.

وقال كونريكوس: "أُطلِقت الصواريخ بعيد منتصف الليل (21,00 توقيت غرينتش الأربعاء) من جانب عناصر فيلق القدس باتجاه الخطوط الامامية للجيش الأسرائيلي في الجولان".

وأكد المتحدث أنّ الجيش الإسرائيلي يأخذ "هذا الهجوم الإيراني ضد إسرائيل بجدية بالغة"، واتهم المتحدث قائد "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري"، قاسم سليماني بتنفيذ وقيادة الهجوم على إسرائيل، وفق قوله.

ومن إسرائيل، كتب المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، على حسابه على تويتر، قائلاً إن "الجيش الإسرائيلي يتحرك في هذه اللحظات ضد أهداف إيرانية في سوريا"، مضيفاً أن "أي تورط سوري ضد هذا التحرك سيواجه ببالغ الخطورة".

من جانبه قال نظام الأسد إن قواته أسقطت عشرات الصواريخ الإسرائيلية، وأشار في ذات الوقت إلى أن بعض الصواريخ استهدفت مواقع عسكرية لم يُحدد مناطق تواجدها.

وتحدثت وسائل إعلام النظام عن "تصدي الدفاعات الجوية لدفعة أولى من الصواريخ الإسرائيلية في منطقة القنيطرة"، حسب قولها.

وقال مصدر عسكري في قوات الأسد نقلت عنه وكالة سانا:  "إسقاط عشرات الصواريخ الإسرائيلية في الأجواء السورية خلال تصدي دفاعاتنا الجوية لها"، قبل أن يقول في وقت لاحق أن بعضها "يصيب أهدافه".

استهداف مواقع قرب دمشق

واستهدفت الصواريخ الإسرائيلية، وفق ما ذكرت وكالة "سانا" نقلاً عن مصدر عسكري، "كتائب الدفاع الجوي والرادار ومستودع ذخيرة" من دون تحديد موقعها.

في حين نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر قالت إنه من القوات الموالية لنظام الأسد، أن "بعض الصواريخ استهدف مواقع في ريف دمشق بينها فوج الدفاع الجوي قرب الضمير" في القلمون الشرقي قرب دمشق.

ومن جانبه، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن الصواريخ الإسرائيلية استهدفت مواقع عدة إيرانية وتابعة لميليشيا "حزب الله" اللبناني في جنوب سوريا ووسطها وفي محيط دمشق.

وأضاف أن "الصواريخ طالت مواقع عدة في محيط دمشق، بينها في بلدة معضمية الشام حيث يتواجد حزب الله والإيرانيون"، كما استهدفت "مواقع يعتقد أنها تابعة لحزب الله جنوب غرب مدينة حمص (وسط)، وأخرى تابعة للحزب ذاته في المثلث الواصل بين ريف دمشق الجنوبي ومحافظتي درعا والقنيطرة" جنوباً.

استنفار جنوباً

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن يوم الثلاثاء الفائت، أنه طلب من السلطات المحلية في هضبة الجولان المحتلة أن تفتح وتحضر الملاجىء المضادة للصواريخ بسبب "أنشطة غير مألوفة للقوات الإيرانية في سوريا" في الجهة الأخرى من خط التماس.

وأضاف أنه "تم نشر منظومات دفاعية كما أن القوات الإسرائيلية في حالة استنفار قصوى في مواجهة خطر هجوم".

وتشهد الجبهة السورية توتراً شديداً بين إيران وميليشيا "حزب الله" من جهة، وإسرائيل من جهة ثانية. ويتزامن التصعيد الجديد وغير المسبوق بعد إعلان ترامب في الثامن من الشهر الحالي انسحابه من الاتفاق النووي الايراني، الذي وقع مع القوى الكبرى العام 2015، وإعادة فرض عقوبات على إيران.

وكانت إسرائيل أول الداعمين للقرار الذي وصفته بـ"الشجاع"، وأثار في المقابل خشية المجتمع الدولي وعلى رأسها الدول الموقعة على الاتفاق وهي فرنسا، وبريطانيا، وروسيا، والصين، بالإضافة إلى ألمانيا.

ويأتي التصعيد الجديد غداة مقتل 15 مقاتلاً موالياً للنظام نصفهم إيرانيون في ضربة صاروخية إسرائيلية استهدفت مستودع ذخيرة تابع "للحرس الثوري الايراني" في منطقة الكسوة في ريف دمشق الجنوبي.

اقرأ أيضا: نتنياهو بعد لقائه بوتين: روسيا لن تحد من العمليات الإسرائيلية بسوريا




المصدر