قرار ترامب تجاه إيران قرّبنا من الحرب فحسب



الرئيس ترامب يحمل مذكرة تعيد فرض العقوبات على إيران، بعد أن أعلن قراره بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 يوم الثلاثاء، 8 أيار/ مايو (تشيب سوموديفيلا/ صور جيتي)

كانت الاتفاق النووي الذي أُبرم مع إيران قبل ثلاث سنوات بعيدًا من الكمال، لكن قرار الرئيس ترامب بإلغائه، على الرغم من معارضة حلفائنا الأوروبيين، ومن دون استراتيجية واضحة لاستبداله، هو أمرٌ متهور، وعلى الأرجح، هو هزيمة ذاتية. لقد خلق السيد ترامب صدعًا مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا، الذين كانوا شركاء في الاتفاق إلى جانب روسيا والصين، وسلّم النظام الإسلامي الإيراني بعض الفرص البائسة.

في خطاب منمق ورنّان، زعم السيد ترامب أنه “لا يمكننا منع قنبلة نووية إيرانية في إطار البنية المتعفنة والفاسدة للاتفاق الحالي”. ما لم يعترف به هو أن المفتشين الدوليين، وكبار أعضاء إدارته، قد أكدوا أن إيران قد امتثلت للاتفاق، الذي خفّض إلى حدٍّ بعيدٍ مخزونها من اليورانيوم المخصّب، وجعل من الصعب للغاية على النظام الإيراني تطوير أسلحةٍ نووية خلال العقد المقبل. لوّح الرئيس إلى إمكانية “التوصل إلى اتفاق جديد ودائم”، لا يشمل فقط الأسلحة النووية، بل يشمل أيضًا تطوير إيران للصواريخ، والتدخلات في حروب الشرق الأوسط، لكنه لم يقدّم خريطة طريقٍ لتحقيق هذا الهدف الطموح.

قد تكون النتيجة الأولى لقرار السيد ترامب هي التعارض أو الصراع مع الأوروبيين. إن نظام العقوبات الذي أعاد السيد ترامب فرضه يهدف إلى إجبار الدول الأخرى على خفض مشتريات النفط، والأعمال التجارية الأخرى مع إيران، كما أنه يهدّد بفرض عقوباتٍ عليهم؛ إذا لم يقوموا بذلك. الحكومات الأوروبية، التي قالت إنها لن تتخلى عن الاتفاق النووي، قد تقاوم أيّ مسعى أميركي لفرض القيود، ومن ضمن ذلك فرض عقوباتٍ عليها. بعد أن حاولوا تلبيةَ اعتراضات السيد ترامب على الاتفاق من دون إلغائه، ولكنهم فشلوا؛ فمن غير المحتمل أن يتعاونوا بمحض إرادتهم في محاولة الولايات المتحدة الجديدة لسحق الاقتصاد الإيراني.

يمكن أن تتفق الحكومات الأوروبية والإيرانية على مواصلة العمل بالاتفاق، في تحدٍ لواشنطن، لكن الأجهزة العسكرية والأمنية الإيرانية المتشددة، التي كانت تعارض الاتفاق على الدوام، ستضغط من أجل استئناف تخصيب اليورانيوم، وتقييد عمليات التفتيش، أو حتى السباق من أجل الحصول على قنبلة. كيف سيوقف السيد ترامب مثل هذا الهيجان، من دون الحرب؟ أحد الأسباب التي أدت إلى إبرام الاتفاق النووي كان توصل إدارات كل من جورج بوش، وباراك أوباما، إلى أن العمل العسكري هو وسيلة محفوفة بالمخاطر وغامضة، وغير مؤكدة لمنع قنبلةٍ إيرانية.

دُفع ترامب إلى الخروج من الاتفاق من قبل كلٍّ من بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، ومحمد بن سلمان، الحاكم السعودي، اللذين تشارك دولهما فعليًا في حروبٍ منخفضة المستوى مع إيران، لكن رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي قال: إن الاتفاق النووي “يعمل ويؤخر تحقيق الرؤية النووية الإيرانية من 10 إلى 15 عامًا”. ويمكن لقرار ترامب أن يتخلص من فترة السماح هذه، في حين أنه لا يفعل شيئًا لوقف عدوان إيران المستمر في سورية واليمن، وفي أماكن أخرى. قد يأمل السعوديون والإسرائيليون في أن قرار السيد ترامب سيعيد الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، من خلال المواجهة مع عدوهم. لقد قال الرئيس مرارًا وتكرارًا إنه لا يرغب في مزيدٍ من الحروب في الشرق الأوسط؛ لكن قراره جعل الحرب أكثر احتمالًا.

عنوان المقال الأصلي Trump’s Iran decision just brought us closer to war الكاتب هيئة التحرير، Editorial Board مكان النشر وتاريخه واشنطن بوست، The Washington Post، 8/5 رابط المقالة https://www.washingtonpost.com/opinions/global-opinions/trumps-iran-decision-just-brought-us-closer-to-war/2018/05/08/fdee4fde-52d5-11e8-9c91-7dab596e8252_story.html?noredirect=on&utm_term=.459a05d31365 عدد الكلمات 490 ترجمة أحمد عيشة


أحمد عيشة


المصدر
جيرون