قوات فرنسية تعزز “انتصارات” (قسد) شرق الفرات



أعلنت ميليشيات (قوات سورية الديمقراطية/ قسد) أنها تمكّنت من دخول مدينة (هجين)، آخر مدينة يسيطر عليها تنظيم (داعش) شرق نهر الفرات في محافظة دير الزور. في وقت أكد فيه متابعون أن مهمة القضاء على آخر جيوب التنظيم في تلك المنطقة، تتم بدعم جوي وبري من التحالف الدولي، حيث تشارك المدفعية الفرنسية بكثافة في تلك المعركة.

نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر في الميليشيات، بأن “مدينة هجين كانت خطّ اشتباك، منذ توقف العمليات العسكرية قبل نحو ثلاثة أشهر. وبعد إطلاق المرحلة الثالثة من العملية العسكرية لطرد (داعش) من محافظة دير الزور؛ تمكّنت (قسد) من طردهم، بإسناد جوي من مقاتلات التحالف الدولي”.

جاء هذا التقدم بعد مرور أسبوع تقريبًا، على إطلاق (قسد)  معركتها الأخيرة ضد التنظيم، في آخر جيوبه بريف الحسكة الجنوبي، وفي الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، بدعم جوي وبري من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

المحلل العسكري العقيد أحمد حمادة أكّد، في حديث إلى (جيرون)، أن “التنظيم ما يزال يحتل موقعًا جغرافيًا، بين (باكوز) شرقًا إلى مشارف (هجين) غربًا، على ضفة الفرات الشرقية، وتحاول (قسد) وقوات التحالف استخدام هذا الوجود، لبسط السيطرة واستمرارية المعركة ضد الإرهاب”، وأشار إلى أن “القصف بالصواريخ البعيدة يصبّ في الخانة الدعائية أكثر من الميدانية، لأن التنظيم يستخدم حرب العصابات”.

أضاف حمادة: “لا مستقبل لـ (داعش)؛ فهو منبوذ من الحاضنة، والضغط العسكري من صواريخ وطيران ومدفعية سيؤثر فيه. ولن يهتم التنظيم في المرحلة المقبلة بالتمسك بالأرض، بل سيختفي ويشن حرب عصابات”.

انسحب تنظيم (داعش) قبل عدة أشهر إلى ريف الحسكة الجنوبي قرب الحدود العراقية، حيث احتفظ بسيطرته على كل من (تل الشاير، الدشيشة، أبو حامضة)، وعلى كل من (هجين، السوسة)، ومساحات من بادية ريف دير الزور الشرقي، كما أنه يسيطر على بعض الجيوب غرب نهر الفرات، قرب مناطق سيطرة النظام.

في الموضوع ذاته، أكد الصحفي محمد حسان لـ (جيرون) أن “معركة (قسد) ستكون صعبة في هذه المناطق؛ لأن التنظيم كان قد استفاد من فترة هدوء المعارك خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وحصّن مواقعه، وأعدّ عدّته ولديه سلاح نوعي ومتطور، كما أن المنطقة تحوي نحو 5000 عنصر من بقايا التنظيم، بينهم قادة”.

أضاف حسان: “ربما ينسحب التنظيم من ريف الحسكة الجنوبي، بسبب طبيعة الأرض الصحراوية التي لن تساعده كثيرًا، لكنّه في ريف دير الزور سيقاتل بقوة؛ لأن خياراته معدومة، ولا يوجد أي منفذ يلجأ إليه، إلا إذا حصل استسلام أو صفقة مع التحالف”.

تستفيد (قسد) من عدة عوامل، منها الدعم الجوي اللامحدود من التحالف الدولي، إضافة إلى شحنات الأسلحة الأميركية المتطورة التي وصلت قبل عدة أيام، من معبر (سيمالكا) على الحدود بين العراق ومحافظة الحسكة، كما تستفيد من وجود الضباط والخبراء الأميركان والفرنسيين على الأرض.

كشف حسان لـ (جيرون) أن “كتيبة مدفعية فرنسية تشارك بقوة في هذه المعركة”، وعزا هذا الحماس الفرنسي إلى “الرغبة الفرنسية في تضييق الخناق على آخر جيوب التنظيم هناك؛ حيث من المتوقع وجود عناصر وقادة في التنظيم يحملون الجنسية الفرنسية، وباريس تريد اعتقالهم لكشف خيوط الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها سابقًا، وخاصة هجوم (شارلي إيبدو)”.

إلى ذلك، أعلنت ميليشيات (قسد)، قبل يومين، أنها اعتقلَت عائلة أحد مقاتلي (داعش) الذين يحملون الجنسية الفرنسية، وهي تحاول الفرار باتجاه العراق، قرب قرية (باكوز) الواقعة على الحدود الفاصلة بين سورية والعراق في منطقة الجزيرة.

في سياق متصل، نقلت وسائل إعلام أنباء عن مفاوضات تديرها القوات الفرنسية، تقضي بانسحاب مسلحي التنظيم من منطقة شرق الفرات إلى صحراء الأنبار في العراق، بينما لم يؤكدها أي طرف حتى الآن، فيما يتوقع مراقبون أن تدفع المعارك الحالية تنظيمَ (داعش) إلى مهاجمة مدينة (البوكمال) التي يسيطر عليها النظام، والانسحاب منها نحو غرب الفرات.

يذكر أن معركة (قسد) تزامنت مع شنّ الطيران الحربي العراقي عدة غارات جوية، على مواقع التنظيم على الحدود العراقية السورية، كما نقلت وسائل إعلام أخبارًا عن تنسيقٍ بين ميليشيات (الحشد الشعبي) العراقية و(قسد)، في معركة طرد التنظيم من ريف الحسكة الجنوبي والحدود العراقية السورية.


سامر الأحمد


المصدر
جيرون