مع انسحاب ترامب من الاتفاق النووي.. محللون: نذر حرب بين إيران وإسرائيل ساحتها سوريا



السورية نت - شادي السيد

يمثل قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني "انتصارا" شخصيا لرئيس الوزراء في حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي بذل جهودا ضده على مدى سنوات، لكن بلاده باتت الآن تترقب الرد الايراني، وسط تنبؤات بـ"تغيير إستراتيجي في المنطقة" يندمج مع التوتر الحالي والمباشر بين إسرائيل وإيران في سوريا".

وغداة إعلان ترامب، توجه نتنياهو إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومن المتوقع أن يكون الاتفاق النووي الإيراني على طاولة المباحثات بين الرجلين.

وبالإضافة إلى النووي، سيبحث نتنياهو الوضع في سوريا، التي تشكل ساحة للنفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة، وأبرز محاور التوتر الإيراني - الإسرائيلي.

وتقول إميلي لانداو، الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي إن نتنياهو قد يدعو موسكو لممارسة نفوذها على طهران لكبح جماح الحماس الإيراني.

وليل الثلاثاء الأربعاء تم استهداف مخزن أسلحة يعود للحرس الثوري الإيراني في منطقة الكسوة في ريف دمشق الجنوبي الشرقي ما أدى إلى مقتل 15 مقاتلاً موالياً لقوات النظام بينهم ثمانية إيرانيين بحسب ما أعلن "المرصد السوري لحقوق الانسان". ونسب النظام هذه الضربة، الثالثة خلال شهر، مجددا إلى إسرائيل.

وقبل هذا القصف، وقبيل إعلان ترامب، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه طلب من السلطات المحلية في هضبة الجولان المحتلة أن تفتح وتحضر الملاجىء المضادة للصواريخ بسبب "أنشطة غير مألوفة للقوات الإيرانية في سوريا" في الجهة الأخرى من خط التماس.

مواجهة إسرائيلية إيرانية بسوريا

يثير التواجد الإيراني في سوريا حيث تدعم طهران على غرار موسكو نظام بشار الأسد قلق إسرائيل، وكان نتنياهو تعهد مرارا عدم السماح لإيران بترسيخ تواجدها العسكري في سوريا المجاورة حيث يعتقد أن إسرائيل شنت عدة ضربات عسكرية أشارت تقارير إلى أنها أسفرت في بعض الحالات عن مقتل عناصر إيرانيين.

وسرت مخاوف في إسرائيل من أن ترد طهران.

ولطالما ادعت إسرائيل أنها ستكون الهدف المحدد في حال حيازة إيران لسلاح نووي، وشنت في السنوات الأخيرة سلسلة عمليات عسكرية وحملة ضد الاتفاق النووي على جميع الجبهات.

ويتحدث العديد من الخبراء عن المخاطر الأمنية التي تحدق بإسرائيل وإمكانية أن تجد إسرائيل نفسها وحدها في مواجهة إيران.

ويرى عاموس يادلين، مدير معهد الأمن القومي أن الإيرانيين قد يقومون باستئناف تخصيب اليورانيوم، والانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، والبدء بسرعة في إنتاج قنبلة نووية.

وكتب يادلين في صحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه في ظل غياب منظومة دولية من العقوبات الصارمة، فأن "الخيار الوحيد لوقف إيران سيكون العمل العسكري" لكنه أوضح بأن "الرئيس ترامب لا يريد حربا أخرى في الشرق الأوسط". وأضاف "بالتأكيد هو لن يوقف عملا إسرائيليا، خلافا لسلفه، لكن في نهاية المطاف فإن المهمة ملقاة على الأرجح على عاتقنا".

بدوره رأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، عاموس هرئيل، في انسحاب ترامب من الاتفاق النووي "نذيرا بتغيير إستراتيجي في المنطقة يندمج مع التوتر الحالي والمباشر بين إسرائيل وإيران في سوريا".

وكتب أن نتنياهو وترامب يتبنيان خطا موحدا في ثلاث قضايا مركزية: "الانسحاب من الاتفاق النووي، ودعم تغيير النظام في إيران، وصد التمركز العسكري الإيراني في سوريا".

وأن ترامب الذي يتبنى خطا صارما ضد المشروع النووي الإيراني، يبقي لإسرائيل مهمة الحرب على الإيرانيين في سوريا، بينما تفسر إدانته لما أسماه "دعم إيران للإرهاب" على أنه تغطية لعمليات الجيش الإسرائيلي في الشمال.

وقال "هرئيل" إن ترامب ينطلق من قاعدتين: الأولى إثبات التزامه بتعهداته الانتخابية، والثانية محو كل ما أنجزه سلفه، أوباما. ومن المنظور الإسرائيلي، فإن مستوى تماثل ودعم ترامب لإسرائيل عال، ولكن الاختبار الصعب هو فحص الخطوات المخطط لها والمنسقة مسبقا، ولم تُظهر الإدارة الأمريكية حتى اليوم "توجها محسوبا ومتتابعا"، رغم التنسيق الوثيق بين المؤسسات الأمنية والاستخبارية بين الطرفين.

وكتب أن "الواقع الإستراتيجي في سوريا كان يصوغه في السنوات الأخيرة عاملان مركزيان: القتال المكثف الذي يخوضه المحور الشيعي والسني في سوريا، والاتفاق النووي الذي امتنعت الولايات المتحدة في أعقابه عن كل مواجهة مباشرة مع إيران".

ويضيف أن "المعركة في سوريا قد حسمت عمليا قبل بضعة شهور لصالح نظام الأسد وإيران والشيعة. وبدأ ترامب، يوم أمس، بتفكيك الأساس الثاني"ليخلص إلى أن "قواعد اللعبة تغيرت، وسيكون المكان الأول الذي يبدو فيه ذلك جليا في المواجهة بين إسرائيل وإيران في سوريا".

اقرأ أيضا: بعد هجوم الكسوة.. إسرائيل: الإيرانيون لا يفهمون غير هذه اللغة ونعمل على إخراجهم من سوريا




المصدر