تداعيات انسحاب واشنطن من “نووي إيران” تثير مخاوف القارة العجوز



تتصاعد مخاوف دول الاتحاد الأوروبي من الخسائر الاقتصادية التي ستتكبدها الشركات الأوروبية التي تستثمر في الاقتصاد الإيراني، لا سيما بعد أن هدد البيت الأبيض، الثلاثاء الماضي، بفرض عقوبات على كل الشركات الأجنبية المتعاونة مع إيران.

موقع (دويتشه فيله) الألماني أكد أن “الشركات الأوروبية رأت أن الإعلان الأميركي قد يكبدها خسائر فادحة، وهو ما دفع مسؤولًا في الرئاسة الفرنسية إلى الإعلان أن المسؤولين الأوروبيين سيبذلون كل جهد ممكن، لحماية مصالح شركاتهم العاملة في إيران”.

تأتي هذه المخاوف بعد أن هدد البيت الأبيض، يوم الثلاثاء الماضي، بفرض عقوبات على كل الشركات الأجنبية المتعاونة مع إيران، وأعطاها مهلة 180 يومًا للالتزام، وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون: إن اعادة العمل بالعقوبات الأميركية المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني ستسري فورًا على العقود الجديدة، وأمام الشركات الأجنبية بضعة أشهر فقط للخروج من إيران”.

ووصف موقع (دويتشه فيله) قرار الرئيس الأميركي الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني بأنه “نكسة قوية للأوروبيين؛ بعدما بذلت فرنسا وألمانيا وبريطانيا جهودًا دبلوماسية مكثفة، لإقناعه بالاستمرار فيه”.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال في تغريدة له على (تويتر): إن “فرنسا وألمانيا وبريطانيا تأسف للقرار الأميركي، وستعمل بشكل جماعي على اتفاق أوسع”، مع أن ماكرون حاول إقناع ترامب بعدم الانسحاب، في أثناء زيارته لواشنطن قبل أسبوعين.

في السياق ذاته، طالبت مجلة (فوكوس) الألمانية برلين بالعمل على إنقاذ المصالح الاقتصادية لألمانيا؛ لأن “حجم الصادرات الألمانية لإيران بلغ العام الماضي ثلاثة مليارات يورو، أي ما نسبته 0.2 في المئة من مجموع الصادرات الألمانية. إلا أن قرار ترامب قد يؤدي إلى تجميد العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتكبيد ألمانيا خسائر فادحة”.

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعلنت، الأربعاء الماضي، أن “برلين وباريس ولندن ستقوم بكل ما يلزم لضمان بقاء إيران في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بعد انسحاب الولايات المتحدة منه”.

لكن رئيس السياسات الدولية في حزب ميركل نوربرت رويتغن قال، في تصريح لمجلة (دير شبيغل) الألمانية: “من الصعب الالتزام بالاتفاق دون الولايات المتحدة؛ نظرًا إلى أن الشركات الأوروبية التي تواصل تعاملاتها التجارية مع الجانب الإيراني قد تتعرض لعقوبات أميركية قاسية”.

أضاف نوربرت: “إن أي جهة تستثمر في إيران ستواجه عقوبات قاسية، من قبل الولايات المتحدة، ولا يمكن تعويض ثمن ذلك، والشركات المتأثرة ستتراجع على الأرجح سريعًا عن استثماراتها، أو تنسحب من البلد تمامًا”.

وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أوضح، في تصريحات لإذاعة (أر، تي، ل)، الفرنسية أن “إيران كانت قد وافقت على فرض قيود على أنشطتها النووية، مقابل منافع اقتصادية، سيحاول الأوروبيون الحفاظ عليها”، مضيفًا: “السلطات الفرنسية ستجتمع مع الشركات الفرنسية العاملة في إيران خلال أيام؛ لبحث كيفية مساعدة عملياتهم في إيران، ومحاولة حمايتها قدر الإمكان من الإجراءات الأميركية”.

من الجانب الآخر، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني: “إن أوروبا انصاعت من قبل للضغوط الأميركية؛ ما أدى إلى انسحاب العديد من شركاتها من إيران، بموجب عقوبات دولية سابقة، ولا يمكننا إعطاء الكثير من الثقة لتصريحاتهم حول الحفاظ على الاتفاق، لكن الأمر يستحق الاختبار لعدة أسابيع”.

يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، الثلاثاء الماضي، وقرر قبل يومين فرض عقوبات بحق 6 أشخاص ومنظمات تتبع للحرس الثوري الإيراني؛ ما ينذر بمزيد من العقوبات الأميركية ضد طهران.

(س.أ)


جيرون


المصدر
جيرون