خبراء يهود يكشفون خفايا المواجهة الإسرائيلية الإيرانية بسوريا



السورية نت - رغداء زيدان

لم يكن الهجوم الصاروخي الذي نفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الخميس الماضي، ضد أهداف إيرانية في سوريا، الأول من نوعه، لكنه كان الأوسع نطاقاً.

وفي ظل تحذير إسرائيلي على مدار الأشهر الماضية من رفض تل أبيب أي وجود عسكري إيراني في سوريا، استبعد محلل سياسي، أن يكون القصف الصاروخي الإسرائيلي هو الأخير.

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الخميس الماضي، هجوماً على خمسين موقعاً إيرانياً في سوريا، تضم مراكز استخبارية وعسكرية ومخازن أسلحة ومراكز تقديم خدمات لوجستية.

وجاء الهجوم بعد إطلاق نحو عشرين صاروخاً من سوريا باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة، قالت إسرائيل إن مضاداتها اعترضت أربعة منها، فيما سقط الباقي داخل الأراضي السورية.

المحلل في موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، "آفي ايسخاروف"، يقول في هذا الشأن، إن "إسرائيل تخشى وصول إيران إلى حدودها الشمالية، ولذلك تتحرك على كافة الصعد، بما فيها العسكرية؛ لمنع ذلك"

ويضيف: "إيران دولة ذات إمكانيات كبيرة وليست تنظيماً صغيراً، وهي تقول صراحة إنها تريد تدمير إسرائيل".

ويشير أن إيران "دولة تمتلك مع منظمة حزب الله (اللبنانية/حليفة إيران)، مئات آلاف الصواريخ القادرة على الوصول إلى العمق الإسرائيلي"

ومن وجهة نظر "ايسخاروف"، فإن إيران تستغل حقيقة دفاعها عن نظام الأسد، في تعزيز مواقعها العسكرية هناك؛ بهدف الاقتراب من الحدود الإسرائيلية.

ويرى أنه إذا "لم تتحرك إسرائيل الآن، فإن تعزيز التواجد الإيراني في سوريا سينتهي إلى حرب شاملة"، قائلاً: إن "تل أبيب تعتقد إسرائيل أنه تعجيل هذا التحرك سيكون أفضل"

ويستند المحلل إلى تقديرات إسرائيلية بوجود ما بين 20-25 ألف مقاتل شيعي على الحدود الشمالية لإسرائيل؛ بما ذلك 8 آلاف عنصر لدى حزب الله في لبنان وسوريا، واصفاً العدد بـ"الهائل"

وكانت العديد من التقارير تحدثت في الأشهر الماضية، عن هجمات نفذتها إسرائيل ضد أهداف لحزب الله وإيران في سوريا، لكن تل أبيب لم تعترف بها جميعاً.

وإزاء قوة الضربة الإسرائيلية، وشعور إيران بإخفاقها في إلحاق خسائر بالأهداف الإسرائيلية، فإن إسرائيل باتت تخشى من إمكانية تحريك "حزب الله" أو تنفيذ عمليات ضد اليهود في الخارج.

ويتوقع "ايسخاروف": أن "فشل إيران في تحقيق أهدافها من قصف الجولان (الأربعاء الماضي) وشعورها بأن وجودها في سوريا مكشوف، قد يدفعها لمحاولة توريط حزب الله بهجمات في إسرائيل، أو عمليات ضد أهداف يهودية حول العالم"

ويستنتج من الضربة الإسرائيلية الأخيرة في سوريا أن تل أبيب لديها معلومات استخبارية حول الوجود الإيراني، "إذ يبدو ذلك جلياً"، حسب قوله.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، قد قال الجمعة الماضية، إن "إيران تجاوزت خطاً أحمر وردنا كان متناسباً (..). بفضل الاستعدادات المناسبة التي قامت بها قواتنا فشلت العملية الإيرانية، ولم يسقط أي صاروخ داخل أراضينا"

وفي هذا الصدد كتب "رون بن إيشاي"، في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية ، قبل يومين، إن "سياسة الخط الأحمر الإسرائيلية، تنص على أن أي هجوم على سيادتها سيقابل برد فوري"

وأشار الكاتب أنه "سيتم استهداف أي نقل إيراني لأسلحة عالية التقنية يعرض السكان الإسرائيليين للخطر (..) ولن يتم التسامح مع استخدام الأسلحة غير التقليدية -النووية أو الكيميائية أو البيولوجية- ضد إسرائيل"

ولفت إلى "خط أحمر إسرائيلي آخر تم عبوره" مساء الأربعاء، عبر استهداف مضادات الطائرات السورية سلاح الجو الإسرائيلي أثناء مهاجمته أهدافاً إيرانية.
الهدف من الضربة الإسرائيلية (الأخيرة)، كما يقول "بن إيشاي"، تمثل أيضاً في الإشارة إلى بشار الأسد، وفلاديمير بوتين، بأن استمرار الوجود العسكري الإيراني سيضر بمصالحهم الحيوية.

وأوضح أن "المناوشات المستمرة بين إسرائيل وإيران على الأراضي السورية ستدمر الجهود الرامية إلى إنهاء فترة طويلة الحرب السورية الدموية، وستزيد من تأخير سيطرة الأسد، وإعادة بناء البلاد"

من جهة ثانية، أشار الكاتب الإسرائيلي، "اوفري إيلاني"، خلال مقال في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، إلى 3 دوافع "قد تقف خلف الهجوم الإسرائيلي على المواقع الإيرانية"

وكتب "إيلاني": "ثمة من ينسب المسؤولية لإيران، معتبراً أنها تواصل العمل سراً في مشروعها النووي، أو على الأقل تحويل سوريا إلى موقعها الأمامي، والنية النهائية وراء ذلك تتمثل في القضاء على إسرائيل"

وربط الدافع الثاني في محاولة "نتنياهو" استغلال الأمر لصرف الانتباه عن التحقيقات الجنائية الجارية ضده.

ويطرح "إيلاني" تفسيراً ثالثاً يتعلق بأن "إسرائيل أصبحت قوية جداً، وفي هذه الحالة تشعر أنها مستعدة لمواجهة خصم جدير كقوة إقليمية".

اقرأ أيضا: من هم أبرز المرشحين لرئاسة الحكومة العراقية؟




المصدر