صحيفة: تذمر لدى مخابرات النظام من أداء الشرطة الروسية ينذر بنزاع بينهما



السورية نت - شادي السيد

"الموقف الليبرالي المفرط تجاه المقاتلين يقود سوريا إلى التفكك"، عنوان مقال يفغيني كروتيكوف، في صحيفة "فزغلياد" الروسية، حول نزاع محتمل بين الاستخبارات التابعة لنظام بشار الأسد والشرطة العسكرية الروسية.

وجاء في المقال الذي نقله موقع "روسيا اليوم" اليوم السبت: أن" النزاع بين الاستخبارات السورية والشرطة العسكرية الروسية يتطور، فبعض المواقع السكنية التي تم السيطرة عليها من المعارضة لم ترجع إلى سلطة النظام"، مضيفا أن "الأخصائيون الروس يحولون دون عمليات تطهير محتملة وسط السكان" في إشارة إلى عمليات الاعتقال التي تشنها مخابرات النظام وشبيحته في المناطق التي تسيطر عليها من المعارضة.

ويضيف الكاتب في مقالته، بتعبير آخر:" المصالحة والخضوع لبرنامج نزع السلاح (في إشارة إلى اتفاقيات التهجير التي تبرمها روسيا مع قوات المعارضة) لا يقود إلى استعادة النظام سلطته على الأراضي التي تخليها المعارضة.. فسكان البلدات (التي تشملها الاتفاقات) ينغلقون عن العالم الخارجي بحواجز الشرطة العسكرية الروسية ويتلقون المساعدات الإنسانية مع بقائهم في ظل إدارة ذاتية".

وينوه كروتيكوف أنه "في البداية تم تبرير ذلك بالخوف من المخابرات والشبيحة الميالين للهجوم المضاد و تطهير بالغ القسوة للبلدات التي يسيطر عليها النظام، ولكن أثناء السيطرة على حلب الشرقية منع الروس هذه الممارسة، الأمر الذي مهد للثقة بالروس وبالنظام من جانب السكان المحليين. ولكن، سرعان ما بدأ شد الزانة في الاتجاه المعاكس".

ويضيف الكاتب أنه "منذ معركة حلب، جرت أحاديث عن عدم القيام بأي تدقيق مع الأهالي، بل ما عادوا يطلبون منهم وثائق تثبت هويتهم، ووصل الأمر إلى أن بإمكان أي شخص أن يقول إنه أضاع وثائقه ويطلق على نفسه الاسم الذي يشاء، وسرعان ما يحصل على وثيقة شخصية جديدة بخاتم روسي، فمن دون هذه الوثيقة لا يمكنه وعائلته الحصول على الحصص الغذائية وغيرها من المساعدات".

ووفقا لمعطيات خاصة بـ"فزغلياد" بدأ التذمر في صفوف مخابرات النظام، لأن تقليص جبهة عملها أدى إلى تراجع وزنها السياسي" لدى حكومة الأسد، وأدى ذلك إلى تفاقم المنافسة بين الجماعات (الأمنية) المختلفة في دمشق، وهذا مزعج جدا من وجهة نظر سياسية.

وفي نهاية المطاف وفقا للكاتب، "تم الوصول بطريقة ما إلى حل هذه المسألة في حلب الشرقية، وعلى الرغم من عدم وجود سيناريو موحد لجميع الأراضي السورية، ولكن الانتقال إلى التوثيق ليس على أساس ما اسمك؟، إنما بناء على معايير عقلانية ضرورة ملحة، أي إحياء الإدارة المدنية بالتدريج مع استبعاد التطهير والعنف الزائد الممارس من شبيحة النظام ومخابراته".

مشيرا إلى أن "حل كل شيء عن طريق الدبابة والشبيحة تم تجاوزه، فالآن يجب التفكير من الرأس، ويبدو أن الروس هم من سيفكرون مرة أخرى".

يشار أن ميليشيات النظام وأجهزته الأمنية، اعتادت في كل منطقة تدخلها بعد انسحاب المعارضة منها، إلى القيام بحملات اعتقال لمدنيين وإعدامات ميدانية بحجة انتمائهم للمعارضة السورية، إضافة إلى عمليات السرقة "التعفيش" من منازل المدنيين وارتكاب انتهاكات بالجملة.

وعلى الرغم من ادعاء روسيا من خلال اتفاقيات التهجير التي تبرمها مع قوات المعارضة بعدم السماح للنظام بدخول البلدات المهجرة إلا أن الأمر حدث في مرات عدة كان آخرها، دخول قوات النظام مدن الغوطة الشرقية واعتقال العشرات من شبانها لزجهم في جبهات القتال إضافة إلى عمليات السرقة الواسعة التي ارتكبتها شبيحة النظام وعناصر استخباراته.

اقرأ أيضا: "ديلي تلغراف": روسيا ضاقت ذرعاً بالتواجد الإيراني في سوريا




المصدر