on
لماذا صمتت روسيا عن الضربة الإسرائيلية لإيران في سوريا رغم عملهما معاً لسنوات؟
السورية نت - مراد الشامي
من أبرز الأسئلة التي طُرحت عقب تنفيذ إسرائيل لأوسع ضربة عسكرية ضد عشرات المواقع الإيرانية في سوريا، "لماذا صمتت روسيا عن تلك الضربات ولم تمنعها؟" على الرغم من أن لدى موسكو وطهران أهداف مشتركة في سوريا أبرزها الإبقاء على بشار الأسد في السلطة.
وكانت المواجهة التي اندلعت بين إسرائيل وإيران على الأراضي السورية، يوم 10 مايو/ أيار الجاري، هي الأخطر والأوسع بين الجانبين، وحملت رسالة واضحة مفادها أن المواجهة بينهما لم تعد سرية، وأن القادم ينذر بمواجهات متكررة لكنها أكثر خطورة.
اختلاف بالأهدافوظهرت إسرائيل بهذه الضربة أكثر جرأة من الضربات السابقة التي نفذتها بسوريا، سواء التي أعلنت عن مسؤوليتها عنها، أو التي التزمت الصمت حيالها، ومرد ذلك بحسب تحليل نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، إلى أن إسرائيل حصلت على سماح استثنائي من جانب روسيا.
واللافت أن روسيا لم تدين الهجمات الإسرائيلية حتى تاريخ اليوم الأحد 13 مايو/ أيار 2018، على عكس ما كانت تفعل في السابق، وبدلاً من ذلك طالبت إسرائيل وإيران بحل خلافاتهما بالطرق الدبلوماسية، وضبط النفس.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من كون إيران وروسيا حليفين في الدفاع عن نظام الأسد، إلا أنه بعدما هدأت الحرب نوعاً ما في سوريا، يرى بعض المحللين افتراقاً لأهداف الجانبين؛ حيث أن موسكو تُفضِّل حكومةً مركزيةً علمانيةً قويةً في سوريا، بينما تميل طهران إلى وجود حكومةٍ أضعف، بما يسمح للميليشيات المدعومة من إيران بتدخُّلٍ كبير.
وقال أوفر زالزبرغ، المحلل بمجموعة الأزمات الدولية: "نرى الآن أنَّ نتنياهو يشعر بأنَّ الوجود الإيراني بسوريا في وضعٍ هشٍّ، مما يُمكِّنه من استهداف مواقع منه، ذلك أنَّ قدرات إيران لرد الضربات قد ضعُفت، كذلك فإنَّ إيران ليس لديها طريقٌ واضح للرد دون تعريض نفسها للخطر".
موقف المتفرجويعكس تصرف روسيا مع هذه الضربات، الطريقة التي من خلالها توازن بين علاقاتها مع إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى، حيث يبيّن موقف موسكو أن روسيا غير مستعدة لتأزيم علاقاتها مع بقية الأطراف الفاعلة في سوريا من أجل حماية إيران، طالما أن مصالح موسكو محفوظة وجنودها لا يتعرضون للخطر.
ويبدو من خلال تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، فإن روسيا ليست رافضة لاستهداف إيران فحسب، بل إنها لن تتحرك لمنع ضربات أخرى توجهها إسرائيل لها في سوريا، حيث أن لدى روسيا منظومة صواريخ إس - 400 والتي من خلالها ترصد جميع التحركات في السماء السورية، كما أن الدول التي تنفذ غارات في سوريا كإسرائيل، والتحالف الدولي بقيادة أمريكا، مضطرة للتواصل مع الروس تجنباً لحدوث تصادم في السماء.
وقال نتنياهو في تصريح للصحفيين عقب لقاء استمر 10 ساعات مع الرئيس الروسي بوتين وجاء قبل الضربة بساعات، إنه يستبعد محاولة محاولة روسيا "الحد من عمليات إسرائيل العسكرية في سوريا".
وأضاف أنه استعرض مع بوتين "حق وواجب إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الذي تمارسه إيران انطلاقا من الأراضي السورية"، على حد قوله.
رؤى متضاربةوبالنظر إلى رؤية روسيا لدورها في سوريا واعتبارها "سيدة الموقف"، فإن أي ضربة من شأنها أن تُضعف نفوذ إيران في سوريا إيران، ولا تؤدي إلى انهيار نظام الأسد، فإنها ستكون موضع ترحيب روسي.
ويفتح هذا الموقف الباب أمام احتمال أن تقبل روسيا فيما بعد بأحد بنود "التسوية السياسية" التي يجري الحديث عنها في أروقة السياسة الغربية، والذي يقضي بإخراج الميليشيات الإيرانية من سوريا، مقابل ضمان بقاء المصالح الروسية هناك.
ويعد ملف "المصالحات" من أبرز مشاريع روسيا في سوريا، وكثيراً ما عطلت الميليشيات الإيرانية اتفاقات توصلت إليها موسكو مع فصائل من المعارضة السورية في المناطق الخارجة عن النظام، كما حصل في حمص، وريف دمشق.
وتبرز نقطة الخلاف الروسية والإيرانية في هذا الجانب، في أن موسكو تسعى من خلال تلك المصالحات إلى فرض وجودها بـ"مناطق المصالحات" من خلال الشرطة العسكرية التي تأتي بها من الشيشان، في وقت تسعى فيه إيران أيضاً إلى تحويل تلك المناطق إلى أماكن نفوذ لها، خصوصاً في ريف دمشق.
حيث تمتلك إيران مشروعا لإقامة "حزام عسكري" من ميليشياتها يحيط بدمشق لضمان نفوذ لها في العاصمة السورية. كما تبرز نقطة خلاف أخرى، وهو اعتراض موسكو على ما يحمله مشروع إيران في سوريا من صبغة طائفية.
ويشار إلى أن الولايات المتحدة تشارك إسرائيل في سعيها إلى تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة وخصوصاً في سوريا، إذ تسعى إيران إلى ربط أراضيها مباشرة مع لبنان حيث ميليشيا "حزب الله" ذراعها الأبرز في المنطقة، وذلك من خلال ممر بري يعبر الأراضي السورية بدءاً من دير الزور وصولاً إلى غرب سوريا، حيث يتواجد الروس أيضاً.
اقرأ أيضا: برلماني إيراني يهاجم الأسد على موقفه من الضربات الإسرائيلية: أنت مدين لنا بالبقاء
المصدر