الحسكة تحالف النظام- “قسد” قائم رغم الأقاويل



نفى عبد العزيز التمو رئيس (رابطة المستقلين الكرد) أنباءً، انتشرت في الآونة الأخيرة، عن نية النظام الانسحاب من محافظة الحسكة، وتسليم مواقعه لميليشيات (قوات سورية الديمقراطية/ قسد).

وقال التمو، في حديث إلى (جيرون): “حاليًا، لا توجد معلومات عن انسحاب قريب للنظام، الروس والإيرانيون لن يسمحوا للنظام وميليشياته بترك الحسكة، الانسحاب مستبعد، وخاصة أن النظام كسب عدة مناطق جديدة في محافظات أخرى، وعلى ذلك؛ من المستبعد أن يتخلى عن وجوده في الحسكة”.

صحيفة (عربي 21) نقلت عن مصادر، السبت الماضي، أن “النظام بدأ سحب ضباطه وعناصره من مدينتي الحسكة والقامشلي، تمهيدًا لإخلاء المحافظة من أي تواجد له، وتسليمها لميليشيات (قسد)”. لكن مصادر محلية من مدينة القامشلي نفَت لـ (جيرون) هذه الأخبار، مؤكدة “بقاء حواجز النظام على مداخل المدينة، مع استمرار عمل مؤسسات الدولة التي يشرف عليها النظام، وكافة الفروع الأمنية”.

يسيطر النظام السوري على المربع الأمني في الحسكة، وعلى عدة أحياء، وعلى المربعين الأمني والحكومي في القامشلي، ويدير مطارها، كما يسيطر على الفوج 154 (قوات خاصة) جنوب المدينة، وتنتشر حواجز ميليشيات الدفاع الوطني في 20 قرية جنوب المدينة”.

بينما تنتشر (قسد) في عدة أحياء من القامشلي والحسكة، كما أنها تسيطر على مدن: رأس العين وعامودا والدرباسية والمالكية، وجميع المعابر والمخافر الحدودية في المحافظة، بعد أن سلمها النظام هذه النقاط عام 2012، لكنها بدأت تُشيع مؤخرًا أنها صاحبة القول الفصل في الحسكة مستقوية بوجود القوات الأميركية التي أقامت عدة قواعد عسكرية في المحافظة.

هذه الإشاعات فنّدها محمود الناصر، رئيس قسم أمن الدولة التابع للنظام في مدينة رأس العين سابقًا، حيث قال: “العلاقة بين (قسد) والنظام تحددها مجموعة من العوامل الموجودة على الأرض حاليًا، منها التواجد الأميركي، وتفاهمات روسيا مع الجانبين الأميركي والتركي، ووجود قاعدة روسية في مدينة القامشلي، كل هذه العوامل تؤثر في رسم طبيعة العلاقة بين النظام و(قسد) على الأرض في الحسكة”.

أضاف الناصر لـ (جيرون): “النظام و(قسد) ما زال بينهما غرفة عمليات مشتركة، تدير كافة الأزمات الصغيرة، على مبدأ الترغيب والترهيب. النظام يلعب على الوسط العربي في الجزيرة، ويوهم مؤيديه أن (قسد) ستنتهي مع انتهاء الحرب في سورية، وستعود الأمور تحت سيطرته، كما أن النظام لا يشعر بالخطر من (قسد)، ويعتمد عليها في إدارة الشؤون المحلية والأمنية في الحسكة”.

وقعت منذ عدة أيام حادثة في القامشلي، حيث أطلق أحد ضباط الأمن العسكري النارَ على حاجزٍ لـ (قسد) في القامشلي؛ وأصاب عنصرين من (قسد)، لكن تمّ تطويق الموضوع في دقائق وهدأت الأمور، وتمّ نقل الحاجز. ويُفهم من هذه الرسالة أن الطرفين لا يريدان التصعيد، وقد تكررت خلال الفترات السابقة الاشتباكات بين عناصر الطرفين، ولكنها كانت محدودة وتنتهي خلال ساعات أو أيام، بتدخل قيادات في الجانبين.

يقول الناصر: “النظام يريد من (قسد) أن تعيد له محافظة الحسكة، بعد الانتهاء من بقية المحافظات، وذلك كما حصل عندما قام بتسليمها عدة مناطق في المحافظة عام 2012، لكن التهديدات التركية تقلق (قسد)؛ ما جعلها تعرض على النظام استلام النقاط الحدودية مع تركيا، لكنه رفض مشترطًا استعادة كل النقاط في المحافظة”.

يتخوف المدنيون من أي تصعيد بين الجانبين، خلال الفترات المقبلة، لأن أي اشتباكات ستكون عواقبها وخيمة على السكان، بسبب انتشار حواجز الجانبين بين أحياء المدنيين، ويرى عبد العزيز التمو أن “مستقبل الحسكة ما زال مجهولًا؛ لأن السياسة الأميركية غير واضحة المعالم، ومن غير المعقول ادعاء الجانب الأميركي عدم تنسيقه مع النظام في الحسكة. الجميع يعرف أن النظام له سطوة على (قسد)، وأن هناك تنسيقًا أمنيًا واسعًا بين الطرفيين، لكن إلى أين تتجه الأمور؟ لا أحد يعرف”.


سامر الأحمد


المصدر
جيرون