on
قوات “النمر” تقود معارك النظام جنوب دمشق بعد تكبده خسائر فادحة
أكدت مصادر إعلامية فلسطينية وسورية وناشطون ميدانيون، أن قوات العميد سهيل الحسن، الذي يلقّب بـ “النمر” ويشتهر بإصدار أوامر الهجمات الوحشية على المدنيين، تشارك منذ يومين في معارك جنوب دمشق، بعد فشل قوات الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة وميليشيات موالية متعددة، في تحقيق تقدم على الأرض رغم التعزيزات العسكرية الضخمة، وسط تكبدها خسائر فادحة بالأرواح، بحسب مصادر موالية للنظام.
ذكرت المصادر، الإثنين، أن قوات “النمر” النخبوية ووحدات من الفرقة السابعة والعاشرة التابعة للنظام، وقوات من جيش التحرير الفلسطيني وميليشيات أبرزها “الجبهة الشعبية – القيادة العامة، ولواء القدس، وفتح الانتفاضة، ونسور الزوبعة، وكتائب البعث، وعناصر شيعية إيرانية ومن حزب الله”، تواصل لليوم الخامس والعشرين هجومها للسيطرة على مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود جنوب دمشق، مستهدفة مواقع عناصر تنظيم (داعش) الإرهابي.
وقالت (مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية): إن الطائرات الحربية السورية والروسية استهدفت، يوم أمس الأحد، عدة أحياء في مخيم اليرموك، كما قصفت المخيم بالصواريخ وقذائف المدفعية، مخلفة مزيدًا من الدمار والخراب لمنازل المهجرين من المخيم.
كما تعرضت أحياء التضامن والحجر الأسود المجاورة للمخيم، لقصف مدفعي،
وتم استهداف محاور الزبير وأبو ترابي في حي التضامن.
أنفاق (داعش) تكبد النظام خسائر كبيرة
قال تلفزيون النظام الرسمي: إن قوات من الجيش سيطرت على المدينة الرياضية وتجمع المدارس ومحيط دوار فلسطين، في المنطقة الشرقية لمخيم اليرموك، وحي التقدم في الجزء الشمالي الممتد من محيط مؤسسة الكهرباء على شارع اليرموك الرئيسي وملعب شاكر، وصولًا إلى شارع الـ 15 وما يقابله باتجاه شارع الثلاثين، وعلى عقدة شارع العروبة – حي التقدم، ومحيط منطقة سفريات الكرمل وما يقابلها من جهة الحجر الأسود، إضافة إلى معظم أجزاء منطقة الجزيرة في الحجر والمناطق المقابلة لها من الجهة الجنوبية الغربية للمخيم، في محيط مشحم التقي ونقطة الملعب.
يستغل (داعش) شبكة أنفاق، حفرها في أحياء جنوب دمشق، في شنّ هجمات مضادة ضد مواقع النظام، تسببت في استنزاف عدد كبير من قواته وتكبيده خسائر كبيرة.
ووثقت صفحات موالية للنظام على موقع (فيسبوك)، الأحد، مقتل أكثر من 80 عنصرًا للنظام، بينهم 22 ضابطًا موثقين بالاسم، خلال المواجهات مع (داعش).
فيما أعلن التنظيم الإرهابي، عبر صفحات إعلامية مقربة منه، أنه قتل أكثر من 650 عنصرًا من قوات النظام والمجموعات الموالية له، إضافة إلى مئات الجرحى، وذلك خلال مواجهته منذ 25 يومًا للحملة العسكرية التي يشنها النظام بمساندة روسية على المخيم وحيي الحجر الأسود والتضامن. ولم يتسنّ لصحيفة (جيرون) التأكد من صحة هذه الأرقام، حيث يخفي النظام الحقائق حول خسائره البشرية والعسكرية.
وفي ظل الهجمة الشرسة لقوات الأسد واستخدامها لسياسة الأرض المحروقة، سقط العشرات من الضحايا المدنيين، بينهم نساء وأطفال. وأظهرت صورٌ هروب مدنيين داخل مخيم اليرموك بحثًا عن أماكن أقلّ خطرًا، بعد دمار لحق بمنازلهم، إثر القصف الذي استهدف المخيم في الأيام الأخيرة.
يتركز العمل العسكري على المنطقة الممتدة في شارع الثلاثين من محور مشحم التقي حتى مشفى فلسطين، وفي حي 8 آذار ودير ياسين وما يقابلها من منطقة الجزيرة، وقد تمّت السيطرة النارية عليها نظرًا إلى كون هذه المنطقة هي منطقة “أنفاق متشعبة”، تربط بين جنوب مخيم اليرموك وشمال الحجر الأسود، وفق ما أعلن عنه النظام.
وتشن قوات الأسد بإسناد جوي روسي منذ 19 نيسان/ أبريل عمليةً عسكريةً، ضد فصائل المعارضة وتنظيم (داعش) في جنوب العاصمة، في إطار سعيها لاستعادة كامل العاصمة وتأمين محيطها.
يُعدّ مخيم اليرموك أكبر المخيمات الفلسطينية في سورية، وكان يعيش فيه -قبل عام 2011- أكثر من مليون نسمة من الفلسطينيين والسوريين. وأجبرَت الحرب التي وصلت منذ عام 2012 إلى اليرموك، سكانَه على التهجير القسري مجددًا، بعدما تعرضوا للحصار والدمار.
تشتت الأسر مأساة تعيشها آلاف العوائل الفلسطينية
من ناحية ثانية، قالت شبكة (بوابة اللاجئين الفلسطينيين) الإعلامية، و(مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية) الحقوقية، إن الآلاف من العوائل الفلسطينية السورية تعيش منذ أيام تشتتًا كبيرًا لأفرادها الذين توزعوا على بلدان العالم؛ ما وضعها أمام تحديات اقتصادية وقانونية ونفسية كبيرة، حيث يتوزع أفراد العائلة الواحدة، بين سورية وتركيا ولبنان والأردن وبلدان أوروبا.
وقد أدى ذلك التشتت إلى انفصال ربّ الأسرة عن عائلته، إما لسفر بحثًا عن مكان آمن لعائلته، أو لحصار منعه من الخروج من مخيمه للالتحاق بعائلته؛ ما ضاعف المتطلبات الاقتصادية للعائلة، إضافة إلى أن العديد من الدول تطلب ولي أمر الأطفال، لإنجاز بعض المعاملات المتعلقة بهم.
وبحسب ما ذكرت (بوابة اللاجئين الفلسطينيين)، ومقرها بيروت، فإن ذلك التشتت ضاعف إحجام معظم السفارات على منح اللاجئين الفلسطينيين السوريين تأشيرات دخول إلى أراضيها، الأمر الذي حرم العديد من اللاجئين من الالتقاء بأمهاتهم وآبائهم وأطفالهم، خصوصًا المتواجدين في أوروبا ولبنان وتركيا.
إلى ذلك، أشارت (مجموعة العمل)، مقرها لندن، أن الآلاف من فلسطينيي سورية في أوروبا ينتظرون لمّ شملهم بأسرهم منذ نحو ثلاثة أعوام، حيث يستغرق الحصول على إقامة نحو عام كامل، فيما تستغرق معاملة لمّ الشمل ما يقارب عامين، وطوال تلك المدة ترفض معظم سفارات البلدان التي تتواجد فيها عوائل اللاجئين منح تأشيرات بعوائلهم؛ الأمر الذي يمنع اجتماع العائلات حتى الانتهاء من لمّ شملها.
وأوضح تقرير نشرته (مجموعة العمل) على موقعها الإلكتروني، الأحد 13 أيّار/ مايو الحالي، أنه يضاف إلى معاناة اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من مخيم اليرموك صعوبة التقاء العائلات التي توزعت بين لبنان وتركيا ومصر، حيث توقفت سفارات تلك البلدان عن منح التأشيرات للاجئين الفلسطينيين السوريين، منذ أكثر من ثلاث سنوات؛ الأمر الذي حرمهم هم أيضًا من اللقاء بأقربائهم. وكذلك الحال بالنسبة إلى العائلات التي تشتت ما بين سورية وبلدان العالم الأخرى، حيث يخشى معظم اللاجئين الذين اضطروا إلى مغادرة سورية من العودة إليها خشية الاعتقال، خصوصًا الشباب منهم.
يذكر أن نحو ثلث اللاجئين الفلسطينيين السوريين كانوا قد اضطروا إلى مغادرة سورية، خوفًا من القصف والاعتقال الذي طال المئات منهم.
تهجير 9 آلاف شخص من بلدات جنوب دمشق
في سياق آخر، قالت (مجموعة العمل) الحقوقية: إن عدد المهجرين من بلدات جنوب دمشق الذين وصلوا إلى الشمال السوري بلغ أكثر من 9 آلاف شخص، توجهوا إلى مناطق (درع الفرات)، حيث توزعوا على مخيمات دير بلوط، وشبيران، وإعزاز، إضافة إلى مخيمات مدينة الباب، وهي مخيمات جديدة احتوت خليطًا فلسطينيًا سوريًا من سكان مخيم اليرموك وجنوب دمشق. فيما توجهت القافلة الرابعة نحو مدينة إدلب، منوهةً إلى أن جميع القوافل دخلت إلى بلدة الباب ما عدا القافلة الرابعة توجهت إلى مدينة إدلب، فيما انقسمت القافلة السابعة إلى جزئين: أحدهما اتجه إلى محافظة إدلب والآخر متجمع على طريق المطار، حيث سيتجهون إلى مدينة جرابلس شمال شرق مدينة حلب.
ووفقًا لمراسل (مجموعة العمل) في شمال سورية، قُدّر عدد العائلات الفلسطينية المهجرة نحو الشمال السوري بنحو 750 عائلة، منوهًا إلى أن الرقم غير دقيق، نتيجة حالة عدم الاستقرار التي تواجه مهجري جنوب دمشق، واستمرار خروج العائلات من يلدا باتجاه إدلب وحلب.
وكانت حافلات قد خرجت من بلدات جنوب دمشق (يلدا – ببيلا – بيت سحم)، بموجب اتفاق أُبرم مع قوات النظام برعاية روسية، يقضي بخروج مقاتلي قوات المعارضة إلى الشمال السوري، وقد خرج حتى الآن نحو 9 آلاف شخص.
غسان ناصر
المصدر
جيرون