أستانا ينتهي.. والروس لتثبيت الواقع الميداني



أنهت محادثات أستانا السورية جولتها التاسعة، أمس الثلاثاء، باتفاق الدول الضامنة للمحادثات (روسيا، تركيا، وإيران) على “استمرار عمل مناطق خفض التصعيد وحمايتها، وحماية نظام وقف إطلاق النار في سورية”، في الوقت الذي اعتبر مصدر معارض أن الاجتماع لم يكن ذا جدوى إلا في زيادة الفرص أمام النظام والروس، في السيطرة على مفاصل الواقع الميداني.

ذكر البيان الختامي للمحادثات أن الدول الضامنة تؤكد “التزامها القوي بسيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي سورية”، كما تؤكد “وجوب احترام هذه المبادئ على الصعيد العالمي”، وفق وكالة (الأناضول) التركية.

ولفت البيان الانتباه إلى “أهمية تنفيذ مذكرة إنشاء مناطق خفض التصعيد في 4 أيار 2017، والاتفاقات الأخرى التي تم التوصل إليها، آخذًا بعين الاعتبار تقييم تطور الوضع على الأرض، بعد مرور عام على توقيع المذكرة”.

شددت الدول الضامنة -وفق البيان- على “الدور الرئيس الذي تلعبه مناطق خفض التوتر، في الحفاظ على وقف إطلاق النار، والحد من مستوى العنف وتحقيق الاستقرار في الوضع العام، وأن إنشاء هذه المناطق هو إجراء مؤقت لا يقوض تحت أي ظرف من الظروف سيادة واستقلال ووحدة وسلامة أراضي سورية”.

تابع أن هناك ضرورة لتشجيع “الجهود التي تساعد جميع السوريين في استعادة الحياة الطبيعية والهادئة، وتحقيق هذه الغاية لضمان وصول المساعدات الإنسانية بسرعة وأمان ودون عوائق، وتقديم المساعدات الطبية والمساعدات الإنسانية اللازمة، لتهيئة الظروف للعودة الآمنة والطوعية”.

أضاف البيان أن ملف العملية السياسية يتم “استرشادًا بأحكام قرار مجلس الأمن 2254 بالتأكيد والتصميم على مواصلة الجهود المشتركة التي تهدف إلى تعزيز عملية التسوية السياسية، من خلال تسهيل تنفيذ توصيات مؤتمر الحوار السوري في سوتشي”.

جاء فيه أيضًا أنه “في هذا الصدد تمّ الاتفاق على عقد مشاورات مشتركة مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، وكذلك مع الأطراف السورية، من أجل تهيئة الظروف لتسهيل بدء عمل اللجنة الدستورية في جنيف، في أقرب وقت ممكن، والقيام بهذه الاجتماعات على أساس منتظم”، مؤكدًا عزم الدول الضامنة “على محاربة الإرهاب في سورية من أجل القضاء على تنظيم (داعش)، والتنظيمات الإرهابية الأخرى”.

هذا، واتفقت الدول الضامنة على عقد “اجتماعها المقبل بمدينة سوتشي الروسية، في تموز المقبل، في حين اتفقت على عقد الاجتماع الثالث لمجموعة العمل حول المعتقلين في أنقرة، خلال حزيران المقبل”، بحسب (الأناضول).

في السياق ذاته: قال أحمد طعمة، رئيس وفد المعارضة السورية في المحادثات: إن “المعارضة لن توافق على إدخال تعديل على مكان عقد اجتماعات أستانا”، مشيرًا في تصريحات لصحيفة (الشرق الأوسط)، إلى أن “المهم هو تحقيق إنجاز وتقدم، وإذا لم يتم تحقيق خطوات ملموسة؛ فإن الحضور في أي مكان سيكون عليه تحفظات”.

أضاف أن المعارضة “مرتاحة” لنتائج الجولة الحالية من أستانا، وأنه “لمس توجهًا روسيًا جديًا لممارسة ضغوط على النظام من أجل دفع الحل السياسي.. مواقف النظام لا تعكس استجابة للتوجه الروسي”.

بخصوص ملف المعتقلين، عدّ طعمة أن “التأجيل لا يعني تقليل أهمية الملف.. الأهم هو اتفاق الأطراف الضامنة على مواصلة مناقشة الملف في الجولة المقبلة”.

على الصعيد نفسه، صرّح طعمة أن “المعارضة المسلحة أخطأت بحمل السلاح”، وأضاف في تصريحات لقناة (روسيا اليوم) أن المعارضة “لا تطمح” حاليًا أن تحل محل حكومة النظام.

تابع: “الكثير من القيادات العسكرية السورية المعارضة تجنح حاليًا إلى الحل السياسي، غالبية الفصائل المسلحة تنأى بنفسها عن الجماعات المتشددة، بما فيها جبهة النصرة”، مضيفًا أنهم “وصلوا إلى قناعة بأن روسيا تبحث عن حل سياسي للأزمة السورية، وذلك بعد لقاء المعارضة مع الجانب الروسي”.

مصدر معارض -فضل عدم الكشف عن نفسه- قال لـ (جيرون): إن اجتماع أستانا التاسع لا يكشف إلا مدى الضعف الذي وصلت إليه المعارضة السورية، وإذا نظرنا إلى خطابها في هذه الجولة؛ فسنجده أقلّ مطالبة وأكثر مسايرة للروس الذين باتوا يديرون مفاصل الواقع الميداني على الأرض”.

أضاف: “يمكننا أن نقول اليوم إن هذه الجولة ما هي إلا تعبيد جديد أمام روسيا والنظام، لتثبيت الواقع الميداني الجديد -الذي أعقبه تهجير قسري لأبرز المناطق التي كانت تشكل ضغطًا على النظام ومن ضمنها الغوطة- ويمكننا القول أيًضًا إن فرص الروس اليوم أقوى من أي وقت مضى، كي تقول للعالم إن مفاصل الميدان السوري بيدي”.


جيرون


المصدر
جيرون