on
الزعتري.. ارتفاع الأسعار يحول دون إتمام طقوس رمضان
مع قدوم شهر رمضان المبارك، يكتظ سوق مخيم الزعتري بمختلف البضائع، في محاولة من اللاجئين السوريين أن يحاكوا تفاصيل تحضيراتهم لهذا الشهر، كما كانوا يفعلون سابقًا في سورية.
لكن واقع اللجوء، وما يشوبه من صعوبات معيشية، يحول بينهم وبين إعادة إنتاج الطقوس الرمضانية السورية؛ حيث يعتمد اللاجئون في دخلهم على المساعدات المادية المقدمة من المنظمات الدولية الإنسانية، وعدد قليل منهم فقط مَن حظي بفرصة عمل، سواء أكان داخل المخيم أم خارجه. وأمام غلاء الأسعار الذي يتزامن -كالعادة- مع قدوم شهر رمضان؛ تتحول عملية توفير مستلزمات الشهر إلى عبء إضافي يُثقل كاهل السوريين.
أبو محمد حمدان، من سكان مخيم الزعتري، تحدث إلى (جيرون) حول تباين وارتفاع الأسعار قائلًا: “هناك اختلاف في أسعار المواد الغذائية بشكل خاص، بين محل تجاري وآخر، وذلك بسبب عدم وجود رقابة تفرض توحيد الأسعار في جميع منافذ البيع. ويضطر الناس إلى الشراء بشكل يومي، نظرًا إلى اتساع مساحة المخيم، وصعوبة الذهاب إلى المول التجاري الخاص بصرف القسيمة الغذائية الشهرية، والذي تعدّ أسعاره مرتفعة في الأصل”.
توضح المقارنة بين أسعار المواد الغذائية، داخل المخيم وخارجه، أن متوسط الفارق يراوح عند دينار ونصف الدينار تقريبًا. حيث يُباع كيس السكر (وزن 10 كغ) بـ 3,25 دينار في المولات خارج المخيم، بينما يباع في المخيم بـ 4,65، ويباع كيس الرز القصير (وزن 4,5 كغ) نوع ممتاز بـ 4 دينار خارج المخيم، بينما يباع بـ 4,5 دينار داخل المخيم.
يقول حمدان: “معظم أصحاب المحال التجارية يقومون برفع الأسعار، بذريعة أن السلع تأتي من خارج المخيم، وأن تكاليف نقلها مرتفعة. لكن هذا لا يبرر رفع الأسعار بهذه الطريقة غير المقبولة، لا سيما أن تكاليف النقل من مدينة (المفرق) بسيطة”.
تحاول أم خالد العيد، وهي صاحبة محل تجاري صغير في مخيم الزعتري، أن تبيع ضمن الأسعار المتداولة خارج المخيم. مؤكدة خلال حديثها إلى (جيرون) أنها تقدر ظروف بقية اللاجئين مثلها، إذ “ليسوا جميعًا ضمن مستوى مادي جيد، أو متوسط، كي يتمكنوا من الشراء بأسعار مرتفعة”.
عدنان المصري، مقيم في المخيم، قال لـ (جيرون): إن وضع عائلته المادي أصبح أفضل من قبل، خاصة بعد أن حصل على تصريح للعمل مؤخرًا، وهو يعمل حاليًا في معمل للطوب قرب مدينة المفرق، مضيفًا أن ما يحصل عليه من أجر، إضافة إلى القسيمة الغذائية، يكفي عائلته للعيش بشكل جيد.
يُذكر أن أصحاب المحال التجارية داخل مخيم الزعتري هم من اللاجئين السوريين فقط، ويمتد السوق في المخيم ليشمل كل قطاعات المخيم، إضافة إلى المول التجاري الخاص بصرف القسائم الغذائية.
عاصم الزعبي
المصدر
جيرون