المعتقلون السوريون.. ملف بارد في أروقة أستانا



انتهت مباحثات أستانا السورية بجولتها التاسعة، من دون أن تبحث بشكل معمق قضية المعتقلين السوريين، على أن تجتمع الأطراف الضامنة اجتماعًا آخر في المستقبل، لبحث هذه الموضوع.

قال رئيس وفد المعارضة في أستانا، أحمد طعمة: “إن تأجيل ملف المعتقلين لا يعني تقليل أهمية الملف”. مشيرًا في تصريحات صحفية، عقب المباحثات، إلى أن “الأهم هو اتفاق الأطراف الضامنة على مواصلة مناقشة هذا الملف، في الجولة المقبلة”.

يقول الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات الدكتور يحيى العريضي، في تصريحات لـ (جيرون): إن “ملف المعتقلين من أعقد الملفات في القضية السورية، ويعرف النظام أنه لا يستطيع فتح هذا الملف، وتعرف روسيا التي تحميه أنه لا يمكن فتح هذا الباب”.

وأضاف أن النظام “اتخذ من هذا الملف وسيلة ابتزاز وإغراء للفصائل، في مؤتمرات أستانا السابقة”، وعقّب: “أكّدنا، أكثر من مرة، أننا لن نفاوض على أي ملف، قبل البحث في ملف المعتقلين، وأن تكون له الأولوية. تجاوبَت معنا روسيا، ووعدوا بأن يضغطوا على النظام لفتح ملف المعتقلين، ولكن ما حدث خيّب آمالنا تجاه الروس؛ إذ لم يستطع الروس الضغط على نظام الأسد في هذا الملف”.

أكّد العريضي أن روسيا “تعلم علم اليقين أن النظام يستخدم ملف المعتقلين كوسيلة ابتزاز، وأن الروس تماهوا مع فعلة النظام بخصوص هذا الملف، من هنا يأتي تصريحهم الأخير، بأن مسألة المعتقلين هي مسألة تخص الحكومة السورية وسيادتها”، موضحًا أنه “عندما يوافق الروس على هذا التصرف؛ فهم يشتركون في الجريمة، ولا سيّما عندما يعتبرون أن تصرف النظام هو تصرف سيادي”.

أضاف العريضي: “أحد الأسباب التي دعت الكثيرين للذهاب إلى أستانا -وأنا من بينهم- هو موضوع المعتقلين، وكنا على أمل أن يكون هناك أي اختراق لهذا الملف.. يتعقد هذا الملف أكثر فأكثر، والنظام يخشى فتح هذا الملف، لأنه مليء بالجرائم التي تفضحه وتدينه”.

في السياق، قال رئيس أركان الجيش السوري الحر سابقًا اللواء سليم إدريس: إن ملف المعتقلين “هو ملف حساس ذو أهمية كبرى، خاصة لدى النظام المجرم الذي قام بزج الآلاف من السوريين في سجونه، وقام بتعذيبهم وموتهم، ويدرك النظام بأن لا مصلحة له نهائيًا في فتح هذا الملف”.

أرجع إدريس سبب عدم التقدم في هذا الملف -سواء أكان في اجتماعات جنيف أم أستانا- إلى أن “النظام المجرم في دمشق لا يكترث بحقوق الإنسان، ولا يكترث بالمواثيق الدولية”، وأضاف لـ (جيرون): “النظام هو الذي يرفض فتح ملف المعتقلين والإفراج عنهم؛ لأنه يريد إبقاء ملف المعتقلين كورقة ضغط بيده، وبالتالي فإن خروج المعتقلين سيضيف فضيحة جديدة إلى جرائمه المرتكبة ضد الشعب السوري”.


عبد القادر موسى


المصدر
جيرون