العمل التطوعي للسوريين في الأردن: جهد كبير واستغلال في الأجور



الاستغلال، وتحويل مفهوم العمل التطوعي من خدمة قضية معينة -ولو من دون مقابل مادي- إلى السعي للحصول على التمويل فقط، أصبحت من سمات مفهوم التطوع، من وجهة نظر معظم اللاجئين السوريين العاملين في بعض المنظمات الدولية والمحلية في الأردن.

قال عدد من المتطوعين السوريين والأردنيين، رفضوا الكشف عن هويتهم، لـ (جيرون)، إنهم “تحولوا إلى أداة لدى بعض المنظمات، لتنفيذ مشاريعها واستمرار استجرار الدعم من المانحين”. مؤكدين ضرورة أن تغيّر المنظمات طريقةَ التعاطي معهم، وأن توفّر فرص عمل حقيقية تليق بهم، خاصة أن معظمهم من الأكاديميين. وأن تعتبرهم موظفين لهم حقوقهم الكاملة في الأجر والضمان الصحي والاجتماعي.

ذكر المتطوعون أنهم بصدد إطلاق مبادرةٍ، للوقوف ضد استغلال هذه المنظمات، وطريقة تعاملها السيئة معهم، والعمل على تحصيل حقوقهم.

أبو اليمان المحمد، وهو سوري يعمل كمتطوع في مشروع (مكاني) لدعم الأطفال السوريين بدعم من منظمة (يونيسف)، وأحد المشاركين في المبادرة، تحدث إلى (جيرون) عن إساءة المنظمات للمتطوعين، قائلًا: “عندما تقوم منظمة ما بإطلاق أي مشروع، تطلب متطوعين للعمل فيه. وعادة ما تكون الأعمال الموكلة لهم كبيرة من ناحية ضغط العمل، مقابل الحصول على أجر بسيط يسمى “مكافأة”، وهي غير كافية لتغطية مصاريف التنقل. وبمجرد الانتهاء من المشروع؛ يتم الاستغناء عن المتطوعين، دون أن يحصلوا على حقوق تذكر”.

أضاف المحمد أن “معايير تشغيل المتطوعين تختلف من منظمة إلى أخرى؛ فهناك منظمات تقوم بإبرام عقود تطوع، لا تتضمن أي ضمان أو تعويض في حالة إصابة العمل، أو تمكن المتطوع من الحصول على تصريح للعمل، وأخرى تتعاقد بشكل شفهي مع المتطوعين، ويتم العمل وفق شروطها، ويخيّرون المتطوع بين الالتزام بها أو ترك العمل.

(سميّة) سيدة متطوعة سورية، لدى إحدى المنظمات العاملة في مجال حماية الطفل، تقول لـ (جيرون): إن “هناك إحساسًا بالظلم لدى غالبية المتطوعين، ففي الوقت الذي لا يتجاوز ما يحصل عليه المتطوع كمكافأة 200 دينار أردني شهريًا، فإن زميله الموظف لدى المنظمة نفسها يحصل على ما يقارب 700 دينار أردني، ولا يتجاوز دوره في العمل الإشرافَ على تنفيذ المشروع الموضوع مسبقًا، مع العلم أن المتطوع والمشرف هما بالدرجة العلمية والأكاديمية نفسها.

لا تختلف بعض المنظمات التطوعية السورية عن مثيلاتها من المنظمات الدولية والمحلية، خاصة تلك التي تحصل على تمويل من جهات مانحة، فهي تتعامل مع المتطوعين بالطريقة نفسها، وتحاول جميع هذه المنظمات أن تبني نجاحاتها على الجهود التي يقوم بها اللاجئون والمتطوعون من الأردنيين، وفق ما يتم الترويج له إعلاميًا بـ “قصص النجاح”؛ ما يزيد من الدعم المقدم لهذه المنظمات من المانحين.

بالرغم من السلبيات التي يعاني منها المتطوعون في المنظمات الدولية والمحلية، فإن هناك بعض الإيجابيات التي أوضحها المحمد قائلًا: “تتمثل الإيجابيات باكتساب الخبرة، والتعرف إلى طرق عمل المؤسسات وكيفية تنفيذ المشاريع. إضافة إلى الدورات التدريبية للسوريين، كونهم معنيين بالقضية السورية بشكل مباشر”.

يضيف المحمد أن “الدخل المادي الناتج عن التطوع، وإن كان ضئيلًا، يشكّل دعمًا لبعض من الشباب، ولا سيّما العازبين، فهو أفضل من لا شيء في ظل عدم توفر فرص عمل ملائمة”.


عاصم الزعبي


المصدر
جيرون