مصير إدلب لم يُحسم بعد.. و”النصرة” تسهل مهمة روسيا



بعد سقوط الغوطة الشرقية، وهي تُعدّ آخر معقل لفصائل المعارضة في محيط دمشق، وبعد تهجير مقاتلي ريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي؛ تستقطب إدلب ومحيطها الأطرافَ المعنية بالصراع السوري، كما تأخذ حيزًا من اهتمام الأمم المتحدة، حول مصير مليوني شخص بين نازح ومقيم.

حذّر المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، من خطر اندلاع نزاع جديد شمالي سورية، وتحديدًا في محافظة إدلب، التي وصل إليها مؤخرًا نحو 110 آلاف من النازحين، وهم يحتاجون إلى كثير من المساعدات الإنسانية العاجلة.

أشار المبعوث الأممي، أمس الأربعاء، خلال الاجتماع الشهري لمجلس الأمن للبحث في الشق السياسي من النزاع في سورية، إلى أن الوضع في محافظة إدلب سيكون “أسوأ بستة أضعاف”، مما كان عليه في الغوطة الشرقية، في حال تكرر سيناريو الغوطة في إدلب. في إشارة إلى سياسة التهجير التي انتهجها النظام السوري وحلفاؤه الروس في عدة مناطق بسورية، آخرها الغوطة الشرقية وجنوب دمشق وريف حمص الشمالي.

وصف دي ميستورا الجولة الأخيرة من المفاوضات السورية، التي جرت في أستانا، يومي 14 و15 أيار/ مايو الجاري، بـ “البناءة”، وأعرب عن أمله بأن يحقق الاجتماع المقبل في أستانا تقدمًا في حلّ القضايا الآنية في سورية.

وفي البيان النهائي لمحادثات أستانا، أعلنت الدول الثلاث الضامنة عن اجتماعٍ آخرَ في تموز/ يوليو 2018، سيعقد في مدينة سوتشي الروسية، إلا أن ممثلي فصائل المعارضة أعلنوا رفضهم المشاركة في هذا الاجتماع.

معطيات كثيرة تشير حاليًا إلى أن مصير إدلب بات على الطاولة، في المرحلة القريبة المقبلة، ويرجح كثيرون أن يكون لتركيا دور رئيس في تحديد ملامح مستقبل المحافظة. لكن بالمقابل سيعمل النظام وحلفاؤه على السيطرة على إدلب، وضمّها إلى مناطق النظام، كما حصل مع باقي المناطق في محيط دمشق وجنوبها.

في هذا الموضوع، يرى المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات رياض نعسان آغا أن “موضوع إدلب لم يحسم بعد”، لكن تركيا تسعى بقوة لتجنيب إدلب حربًا ستكون شبيهة بالهولوكوست، لكثرة عدد السكان واتساع المساحة.

أكد آغا، خلال حديثه إلى (جيرون)، أن نشر تركيا لنقاط المراقبة، حسب اتفاقات أستانا، قد يؤدي إلى تهدئة الوضع في إدلب نوعًا ما، لكن بالمقابل ما يزال الروس يهددون بالحرب بذريعة وجود النصرة.

هذا التنظيم المتطرف (القاعدة)- كما يقول آغا- “يعمل لصالح إيران والنظام، وتكمن مهمته في تقديم الذرائع للقضاء على ثورة الشعب”. مشيرًا إلى أنه “يجب تفكيك هذا التنظيم، وحلّه كي يتجنب ملايين الناس في إدلب خطر الإبادة، لا سمح الله”، لكن “مساعي تركيا ستنجح في تجنيب المدينة تلك المخاطر”.

الجدير بالذكر أن (هيئة تحرير الشام/ النصرة) تسيطر حاليًا على نحو 60 بالمئة من حدود محافظة إدلب مع تركيا، بينما تسيطر فصائل منافسة لها على ما تبقى. وتمكنت قوات النظام مؤخرًا من استعادة السيطرة على مطار (أبو ظهور) العسكري وعشرات القرى والبلدات في ريف إدلب الجنوبي الغربي.


عبد القادر موسى


المصدر
جيرون