واشنطن تعتزم إيقاف المساعدات لمناطق شمال سورية.. الدعم ينحصر في “قسد”



أكد مسؤولون أميركيون، يوم أمس الجمعة، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعتزم سحب مساعداتها من شمال غرب سورية، والتركيز على جهود إعادة إعمار المناطق التي استعادتها القوات التي تقودها الولايات المتحدة من تنظيم (داعش).

نقلت وكالة (رويترز)، عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، قوله: “جرى تحرير برامج المساعدة الأميركية في شمال غرب سورية، وتعتقد الإدارة أنها تريد نقل المساعدة إلى مناطق تخضع لسيطرة أكبر للولايات المتحدة”.

شبكة (سي، بي، إس) الأميركية نقلت عن مسؤولين في الإدارة أن “إدارة ترامب ستخفض عشرات ملايين الدولارات من الجهود السابقة المدعومة من الولايات المتحدة، وبخاصة في قطاعات التصدي للتطرف، ودعم المنظمات المستقلة ووسائل الإعلام المستقلة ودعم التعليم”.

أوضح مدير منظمة (مرام للإغاثة والتنمية) يقظان الشيشكلي، لـ (جيرون)، أن “قطع المساعدات في ظل الوضع الراهن سيؤدي إلى كارثة لا يمكن تصورها في الأيام المقبلة شمال غرب سورية، وخصوصًا أن الوضع الحالي يُعد من أسوأ الكوارث البشرية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية”.

أضاف الشيشكلي: “سحب الدعم والمساعدات عن الناس المحتاجة بهذه الطريقة سيؤدي إلى زيادة التطرف، كما أنه لا يمكن أن تقدم المساعدات لجهة معينة دون أخرى، لتصب في صالح قالب سياسي، وهذا يسمى (تسييس المساعدات)”.

في آذار/ مارس الماضي، قرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجميد مبلغ 200 مليون دولار من أموال إعادة الإعمار في سورية، وأعلن أن إدارته “تعيد تقييم دور واشنطن في الصراع السوري”، وأعلنت عدة منظمات أميركية إيقاف برامجها في سورية وخاصة (كومينكس).

توقّع الشيشكلي أن تلتحق دول أخرى بالإدارة الأميركية، إن قررت بالفعل إيقاف الدعم، مضيفًا: “حسب تجارب سابقة، فإن كثيرًا من الدول المرتبطة بتحالفات مع واشنطن ستوقف الدعم أيضًا، وعلينا توقع الأسوأ، حتى (أوتشا) تتلقى الدعم من عدة دول، والمساعدات تأتي حسب سياسة الدول الداعمة”.

من جانب آخر، حذر المبعوث الدولي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، قبل يومين، خلال كلمة له في مجلس الأمن، من أن الوضع في محافظة إدلب سيكون “أسوأ بستة أضعاف مما كان عليه في الغوطة الشرقية، في حال تكرار سيناريو الغوطة في إدلب، بما يؤثر على مليوني مدني”.

تصريحات دي ميستورا تأتي بالتزامن مع استمرار أزمة المهجرين الذين وصلوا من الغوطة الشرقية وجنوب دمشق وريف حمص الشمالي، إلى ريفي حلب وإدلب، وبلغت أعداد الواصلين حديثًا أكثر من 110 آلاف مهجر، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، يعيشون حالة مأسوية وسط عجز المنظمات المحلية والأهالي عن تأمين مساكن وطعام كاف لهم.

الشيشكلي دعا إلى “جلوس كافة الأطراف المعنية على طاولة واحدة؛ للتوصل إلى حل أمثل لهذه الأزمة الإنسانية، وتقديم الخدمات للمحتاجين، والناس مستعدة للتعاون مع أي طرح أو اتفاق سيؤدي إلى استقرار في منطقة شمال غرب سورية”.

أضاف: “إن بدائل توقف الدعم الغربي عن المحتاجين في إدلب، ستكون ضعيفة جدًا عند المنظمات العاملة هناك، على الرغم من وجود عدة جهات داعمة، ولكن الدعم الغربي له النصيب الأكبر، ومن المتوقع إيقاف الدعم عن قطاعات محددة وليس عن كل القطاعات”.

في السياق، أعلن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأزمة السورية بانوس مومتزيس، في تصريح له اليوم السبت، أن “الوضع الإنساني داخل سورية يتدهور بشكل مأسوي للغاية، ويشهد حالات نزوح واسعة النطاق، وعدم اكتراث بحماية المدنيين، وما زالت حياة الناس تُقلب رأسًا على عقب. وقد بات عام 2018 الأسوأ منذ بدء الحرب”. بحسب وكالة (رويترز).


سامر الأحمد


المصدر
جيرون