مهجرو ريف حمص يفترشون ساحات المساجد بلا وجبات إفطار رمضانية



تزامنًا مع بدء شهر رمضان المبارك، يعيشُ مهجرو ريف حمص الشمالي، في محافظة إدلب، أوضاعًا إنسانية صعبة؛ بسبب انعدام كثير من مقومات الحياة من مأوى وغذاء ودواء، في وقتٍ تعالت فيه نداءات الاستغاثة من مجالس محلية بريفي إدلب وحماة، ومن عاملين في منظمات إغاثية، من أجل مدّ يد العون لهم.

مهند السعيد، وهو من أهالي مدينة معرة النعمان جنوب محافظة إدلب، تحدّث إلى (جيرون) عن معاناة النازحين من حمص، قائلًا: “يتخذ المهجرون من ساحات المساجد وأرصفة الطرقات مأوى لهم، إضافة إلى عدم توفر المواد الغذائية ووجبات الإفطار في اليوم الأول من شهر رمضان. والمؤسف أكثر هو تجاهل بعض المنظمات الإنسانية لأوضاعهم المزرية، وعدم إمدادهم بالمساعدات المطلوبة، باستثناء إحدى الجمعيات المحلية العاملة في المنطقة، والتي قدمت لهم الفرش والوسائد ليبيتوا في الطرقات”.

تجاوز عدد المهجرين -بحسب السعيد- في ساحات المساجد والطرقات العامة 400 شخص، بما يعادل 150 عائلة، هم بحاجة إلى الإيواء والمساعدات الغذائية والطبية العاجلة.

ناشد السعيد كافة المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية، اتخاذ إجراءات عاجلة تجاه المهجرين القادمين من حمص، أهمها تأمين مساكن للإيواء ووجبات طعام خلال شهر رمضان، وأن يتم التعامل مع أزمتهم تمامًا، كما حصل مع أهالي الغوطة الشرقية عندما نزحوا إلى الشمال السوري، وأن يُعامَلوا المعاملة ذاتها.

يعزو محمد الشامي، مدير فريق (منسقو الاستجابة في الشمال السوري)، أسباب تقصير المنظمات الإنسانية بحق مهجري أهالي ريف حمص، إلى عدم تنسيق لجنة المفاوضات مع (منسقو الاستجابة). وأوضح خلال حديث إلى (جيرون): “لم نمتلك معلومات عن أعداد الأشخاص المُهجرين بالقوافل إلا قُبيل وصولهم إلى نقطة الصفر، بنحو ساعتين. وكان من الصعب علينا التنسيق مع المنظمات الإنسانية لاستجابة الأهالي الوافدين، لضيق الوقت وضعف التنسيق؛ الأمر الذي انعكس سلبًا على الأهالي”.

أشار الشامي إلى أن “تعرض المنظمات لضغوطات من السلطات المحلية، ساهم في بطء تقديم المساعدات للمهجرين. إضافة إلى أن استمرار قوافل المهجرين إلى الشمال السوري، منذ بداية سلسلة تهجير الريف الشرقي لمحافظة إدلب، وتهجير باقي المحافظة إلى الشمال، أنهك المنظمات بشكل كبير”. وأوضح أنهم “بسبب الضغط والازدحام الكبير في مراكز الإيواء، في مخيمي (ساعد وشام) بريف إدلب ومخيم (ميزناز) بريف حلب الغربي؛ اضطروا إلى تحويل القوافل إلى المساجد، واتخاذها مراكز للإيواء المؤقت”.

لفت الشامي إلى أن عمل بعض المنظمات الإنسانية، بموجب مبدأ التحقق وملء الاستبيانات، خطوة خاطئة ساهمت في تأخير إمداد المهجرين بالمساعدات. معتبرًا أن “العمل بهذه الطريقة مُعيب، كوننا في حالة طوارئ، وكان بإمكان أي منظمة أن ترسل فريقًا للتحقق، وآخر لتوزيع المساعدات، في آن واحد”. ودعا جميع المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة إلى التدخل السريع لحلّ أزمة المهجرين، وتلبية احتياجاتهم قبل أن تتفاقم معاناتهم أكثر من ذلك.

وكان المجلس المحلي لقلعة المضيق بريف حماة الغربي قد أصدر بيانًا، في الخامس عشر من الشهر الحالي، ناشد فيه جميع المنظمات والهيئات الإنسانية والإغاثية العاملة في الشمال السوري، التدخل العاجل ومدّ يد العون وتقديم المساعدات للمهجرين من أهالي ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي.

وبحسب (منسقو الاستجابة في الشمال السوري)، فقد بلغت أعداد المهحرين قسرًا من مناطق سورية مختلفة إلى محافظة إدلب، وريف حلب الغربي، منذ 14 آذار/ مارس حتى شهر نيسان/ إبريل نحو 31687 شخصًا، تمّ توزيعهم على مراكز إيواء مؤقتة، في مدن وبلدات محافظة إدلب، ومخيمات النزوح في الريف الشمالي المحاذي للحدود التركية.


ملهم العمر


المصدر
جيرون