الاستثمار الثقافي للإرث الصناعي في مدينة دمشق



تعمل الباحثتان الشابتان لجين حليمة وتالة الشامي على إنجاز بحثهما المشترك (الاستثمار الثقافي للإرث الصناعي في مدينة دمشق- حالة دراسية: معمل الإسمنت)، ضمن الدورة الخامسة من برنامج أبحاث لتعميق ثقافة المعرفة، وتمتد فترة إنجاز الأبحاث فيها حتى حزيران/ يونيو 2018.

يقوم البحث حول دراسة معمل الإسمنت الواقع في دمشق في منطقة دمّر، وهو يمثّل رمزًا مهمًا للتراث الصناعي السوري، وشاهدًا ملموسًا على عقود مختلفة من تاريخ المدينة والمفاهيم الثقافية التي حملها سكانها، منذ ذلك العهد حتى يومنا هذا.

تتابع كل من تالا ولجين في توصيف بحثهما فتقولان: “في ظل دراسة التجارب المماثلة لبعض البلدان، في ما يخصّ الاستثمار الثقافي للمنشآت الصناعية التراثية وإعادة توظيفها، ومن خلال المقارنة مع معمل إسمنت دمّر وتاريخه، وتسليط الضوء على بعض التقاطعات بين النماذج؛ نجد أن من الضروري إيجاد منطلقات للحفاظ على الذاكرة التراثية الصناعية؛ لذا يركّز البحث على دراسة الأساليب الممكنة لتوثيق التراث الصّناعي والحفاظ عليه، إضافةً إلى المقترحات الممكنة لإعادة استخدامه، بما يحقق حاجة المجتمع الثقافية والاقتصادية مستقبلًا”.

تشرح لجين جانبًا من دوافعهما خلف إنجاز البحث، فتقول: “كان المعمل دائمًا جزءًا من معالم الطريق نحو العاصمة، بالنسبة إلى كلينا، بصفته مبنًى قديمًا ومهجورًا وغريبًا. مثّل المعمل المادة التي أخضعناها لأفكارنا ومعرفتنا الأكاديمية، من خلال مشروع التخرج، أما البحث، فمثّل الجزء الأكثر عمقًا وواقعية لتلك التجربة.

تضيف تالة: “معايشة واقع المورد المادي (معمل الإسمنت) اليومية، شكلت دافعًا لاستكشافه معماريًا أولًا وتراثيًا ثانيًا، وأتاحت الفرصة للتفكير بأبعاد ثقافية من الممكن أن تساهم في الحفاظ على هويته وقيمه”.

حول أبرز الصعوبات التي اعترضت طريقهما خلال تنفيذ البحث، تجيب كل من تالة ولجين: “واجهتنا، خلال المرحلة الأولى من إنجاز البحث، المشكلة الشائعة في ضبط المجال الذي يتوجه إليه، نظرًا إلى شمله العديد من المفاهيم التي يمكن التطرق إليها، وتم تجاوز هذه العقبة مع المشرف، إضافة إلى ندرة المراجع العربية وصعوبة الوصول إلى بعضها الذي لا يتوفر إلا بنسخ ورقية، عدا عن صعوبة الوصول إلى مصادر موثوقة حول الحالة الدراسية (المعمل). كما أننا ما زلنا نواجه بعض الحيرة والشك في صحة أسلوب الكتابة والمناقشة، كونها التجربة الأولى على الصعيد الشخصي”.

على الرغم من عدم إحرازهما لنتائج مستخلصة من الدراسة النظرية، حيث لا يزال البحث قيد الإنجاز، فقد “أمكننا استشفاف آلية العمل في الحالة الدراسية، بغرض الوصول إلى النتائج على ضوء ما تم إنجازه”.

تالة معن الشامي

مهندسة معمارية. خريجة جامعة دمشق قسم الهندسة المعمارية عام 2017. شاركت في العديد من ورشات العمل المعمارية والفنية، بالتعاون مع جامعة دمشق وبعض الجهات الخاصة. ساهمت في مبادرة “سكتش لسوريا“، وحصلت على المركز العاشر في المسابقة الداخلية برعاية الإسكوا (اللجنة الاقتصادية والاجتماعية غربي آسيا –الأمم المتحدة) وفي مؤتمر الأجندة الوطنية لمستقبل سوريا NAFS في سورية عام 2017.

لجين محمد طارق حليمة

مهندسة معمارية. تخرجت حديثًا في كلية الهندسة المعمارية جامعة دمشق، وتعمل في مكتب معماري. شاركت في عدد من ورشات العمل ضمن كلية الهندسة المعمارية.


جيرون


المصدر
جيرون