on
مقتل عشرة مدنيين في انفجار في مخيم اليرموك وأنباء عن اتفاق بين النظام و(داعش)
أكد ناشطون من مخيم اليرموك، وهيئات إعلامية وحقوقية فلسطينية ترصد الأحداث في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية بشكل يومي، مقتل عشرة مدنيين في المخيم، منهم خمسة لاجئين من عائلة النابلسي بينهم طفلة رضيعة، وخمسة أشخاص، ثلاثة منهم من عائلة واحدة أصيب باقي أفرادها؛ في إثر قصف الطائرات الحربية السورية والروسية ملجأ يضم عددًا من المدنيين.
وقالت المصادر: إن “الضحايا سوريو الجنسية من محافظة دير الزور من مدينة (موحسن)، ومن سكان حي التضامن الدمشقي، وقد لجؤوا إلى أحد الأقبية في مخيم اليرموك، بعد استهداف القبو الذي كانوا فيه سابقًا في حيّ التضامن”.
ونشرت وسائل إعلام روسية، أمس السبت، مقطع فيديو لانفجار ضخم هزّ مخيم اليرموك، يعتقد أنه ناجم عن قصف صاروخي.
يأتي القصف على مخيم اليرموك، في ظل غياب تام لفرق الإسعاف والدفاع المدني عن المخيم، الأمر الذي يعرّض حياة المدنيين للخطر، حيث تتوارد أخبار لهيئات حقوقية فلسطينية عن وجود العديد من المدنيين العالقين تحت الركام، بسبب القصف الذي استهدف أبنيتهم.
تزامن ذلك مع تضارب الأنباء، بين نفي وتأكيد، حول اتفاق بين قوات النظام والروس، وتنظيم (داعش) الإرهابي جنوب دمشق، يقضي بوقف إطلاق النار وإجلاء عناصر (داعش) من المنطقة.
وقالت وكالة (RT) الروسية: إن الاتفاق بين القوات الحكومية و(داعش) في جنوب دمشق يدخل حيز التنفيذ، ابتداء من الساعة الـ 12 من ظهر يوم السبت، ويستمر حتى الساعة الخامسة صباحًا من اليوم الأحد، ليبدأ بعد ذلك انسحاب المجموعات المسلحة كاملًا من المنطقة. غير أن مصادر فلسطينية متابعة من داخل مخيم اليرموك أكدت لصحيفة (جيرون) أن عناصر (داعش) لم يغادروا المخيم حتى الساعة التاسعة من صباح اليوم الأحد.
هذا، وتؤكد مصادر إعلامية مقربة من جيش التحرير الفلسطيني، وأخرى مقربة من النظام السوري، أن التفاوض يتمّ حاليًا لإبرام اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار والانسحاب الكامل لتنظيم (داعش) من الحجر الأسود ومخيم اليرموك، باتجاه منطقتين يتم الاتفاق عليهما مع النظام السوري.
وكانت وكالة أنباء النظام (سانا) قد نفت، على لسان مصدر عسكري، وجود أي اتفاق، ناقلة قوله: “ليس هناك أي اتفاق بين الجيش العربي السوري وتنظيم (داعش) الإرهابي في الحجر الأسود، وما تم تناقله من معلومات غير دقيق”.
وذكرت صحيفة (الوطن) المقربة من نظام الأسد أن قيادة الجيش السوري نفَت السبت، صحة الأنباء عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار، بين قوات الجيش وتنظيم (داعش) في مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود.
فيما أفادت مراسلة (RT) في دمشق، أن المواجهات العسكرية وإطلاق النار توقف في المنطقة (مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود) اعتبارًا من الساعة 12 من ظهر يوم السبت، حسب مصادر ميدانية، مضيفة أن “التنظيم الإرهابي والجماعات المرتبطة به أعربت عن جاهزيتها للاستسلام دون مقاومة، وطلبت السماح لها بالخروج”.
وأشارت القناة الروسية إلى أنه “لم يتم الاتفاق بعد بشأن الجهة التي سينسحب إليها نحو 1700 مسلح مع أفراد عوائلهم”، موضحة أن “التنظيمات الإرهابية في البادية السورية سبق أن رفضت استقبال المسلحين من جنوبي دمشق، وهذا ما يفسر عدم الإعلان عن الاتفاق رسميًا إلى الآن”.
فيما قالت وسائل إعلام معارضة إن الاتفاق يأتي بعد شهر من القتال العنيف، الذي مكّن النظام من السيطرة على 30 بالمئة من مخيم اليرموك، وحيي والحجر الأسود والقدم.
إلى ذلك، رجّحت صفحات إخبارية، على موقع (فيسبوك)، أن يكون الحديث عن استسلام تنظيم (داعش)، وليس عن اتفاق، مشيرة إلى أن أنه سيتم إخراج أهالي الإرهابيين أولًا من مخيم اليرموك والحجر الأسود، وفي حال لم يحدث هذا الأمر عند الخامسة فجرًا من اليوم (الأحد)؛ سيتم استئناف العمل العسكري”.
قوات الأسد تسيطر على نحو 70 بالمئة من مساحة المخيم
في السياق، قالت صحيفة (الوطن)، اليوم الأحد: إن “الجيش العربي السوري واصل أمس، بإسناد جوي، اقتحامه نقاط تنظيم (داعش) الإرهابي، في الحجر الأسود ومخيم اليرموك جنوبي العاصمة، وبات يسيطر على نحو 70 بالمئة من مساحة مخيم اليرموك”.
وأشارت (الوطن) إلى أن “مصادر ميدانية أفادت أن قوات الجيش اقتحمت، أمس السبت، نقاط إرهابيي (داعش) على محاور الحجر الأسود ومخيم اليرموك جنوبي العاصمة، بالتزامن مع إسناد جوي، ليتمكن الجيش من بسط سيطرته على 70 بالمئة من مساحة مخيم اليرموك”.
وأضافت الصحيفة: أن “العمل العسكري استمر بوتيرة متفاوتة، حيث شهد صباح السبت، اشتباكات خاضتها قوات الجيش بمختلف أنواع الأسلحة مع إرهابيي التنظيم في محيط الحجر الأسود ومخيم اليرموك، بالترافق مع استهدافات جوية مكثفة، نفذها الطيران الحربي ضد معاقل التنظيم في تلك المنطقة، إضافة إلى حي التضامن، ورمايات مدفعية استهدفت نقاط وتحصينات (داعش) في المنطقة”.
من جانب آخر، أفادت مصادر إعلامية معارضة أن “الاشتباكات على محاور في حي التضامن وفي أطراف مخيم اليرموك والمنطقة الفاصلة بينها وبين حي الحجر الأسود الواقعة جنوبي العاصمة دمشق، استمرت السبت بشكل متفاوت العنف، وترافقت مع قصف متواصل من الجيش، بهدف تحقيق تقدمات جديدة في محاور القتال”.
وذكر ناشطون محليون، من داخل المخيم، أن “اشتباكات عنيفة تندلع على عدة محاور، بين جيش النظام وعناصر (داعش) في المخيم وحي الحجر الأسود، أسفرت عن وقوع عشرات القتلى والجرحى من الطرفين”.
وكانت مصادر بالمعارضة، قد ذكرت في وقت سابق، أن عدد قتلى مسلحي تنظيم (داعش)، منذ بدء العمليات العسكرية في جنوب العاصمة في 19 من الشهر الجاري حتى يوم الجمعة، قد ارتفع إلى 227 قتيلًا على الأقل، جراء القصف والاشتباكات والاستهدافات التي خلفت أيضًا عشرات المصابين في صفوف التنظيم الإرهابي.
وذكرت وكالة (أعماق) التابعة لتنظيم (داعش)، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أن “مقاتلي التنظيم يتصدون لمحاولات اقتحام قوات الأسد حتى الآن، والتي قتل منها أكثر من 900 عنصر ودمّرت لها 37 آلية عسكرية”.
وفشلت عدة محاولات للاتفاق، بين قوات الأسد والتنظيم الإرهابي، لخروج عناصر الأخير من أحياء جنوب دمشق إلى المنطقة الشرقية، حيث مناطق سيطرة التنظيم الإرهابي.
فيما كان نظام الأسد والروس قد عقدا اتفاقًا، مع (هيئة تحرير الشام/ النصرة) ومقاتلين آخرين كانوا يتمركزون في اليرموك، ليتم إخراجهم بحافلات إلى إدلب، قبل أسابيع، ويتبقى مقاتلو (داعش) في المخيم والحجر الأسود.
ويتعرض مخيم اليرموك وحي الحجر الأسود لقصف عنيف ومستمر منذ أيام، ما أدى إلى مقتل عدد من المدنيين الفلسطينيين والسوريين، بينهم أطفال.
إلى ذلك، ناشد أهالي مخيم اليرموك المحاصر، الأطرافَ المتحاربة في المخيم، السبت، إعلانَ هدنة إنسانية ووقف القصف، لفتح ممرات إنسانية لانتشال الضحايا العالقين تحت ركام المنازل، وإخراج الجرحى المصابين إلى مشافي المنطقة الجنوبية أو إلى مشافي العاصمة دمشق.
وأعربت الأمم المتحدة، الجمعة، عن قلقها إزاء سلامة المدنيين في مخيم اليرموك والحجر الأسود جنوبي دمشق.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده نائب المتحدث باسم الأمين العام، فرحان حق، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، حيث قال: “ما زال الآلاف محاصرين بسبب القتال الذي أسفر عن وفيات وإصابات وتشريد بين المدنيين، ومعظمهم من اللاجئين الفلسطينيين، وتدمير البنية التحتية المدنية الأساسية”. مشيرًا إلى أن “تقارير وردت بشأن استمرار عمليات القصف بين القوات الحكومية وتنظيم (داعش)، في مناطق من اليرموك والحجر الأسود، ونحن قلقون إزاء سلامة المدنيين وحمايتهم في تلك المناطق”.
أكد المسؤول الأممي أن الأمم المتحدة وشركاءها يقفون على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة الإنسانية إلى المحتاجين إليها، في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم، ومخيم اليرموك والمناطق المجاورة، بمجرد أن تسمح الظروف بالوصول إليها، علمًا أن البلدات المذكورة تم تهجير أهلها وثوارها منها باتجاه الشمال السوري.
يشار إلى أن الحملة العسكرية وقصف النظام السوري على مخيم اليرموك وبعض الأحياء المجاورة له متواصل منذ الـ 19 من شهر نيسان/ إبريل الماضي، حيث خلّفت أكثر من 45 ضحية من اللاجئين الفلسطينيين وعشرات الجرحى بين المدنيين الفلسطينيين والسوريين، إضافة إلى دمار كبير لحق بالأبنية والبنى التحتية للمنطقة.
غسان ناصر
المصدر
جيرون