صحيفة (أولاي) التركية: سورية تنتظر دعمًا أوروبيًا من أجل النهوض



كانت القضية الرئيسية في اللقاء الذي جمع الرئيس بوتين بالأسد، في نهاية الأسبوع الفائت، تتعلق بخروج القوات الأجنبية من البلاد.

وكان من المفترض أن تبدأ المرحلة السالفة الذكر بناءً على ذلك قريبًا.

كانت سورية قد حققت في عام 2018 إنجازات في مسألة مكافحة الإرهاب، وحققت قواتها المسلحة انتصارات كبيرة، في تطهير البلاد من تنظيم (داعش) الإرهابي، وما شابهه من التنظيمات الإرهابية.

من جانب آخر، يبدو أن بوتين قد أنهى مشاوراته المتعلقة بخروج القوات الأجنبية المتواجدة في سورية. ولكن الموضوع دخل في جدول الأعمال بصورة أكثر شمولية، بعد الزيارة التي قامت بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى سوتشي. كان على أوروبا تقديم الدعم والعون لسورية، لتتمكن من الوقوف على قدميها. لأن الشعب السوري لم يعُد له منزل أو دار أو مكان، بسبب اضطراره إلى الفرار من جحيم الحرب. لم يكن للسوريين الذين لجؤوا إلى تركيا واليونان وبلدان أوروبا أن يعودوا إلى وطنهم، قبل تأسيس البنية التحية الاقتصادية والاجتماعية لسورية.

بوتين وجّه نداءه للزعماء الأوروبيين، عبر الزعيمة الألمانية ميركل، لتقديم الدعم لسورية من أجل إحيائها من جديد.

الزعيمان -في معرض تناولهما المسألة السورية- وضعا الأولوية في جدول الأعمال للحل السياسي والاستقرار وإحياء الاقتصاد بدلًا من الحرب والصراع.

ولكن الغريب هو اعتلاء عملية سوتشي التي دخلت تركيا طرفًا فيها الصدارة في المساهمة في عملية الحل السياسي، بينما تقترب الأمور في الأزمة السورية من نهايتها.

هل حسابات ترامب في سورية مالية أم سياسية؟

وما مدى صحة الخبر الذي جاء به تلفزيون (سي بي إس) بعنوان “سيتم قطع الدعم والتأييد عن الشمال السوري”؟ لم يأت أي ردٍ على ذلك، لا من البيت الأبيض، ولا من البنتاغون، كلاهما لم يحرك ساكنًا. لم يقولا “نعم”، ولكنهما لم يقولا “لا” أيضًا.

وهناك حالة تثير تساؤلًا: إن قطع الدعم والتأييد عن شمال غرب سورية، من وجهة نظر الولايات المتحدة الأميركية، يعني بالطبع خذلان تنظيم PKK/PYD والتخلي عنه. غير أن سحب البنتاغون لقواته العسكرية من المنطقة من عدمه قضية مجهولة وغير واضحة المعالم.

فهل يمكننا اعتبار خبر الولايات المتحدة المتعلق بقطع الدعم المذكور، على صلة بالنداء الذي وجهه بوتين بخصوص القوات الأجنبية، الذي رشح من لقائه بميركل في سوتشي؟

الحقيقة أن الولايات المتحدة الآن هي في موقع القوة غير المدعوة في سورية، فلم يوجه إليها أي دعوة من دمشق، هي تتصرف في سورية كما يحلو لها، وكما يجول في رأسها.

هل يمكن القول إن ترامب يستعدّ للخروج من سورية، بطرح ذريعة التكلفة البقاء العالية في سورية، وكأنه يقول إننا لا نأخذ نداء بوتين على محمل الجد؟!

ما القوات الأجنبية المتواجدة في سورية؟

بوتين، في تصريحه الذي جاء فيه: “على القوات المسلحة الأجنبية الخروج من الأراضي السورية”، الذي أعقب لقاءه بالأسد، لم يكن قد حدّد من هي هذه القوات. ولكن ألكسندر لافرانتيف الممثل الخاص للرئيس بوتين في سورية، جاء بتوضيح حول المسألة فيما بعد. وتأتي الأولوية بحسب القائمة، للولايات المتحدة الأميركية تليها إيران، فحزب الله، ثم تركيا.

وفق الخبر الوارد في (سبوتنيك تركيا)، يقول لافرانتيف: على كافة الوحدات العسكرية الأجنبية التي لديها تواجد على الأراضي السورية، مغادرتها.

وعلى ذلك؛ فإن روسيا ستحتفظ بتواجدها كقوة أجنبية وحيدة في سورية في نهاية العملية. لأن روسيا تمتلك قواعد عسكرية فيها، وفق المعلومات التي أفاد بها لافرانتيف.

لا يوجد حتى الآن أي ردّ من طرف القوات التي تعدّ “أجنبية”، التي أشارت إليها كلًا من روسيا وسورية، وبطبيعة الحال لا يرغب أحد في أن يكون في موقع المحتل، ومع ذلك، فعندما تصبح التهديدات والأخطار والمصالح موضوع بحث، فإن حسابات دقيقة تدخل الدائرة أيضًا.

العنوان الأصلي للمقالة

Suriye ayağa kalkmak için Avrupadan destek bekliyor

 الكاتب: Yazar: Engin Özpınar

 المصدر وتاريخ النشر: صحيفة-أولاي (الحدث): 19.05.2018 Kaynak: OLAY gazetesi- 19.05.2018

 رابط المقالة

https://www.olay.com.tr/service/amp/suriye-ayaga-kalkmak-icin-avrupadan-destek-bekliyor-12000yy.htm المترجم: علي كمخ

Tercüman: Ali KEMAH

  عدد كلمات النص الأصلي:  426
علي كمخ


المصدر
جيرون