اتفاق أمريكي أردني روسي على التهدئة بجنوب سوريا.. هل تخرج إيران من المعادلة؟



السورية نت - مراد الشامي

تواصل الأردن مساعيها لتجنب تصعيد جديد في جنوب سوريا يشعل المنطقة الحدودية بين البلدين، وسط توقعات بأن تكون وجهة قوات نظام الأسد المقبلة نحو الجنوب حيث تسيطر قوات المعارضة السورية على مساحات واسعة هناك.

وقالت وكالة رويترز، اليوم الإثنين، إن مسؤولين أردنيين ناقشوا التطورات في جنوب سوريا مع واشنطن وموسكو، وأن الأطراف الثلاثة اتفقت على ضرورة الحفاظ على منطقة "خفض التصعيد" التي أقيمت العام الماضي، بعد جهود وساطة منها.

ونقلت الوكالة عما قالت إنه مسؤول كبير - طلب عدم نشر اسمه - أن الدول الثلاث التي وقعت اتفاق العام الماضي على الاتفاق بخصوص منطقة "خفض التصعيد"، اتفقت على ضرورة الحفاظ عليها كخطوة مهمة "لتسريع وتيرة المساعي للتوصل إلى حل سياسي في سوريا".

وعاد جنوب سوريا إلى الواجهة مجدداً، بعد بسط النظام وحلفائه سيطرتهم الكاملة على ريف دمشق ومحيطها، عقب طرد فصائل المعارضة من الغوطة الشرقية، ثم طرد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" من جنوب دمشق.

وتبدو أي معركة في جنوب سوريا الآن معقدة للغاية، فمن جهة تريد الولايات المتحدة الإبقاء على الاتفاق بخفض التصعيد الذي كانت طرفاً فيه، ومن جهة أخرى فإنها ترفض كما ترفض إسرائيل مشاركة الميليشيات الإيرانية في أي معارك محتملة قرب الحدود مع الأراضي التي تحتلها إسرائيل.

ولذلك وفي ظل الحديث عن تحرك محتمل للنظام نحو الجنوب، حذرت أمريكا نظام الأسد من أنها ستتخذ "إجراءات حازمة ومناسبة"، إذا ما انتهك اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب. وقالت "هيذر ناورت" المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "ستتخذ الولايات المتحدة إجراءات حازمة رداً على انتهاكات نظام الأسد بوصفها ضامناً لمنطقة عدم التصعيد تلك مع روسيا والأردن".

وجاء هذا التحذير، في وقت قالت فيه وسائل إعلام تابعة لحكومة النظام في سوريا إن طائرات النظام أسقطت منشورات على مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في درعا تحث المقاتلين على إلقاء السلاح.

ويشار إلى أنه بعد التحذير الأمريكي، قال القائم بأعمال سفارة نظام بشار الأسد لدى الأردن، أيمن علوش، أن النظام ليس بحاجة لعملية عسكرية بالمناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية جنوب سوريا، مشيرا إلى أن هناك إمكانية للخروج من الموقف عن طريق "الحوار"، وفق قوله.

إبعاد إيران

ويبدو أن التفاهمات التي تتبلور بخصوص جنوب سوريا، والتي من أجل التوصل إليها تخوض أمريكا، والأردن، وروسيا المحادثات، تُركز بشكل رئيسي على إبعاد القوات الإيرانية عن الحدود بين سوريا والأراضي التي تحتلها إسرائيل.

وعزز ذلك، تصريح لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الإثنين، قال فيه إن قوات نظام الأسد هي الوحيدة التي يجب أن تتواجد على الحدود الجنوبية لسوريا، والقريبة من الأردن والأراضي المحتلة من قبل إسرائيل.

وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك في موسكو مع وزير خارجية موزامبيق "جوزيه كوندونجوا باتشيكو": "ينبغي أن ينفذ انسحاب كل القوى غير السورية على أساس متبادل بالطبع، إذ يجب أن يكون لهذا الطريق اتجاهان".

والأسبوع الماضي شهدت مناطق في درعا انسحاباً لدى ميليشيات مرتبطة مع إيران، واتجهت نحو قطع عسكرية تابعة للنظام شمال المحافظة، وإلى العاصمة دمشق.

وكان من بين الميليشيات المنسحبة "حزب الله"، الذي خرج مقاتلوه من أحياء مدينة درعا وبلدتي عتمان وخربة غزالة المجاورتين للأوتوستراد الدولي الرابط بين العاصمتين السورية دمشق والأردنية عمان.

وتحلّ قوات نظام الأسد بديلاً عن عناصر الميليشيات في المناطق التي تنسحب منها الأخيرة، وخصوصاً في نقاط التماس مع المعارضة المسلحة في أحياء "سجنة" و"المنشية" بمدينة درعا.

اقرأ أيضا: تفاصيل جديدة عن المعركة التي قتل فيها الجنود الروس في دير الزور




المصدر