on
سؤالان "مزعجان" للأسد في مقابلته مع قناة روسية.. الأول أجاب عنه والثاني تجاهله
السورية نت - مراد الشامي
يلاحق بشار الأسد وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب له بـ"الأسد الحيوان" في المقابلات التي يجريها مع وسائل الإعلام العالمية، وهو ما حدث خلال مقابلته مع قناة "روسيا اليوم" عندما سُئل عن رده، فيما تعمد الأسد تجاهل الإجابة على سؤال آخر يتعلق بإيران.
وللمرة الثانية الثانية خلال 20 يوماً سُئل الأسد عن تعليقه على وصف ترامب له بـ"الحيوان"، وقال الأسد لصحفي "روسيا اليوم" في المقابلة التي نُشرت، اليوم الخميس: "هذه ليست لغتي، ولذلك لا أستطيع استخدام لغة مماثلة. هذه لغته هو. إنها تمثّله. لدينا قول معروف هو أن الكلام صفة المتكلم، فهو بهذا الكلام يُعبّر عن نفسه، وهذا طبيعي".
وأشار الأسد إلى أن وصفه بـ"الحيوان" لم يحدث أي تأثير في نفسيته، معتبراً أن ما يؤثر هو "ما يقوله الناس الذين تثق بهم"، حسب قوله.
وفي 10 مايو/ أيار 2018، سُئل الأسد أيضاً خلال مقابلته مع صحيفة "كاثيمرني" اليونانية، عن رده على وصف ترامب، وأجاب بطريقة مشابه لرده في المقابلة مع "روسيا اليوم"، وقال: "الأمر الجيد جداً فيما يتعلق بترامب هو أنه يعبر عن نفسه بدرجة عالية من الشفافية".
وكان ترامب قد وصف الأسد بـ"الحيوان" عقب ارتكاب قوات النظام مجزرة بالأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في مدينة دوما، في شهر أبريل/ نيسان 2018، وهو ما استدعى توجيه أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، ضربة عسكرية محدودة ضد مواقع للنظام.
تهرب من الإجابةولم يجب الأسد بشكل صريح على سؤال وجهه الصحفي، عن الوجود الإيراني في سوريا، واستخدم إجابة دأب النظام على ترديدها منذ العام 2012.
وقال الصحفي للأسد: "إسرائيل تقول إن ضرباتها الجوية لا تستهدفكم حتى الآن، بل تستهدف إيران وتهدف إلى إبقائها ضعيفة في سوريا. لكن وجود إيران هنا وهي حليفتكم، ليس سراً، فقد ساعدتكم. لكن وجودهم هنا الآن يعرضكم للتهديد. هل ستفكرون بالطلب من إيران أن تغادر؟
زعم الأسد في إجابته، أنه لا وجود لقوات إيرانية في سوريا، مكتفياً بالقول إن لديها مستشارين عسكريين فقط، على الرغم من وجود عشرات الميليشيات المدعومة من طهران، وفيها مقاتلون إيرانيون وثقوا مشاركاتهم في المعارك بسوريا بمقاطع الفيديو والصور.
وقال الأسد: "لم يكن لدينا أي قوات إيرانية في أي وقت من الأوقات، ولا يمكن إخفاء ذلك، ولا نخجل من القول بأن لدينا مثل هذه القوات؛ لو كانت موجودة، فنحن من دعونا الروس وكان بإمكاننا أن ندعو الإيرانيين. لدينا ضباط إيرانيين يساعدون الجيش السوري، لكن ليس لديهم قوات".
ولم يجيب الأسد بأي كلمة عن الجزء المتعلق بسؤاله عما إذا كان سيفكر فيما لو طلب منه أن يطالب الإيرانيين بمغادرة سوريا، لا وأنه أكد بأن حكومته لم تدعو الإيرانيين للقدوم إلى سوريا، على غرار ما فعله مع الروس.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال للأسد خلال لقائهما في مدينة سوتشي يوم 17 مايو/ أيار الجاري، إن على القوات الأجنبية الانسحاب من سوريا، وأوضح المبعوث باسم بوتين ألكسندر لافريننييف، أن "هذا التصريح يخص كل المجموعات العسكرية الأجنبية، التي توجد على أراضي سوريا، بمن فيهم الأمريكيون والأتراك وحزب الله والإيرانيون".
وتقول روسيا إن "القوات غير الشرعية" في سوريا، هي التي دخلت الأراضي السورية دون الحصول على طلب من نظام الأسد.
هل الأسد في ورطة؟وسؤال الصحفي يأتي في وقت كشفت فيه تقارير وتسريبات صادرة عن لقاءات مسؤولين إسرائيليين وروس حيال جنوب سوريا، إلى وجود اتفاق عام بين الأطراف الفاعلة على إبعاد إيران بشكل كامل عن الجنوب القريب من حدود الأراضي التي تحتلها إسرائيل، وأن هذا الاتفاق يحظى بقبول من نظام الأسد.
وبالإضافة إلى ذلك، كررت روسيا دعوتها للميليشيات الإيرانية في جنوب سوريا بالانسحاب من المنطقة، في حين تطالب أمريكا وإسرائيل بخروج كافة القوات الإيرانية من الأراضي السورية، كجزء من حل سياسي محتمل في سوريا.
ويرى محللون أن الأسد في موقف محرج حيال مسألة خروج الإيرانيين من سوريا، فمن جهة تمثل القوات الإيرانية سنداً كبيراً لقواته وفي حال خرجت من سوريا فإن قوته ستضعف، ولكن من جهة أخرى فإن بقاء الإيرانيين سيعرض النظام وقواته لمزيد من الضربات الإسرائيلية التي لا تستطيع روسيا إيقافها.
وكانت القناة الإسرائيلية العاشرة (غير الحكومية)، قالت مساء الإثنين الفائت، إن لقاءات دبلوماسية بين إسرائيل وروسيا أسفرت عن اتفاق بين الجانبين، يقضي بالسماح لجيش نظام الأسد باستعادة السيطرة على حدود سوريا الجنوبية.
ومقابل ذلك فإن الاتفاق يقضي بإبعاد القوات الإيرانية وعدم نشرها هي أو ميليشيا "حزب الله" أو أية عناص أجنبية أخرى على المنطقة الحدودية، على أن تحافظ "إسرائيل على حرية تصرفها داخل سوريا".
وادعت القناة بأن نظام الأسد وافق على هذا الاتفاق الذي توصلت إليه إسرائيل وروسيا، على حد تعبيرها.
ويشار إلى أن وسائل إعلام إسرائيلية أنباء عن أن روسيا طلبت من إيران سحب قواتها من الحدود السورية- الإسرائيلية.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، أعلن، الإثنين الماضي، أن بلاده "باقية في سوريا طالما استمر خطر الإرهاب، وطالما بقيت الحكومة السورية تطلب المساعدة من إيران".
اقرأ أيضا: الأسد: سنستعيد المناطق من "سوريا الديمقراطية".. وتجميع الفصائل بإدلب يسهل مهمة قواتنا
المصدر