لاجئون سوريون في البرتغال يتجاوزون المصاعب بـ"الزعتر والفتوش".. والزبائن يصطفون لتذوق طعامهم



السورية نت - مراد الشامي

نجح لاجئون سوريون في التغلب على مآسيهم وبدء حياة جديدة، بافتتاح مطعم يقدم الوجبات والأطباق السورية المعروفة للسكان المحللين في البرتغال.

وأطلق اللاجئون اسم "المزة" (حي مشهور في دمشق) على المطعم الواقع وسط العاصمة البرتغالية لشبونة، ويقدم أطباقا لذيذة من الشرق الأوسط، بينها: "بابا غنوج، والفتوش، وأنواع الحمص، كما يقدم غالبا أطباقًا نباتية مليئة بالنكهات والتوابل الطيبة"، وفقاً لما ذكره موقع "المهاجر نيوز".

ويتعرف رواد المطعم على التوابل الشرقية مثل الزعتر، ويتناولون عصير التمر الهندي الطازج وعصير الليمون والنعناع، ويستمتعون بأجواء من الشرق الأوسط في قلب مدينة لشبونة.

وأشار الموقع إلى أن العمل في المطعم لا يتوقف، وعلى المرء الانتظار أحيانا لمدة نصف ساعة للحصول على مقعد، فيما تخطط صاحبة المطعم فاتن للتوسع وتأهيل المساحة المجاورة والاستفادة منها لاستيعاب المزيد من الزبائن.

وجاء نجاح هؤلاء اللاجئين بعد محنة مروا بها، فقد اضطرت فاتن، صاحبة مطعم "المزة" إلى الفرار من سوريا مع عائلتها، واتجهت في العام 2016 إلى تركيا ومنها لليونان ثم البرتغال.

التغلب على المصاعب

واستقرت فاتن مع أسرتها في البرتغال من خلال برنامج إعادة التوطين في الاتحاد الأوروبي، حيث لا تعرف أحداً، فاضطرت إلى بدء حياة جديدة من الصفر.

ولم تملك فاتن أي خبرة مسبقة في العمل بالمطاعم، فقد كانت تنوي أن تصبح معلمة، غير أنها تزوجت وأصبح لديها أطفال عندما دخلت الجامعة.

وتقول إن أطفالها هم أهم شيء في حياتها، خصوصاً وأنها قد فقدت زوجها في عام 2004، فكان تأمين مستقبلها ومستقبل أسرتها أكبر هدف لها.

ومن واقع هذه الظروف القاسية ظهرت الفرصة لتكون جزءا من مبادرة تعاونية لتقديم الطعام، إذ يعرض اللاجئون أطباق بلادهم في الشرق الأوسط من خلال وجبات عشاء خاصة. نجحت الفكرة وساعدت فاتن والعديد من عائلات اللاجئين الأخرى في العاصمة البرتغالية لشبونة على الانطلاق وبدء حياة جديدة.

 وقد أدرك مؤسسو المبادرة أنهم كانوا في طريقهم إلى شيء ما، لذا قرروا جمع الأموال من خلال حملة تمويل جماعي لفتح مطعم دائم لعائلات اللاجئين مثل فاتن.

مساعدة اللاجئين

وتثير فكرة إعداد الطعام فضول السكان المحليين حول الطهي وطبيعة المطبخ السوري، وهي ليست مجرد وسيلة لكسب العيش للمهاجرين الذين يعملون في المطعم. إنها أيضا وسيلة لهم للتخلص من التجارب المؤلمة التي مروا بها أثناء الحرب والرحلة إلى أوروبا.

ويحرص المطعم الذي يديره اللاجئون على الاستمرار في مساعدة اللاجئين الجدد الذين يصلون حديثاً، مثل مجموعة من السوريين الإيزيديين الذين أعيد توطينهم في البرتغال مؤخراً.

ومع اضطرار العديد من المهاجرين إلى التوقف عن أداء وظائفهم ومهنهم في الوطن، يوفر مطعم "المزة" أيضًا وسيلة للقادمين الجدد للحصول على التدريب في مجال الضيافة وتعلم مهارات جديدة في الموطن الجديد.

اقرأ أيضا: مهاجر سوري يتألق ويتوج بطلاً لكمال الأجسام




المصدر