أسلوب تعليمي جديد في مصر.. كيف سيتعامل معه السوريون؟



السورية نت - رغداء زيدان

قدرت وزارة الخارجية المصرية في تصريحات لها عام 2017 أعداد الطلبة السوريين المسجلين في مصر بحوالي 40 ألف طالب من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية.

ومنذ عام 2012 عاملت الحكومة المصرية الطلاب السوريين معاملة الطالب المصري في المصاريف وإجراءات التسجيل وكذلك في المناهج والامتحانات وكل ما يشمل العملية التعليمية.

وعليه فإن كافة الطلاب السوريين في مصر مسجلون بالمدارس المصرية الحكومية منها والخاصة، ومقيدون ويجرون امتحاناتهم فيها، ويحصلون على شهادات دراسية صادرة عن وزارة التربية والتعليم المصرية وينطبق عليهم كافة قوانين الوزارة المذكورة بما فيها النظام التعليمي الجديد والذي سيطبق ابتداء من العام الدراسي القادم في سبتمبر/أيلول 2018.

وبحكم الأعداد الكبيرة للسوريين وتجمعهم في مناطق محددة لا تكفي معظم الأحيان المدراس الموجود فيها لاستيعاب العدد الكبير لهؤلاء الطلبة، فقد انتشرت المراكز التعليمية والمجتمعية  السورية في مناطق تواجدهم وهذه المراكز التعليمية يقدر عددها بالعشرات، ويدرس فيها الطالب السوري المنهاج المصري.

ووفق موقع "اقتصاد مال وأعمال السوريين" تضم هذه المراكز طلبة سوريين ومعلمين سوريين أيضاً ويجري الطلبة امتحاناتهم في المدارس المصرية ويحصلون منها على شهاداتهم وقيودهم الدراسية في تجاوب وتساهل كبير من قبل الوزارة مع هذه المراكز لتتمكن من سد الحاجة التعليمية للطلبة السوريين مع الإشارة الى عدم تدريس أي منهج سوري في هذه المراكز وغياب حصص ترفيهية من رياضة أو موسيقا.

هذه المراكز التعليمية ليست مدراس خاصة مرخصة بالمعنى القانوني الحرفي وإنما كمراكز تعليم مجتمعي أو مراكز تدريب وتعليم لصعوبة الشروط الموضوعة لترخيص المدراس الخاصة.

ومعظم هذه المراكز تتقاضى مبالغ رمزية لقاء دوام الطلبة فيها ولا تخلو بعضها من رسوم تسجيل مكلفة مادياً بحسب مكانها وتجهيزاتها وجودة الخدمة التعليمية التي تقدم فيها.

المدرسون في هذه المراكز مصريون وسوريون. وفي حالة الأساتذة السوريين حتى اليوم لم يصدر قرار من نقابة المعلمين المصرية تبيح لهم الانضمام لها، والاستفادة من الميزات التي تقدمها النقابة وأقلها ترخيص العمل لهم أو ضمان حقهم بأجور مادية عادلة لقاء عملهم أو تحميهم من خطر الطرد أو الفصل من العمل تبعاً لرغبة إدارة أو صاحب المركز.

نظام تعليمي جديد

أعلنت وزارة التربية والتعليم في مصر عن تطبيق النظام التعليمي الجديد ابتداءً من السنة الدراسية القادمة في سبتمبر/أيلول عام 2018، حيث أكد الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم الفني المصري، أن استراتيجية التطوير تتوافق مع رؤية مصر 2030، في التحول نحو التعليم الرقمي عبر التابلت.

وعلى اعتبار أن السوريين مقيدون في المدارس المصرية فسيتم تطبيق النظام الجديد عليهم وأبرز النقاط التي تضمنها هذا النظام وفق موقع "اقتصاد":

1 ـ سيطبق على طلبة الصف الأول الابتدائي وعلى طلبة الأول الثانوي.

2 ـ جميع الطلاب في الصفوف من "الصف الثاني الابتدائي حتى الصف التاسع لا علاقة لهم في جميع أنواع المدارس بنظام التعليم الجديد أو المعدل وكذلك طلاب الصفين الحادي عشر والثاني عشر في العام الدراسي 2018 – 2019"

3 ـ تطبيق نظام التقييم الجديد والامتحانات الإلكترونية ويتم توزيع التابلت بالمحتوى الرقمي المتنوع على الطلاب الملتحقين بالصف الأول الثانوي عام 2018 – 2019، وسوف يحصل الطلاب على الكتاب المدرسي الورقي بالإضافة إلى التابلت المحملة بمناهج إثرائية رقمية ضخمة.

4 ـ لن يعتمد تصفح المادة التعليمية الرقمية على شبكة الإنترنت داخل المدارس حيث يتم ذلك عن طريق شبكات داخلية مع جهاز كمبيوتر خادم داخل كل مدرسة من مدارس الصف الأول الثانوي، كما أن الامتحانات الرقمية على التابلت سوف تتم عن طريق الشبكات الداخلية بالمدارس ويتم تشفير الإجابات وإرسالها إلى السحابة الإلكترونية مركزياً من المدرسة إلى الوزارة.

5 ـ لا يوجد أي تغيير في نظام التنسيق بالجامعات ولا يوجد امتحان قدرات للجامعات الحكومية ولا يوجد أي تغيير في فرص الالتحاق العادل بالجامعات بعد تطبيق نظام التقييم التراكمي في المرحلة الثانوية.

6 ـ سوف يتم ادماج (العلوم والرياضيات والتاريخ والجغرافيا والدراسات واللغة العربية) داخل باقة متعددة التخصصات في المرحلة الابتدائية بجانب 3 مواد منفصلة هي اللغة الإنجليزية والتربية الدينية والتربية الرياضية وسوف يتم تدرس اللغة الإنجليزية من كي جي وان، وحتى الصف الثاني عشر.

7 ـ تدريس اللغة الإنجليزية في النظام الجديد متوازٍ مع تدريس الباقة بحيث يتعلم الطفل المصطلحات نفسها باللغتين العربية والإنجليزية ليسهل عليه الانتقال في الصف الأول الإعدادي إلى العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية.

8 ـ قصر الدراسة باللغات في المدارس الدولية والخاصة لغات.

9 ـ إلغاء الامتحانات من كي جي 1 حتى الثالث الابتدائي واستبدالها بتطبيقات تقيس مستوى الطلاب.

10 ـ بدء الامتحانات من الصف الرابع الابتدائي.

11 ـ طلاب النظام الجديد لن يدرسوا باللغات إلا في المرحلة الإعدادية في مادتي العلوم والرياضيات بالإضافة إلى الإنجليزية مع تأهيله منذ الصغر.

12 ـ درجات الامتحانات ليست الأساس في نجاح أو رسوب الطالب بل توصيف لمستواه المعرفي.

أمام هذا النظام التعليمي الجديد في مصر سيجد أصحاب المراكز التعليمية من السوريين أنفسهم أمام استحقاق كبير ومهم يتمحور حول قدرة هذه المراكز على الاستمرار في عملها وقدرتها على التكيف مع هذا النظام التعليمي المرتبط بوجود الطالب في المدرسة المصرية، وكذلك سيجد الطالب السوري نفسه مجبراً على العودة للدوام الكامل في المدرسة المصرية للتأقلم والاندماج مع هذا النظام التعليمي الجديد.

اقرأ أيضا: عالمان في شارع العرب ببرلين.. مطاعم ومحلات ومشاحنات وكثير من السوريين




المصدر