صهر عائلة الأسد على رأسهم.. عملية أمنية غير مسبوقة ضد "أخطر" المتنفذين في اللاذقية



السورية نت - مراد الشامي

تشهد اللاذقية مسقط رأس رئيس النظام بشار الأسد، عملية أمنية واسعة ضد شخصيات متنفذة بعضها على قرابة بالأسد نفسه، وهي بمثابة الحاكم الفعلي للمحافظة التي اشتكى سكانها وبينهم موالون من تجاوزات الميليشيات المحلية ضدهم.

وطوال السنوات الماضية ظلت اللاذقية تحت سيطرة النظام شكلياً، لكنها كانت محكومة من قبل ميليشيات محلية فرضت بقوة السلاح والتخويف سطوتها، ولم تستطع أجهزة النظام وضع حد لتجاوزاتها.

وأبرز 3 أسماء متداولة بين سكان اللاذقية الآن، هم رجل الأعمال أيمن جابر وهو صهر عائلة الأسد، وجعفر شاليش وهو من عائلة واسعة النفوذ، ومهند حاتم.

وتشير المعلومات التي نشرها موالون للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل إعلام تابعة لنظام الأسد، إلى تعرض الرجال الثلاثة لملاحقة أمنية، أفضت حتى الآن إلى اعتقال شاليش، ومقتل حاتم، في حين ما يزال مصير جابر مجهولاً.

وجابر هو قائد ميليشيا "مغاوير الصحراء"، التي تحول اسمها إلى "مغاوير البحر" وانضمت إلى الفيلق الخامس، كما أنه أحد أقوى الرجال نفوذاً في اللاذقية، واعتمد عليه نظام الأسد بشكل كبير خلال سنوات الثورة، لمواجهة الاحتجاجات واعتقال المتظاهرين وتعذيبهم.

وقال موقع "سناك سوري" القريب من نظام الأسد، اليوم الجمعة 1 يونيو/ حزيران 2018، إنه حصل على معلومات تفيد بأن "أوامر عليا" وصلت محافظة اللاذقية قبل حوالي الـ15 يوماً، وتقضي بحجز أملاك رجل الأعمال جابر المنقولة وغير المنقولة.

وأكد الموقع أن جابر وقواته كانوا مقربين جداً من الروس بعد دخولهم عسكرياً إلى سوريا في سبتمبر/ أيلول 2015، مضيفاً أن جابر هو صهر رئيس غرفة التجارة في اللاذقية، كمال الأسد، وقد اشتهر بتجارة الحديد والدخان، ولديه معامل في سوريا ويقال أن لديه معامل في أوكرانيا أيضاً.

ولعبت قوات "صقور الصحراء" التي قادها جابر دوراً كبيراً في حماية منابع النفط والغاز في سوريا، ويصنفه عسكريون على أنه بمثابة مؤسسة عسكرية لحماية منابع النفط والغاز، وهي قوات مدربة ومجهزة بشكل عالي المستوى، وفقاً لما قاله مصدر من اللاذقية لـ"السورية نت".

وفيما لا يزال جابر طليقاً، فإن اعتقال كل شاليش وحاتم لم يمر بسلام، إذ تبادل الرجلان في حادثتين منفصلتين النار مع عناصر أمن تابعين للنظام أثناء القبض عليهما.

وأكدت صفحات موالية للنظام على موقع "فيسبوك" أن شاليش اشتبك مع دورية من فرع الأمن الجنائي، ما أسفر عن إصابة المقدم محمد كرم حمدان في قدمه.

وفي حادثة مشابهة، رفض حاتم الانصياع لطلبات الأمن الجنائي بتسليم نفسه، فاشتبك معهم في منطقة الكراج الشرقي باللاذقية، وأصاب اثنين من العناصر، فيما أكد موالون للنظام مقتل حاتم خلال الاشتباكات، وهو ما أكده أيضاً المقاتل في قوات النظام علي علاوي عاقل، المعروف بين الموالين للنظام بالفيديوهات التي يصورها لنفسه ويتحدث فيها عن حياة جنود النظام في جيش الأسد.

ويأتي ذلك فيما تحدث سكان من اللاذقية عن رؤيتهم لدوريات الأمن تجوب في شوارع المدينة، في مشهد بدا مفاجئاً لهم، حيث أن طيلة السنوات الست الماضية كانت السطوة في المدينة لشخصيات متنفذة، يتبع لكل منها عدد من العناصر الذي شكلوا معاً ميليشيات محلية، ومارسوا ضغوطاً ومضايقات ضد السكان.

وليست واضحة بعد أسباب الحملة الأمنية التي بدأها النظام بشكل مفاجئ في اللاذقية، إلا أن مصادر محلية تحدثت عن أن السبب الرئيسي في ترك النظام لميليشياته تتصرف كما يحلوا لها، عائد إلى أنه كان منشغلاً في المعارك التي خاضها ضد قوات المعارضة من جهة، ومن جهة أخرى خشية إثارة المشكلات مع عائلات كبيرة في اللاذقية، تلعب دوراً في مساندة النظام بالقتال وحماية الطرق وأغلبهم منتسبون إلى ميليشيات "الدفاع الوطني" و"اللجان الشعبية".

في حين انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن وقوف روسيا وراء العملية، سعياً منها لضبط السلاح والأوضاع الأمنية في اللاذقية، إلا أنه لم يتسن لـ"السورية نت" التأكد من صحة ذلك.

ويقول موالون للنظام في اللاذقية، إن الحملة الأمنية تطال مطلوبين لأجهزة الأمن منذ الماضي، وأنها ستبقى مستمرة لحين الانتهاء من اعتقال الشخصيات المطلوبة على القوائم.

ومن جانبه، قال موقع "داماس بوست" الموالي للنظام نقلاً عن سكان في اللاذقية، إن "الجهات الأمنية في اللاذقية نصبت حواجز وسيّرت دوريات في شوارع المدينة، وسط عمليات تفتيش دقيقة للمارة والسيارات، بحثاً عن المطلوبين، أياً كانت تبعية السيارة، أو هوية سائقها".

وكانت تجاوزات الميليشيات المحلية قد أثارت غضب موالين للنظام في اللاذقية، طالبوا السلطات مراراً بحمايتهم من عمليات السرقة، والخطف، وفرض الإتاوات على التجار وأصحاب المال.

اقرأ أيضا: سؤالان "مزعجان" للأسد في مقابلته مع قناة روسية.. الأول أجاب عنه والثاني تجاهله




المصدر