طرق التدفئة البدائية تفتك بأطفال حي الوعر المحاصر

20 يناير، 2016

محمد الحمصي:

أصيب المئات من أهالي حي الوعر الحمصي المحاصر، وأغلبهم أطفال، بحالات اختناق جراء استنشاقهم لعوادم المدافئ البدائية التي يستخدمونها في ظل غياب المحروقات.

وما يزال فصل الشتاء أداة الرعب التي تهدد أهالي مدينة حمص بمناطقهم الثائرة، فأحوال الحصار التي تفرضها ميليشيات النظام وقواته العسكرية أجبرت الأهالي على اتباع أساليب بدائية للتدفئة، خصوصاً بعد حرمانهم من أبسط مقومات الحياة، فلجأ جميع أهالي حمص للتدفئة معتمدين على الحطب والبلاستيك، وما بلي من الألبسة والنفايات، في سبيل إطالة عمر المدفئة لبضع دقائق إضافية.

لكن هذه الدقائق كانت كافية لإلحاق الأذى بـ (آية) ابنة السبعة أعوام، والتي نقلت إلى المستشفى الميداني في حي الوعر المحاصر، بسبب حالة اختناق لحقت بها نتيجة استنشاقها لكمية كبيرة من الدخان الفاسد، الناجم عن احتراق النفايات والخشب والبلاستيك.

“تلك الملاك الصغيرة أثارت حزني وألمي، لأنها نموذج من مئات الأطفال الذين نسعفهم يومياً إلى المشفى” بهذه العبارات بدأ محمد أبو حمزة مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني في حي الوعر حديثه لـ “ ”.

وأضاف “نقوم بشكل شبه يومي بإسعاف حالات مثل هذا النوع، ومعظمهم أطفال وكبار في السن يعانون من أمراض كالربو وغيرها من أمراض لا تلائمها هكذا أجواء متقلبة كالبرد والدفء الحاد، بالإضافة لاستنشاق كميات لا يحتملها أحد من الدخان الملوث نتيجة المدافئ البدائية التي تعتمد بشكل كبير على النفايات، نظراً لغلاء الحطب وانعدام المحروقات بشكل كامل في الحي”.

ولفت الطبيب محمد أبو حيان أحد أطباء الحي، وأحد العاملين في مجال العناية بالأطفال، أن هناك نداءات استغاثة كثيرة وجهت للمنظمات العالمية المعنية بحقوق الطفل، كاليونيسيف والصليب الأحمر وغيرها، لإدخال كمية من المحروقات إلى الحي، لتخفيف أضرار التدفئة البدائية التي تنعكس بشكل سلبي على مستقبل الأطفال أو العائلة الصحية بشكل كامل.

وطالب أبو حيان عبر منبر “ ” بتسليط الضوء بشكل أوسع على هذه الحالات التي لا تلقى رواجاً كبيراً على الإعلام، وأشار إلى أن الطفلة (أية) نموذج صغير لمئات الأطفال الذي يعانون من نفس المشكلة في الحي.

أخبار سوريا ميكرو سيريا

20 يناير، 2016