حملات تحذيرية من الليشمانيا تنطلق في ريف إدلب الجنوبي

21 يناير، 2016

إدلب – عبد الرزاق الصبيح:

انطلقت في ريف إدلب الجنوبي خلال الأيام القليلة الماضية، حملات للتعريف بمرض الليشمانيا وطرق الوقاية منه وكيفية العلاج، وذلك بعد انتشار المرض بين الأهالي الذين عادوا إلى منازلهم في تلك المنطقة، إثر سيطرة الثوار على مدنهم وقراهم التي خرجوا منها منذ سنوات.

وكان قسم كبير من المدنيين نزح من المناطق القريبة من حواجز قوات النظام، بسب استهدافها المتكرر بالقذائف الصاروخية والتي تسببت بتدمير قسم كبير من منازلهم، كما تم تدمير أحياء كاملة بالقنابل الفراغية التي كانت تلقيها الطائرات الحربية، وبقيت المنازل سنوات مقفلة وخاوية، وتراكمت الأوساخ وانتشرت الأوبئة في تلك المناطق.

وبعد خروج قوات النظام من مناطق عديدة من الريف الجنوبي لإدلب، والتي كانت تسيطر على محيط مدينة خان شيخون ومنطقة الحامدية ووادي الضيف وبسيدا ومعرحطاط ومناطق أخرى، عاد قسم كبير من العائلات إلى منازلها والتي كانت مدمّرة، وسكنت بين الركام وفي البيوت المهجورة والأماكن المظلمة دون استخدام المبيدات في رش وتنظيف تلك المنازل، رغم الانتشار الكبير للحشرات الضارة.

كانت الحشرة الأكثر فتكاً هي ذبابة الرمل والمتسببة بمرض الليشمانيا (حبة حلب)، وهي عبارة عن حشرة صغيرة ترى بالعين المجردة، وتعيش في الأماكن المظلمة والرطبة، وتنشط في فصل الصيف، وينتشر مرض الليشمانا في أماكن انتشار بعوضة الرمل، ولاسيما في المناطق المهجورة وأنقاض المباني ومناطق انتشار النفايات.

ومع ازدياد الإصابة بمرض الليشمانيا انتشرت الفرق الطبية الجوالة، والتي كانت تأخذ على عاتقها مكافحة هذه الآفة، ومحاولة السيطرة على أماكن انتشارها، وهذه الفرق مزودة بمخابر بسيطة، وتوزع الأدوية على المصابين، بالإضافة إلى نشر الوعي بين المدنيين في المناطق التي عادوا إليها مجدداً بعد تركها لسنوات.

وقال قائد إحدى الفرق الطبية الجوالة في ريف إدلب الجنوبي محمد الجوباسي لـ “ ”، إن مرض اللشمانيا (حبة حلب) انتشر بشكل كبير في المناطق المهجورة والتي كانت خالية من السكان، وعادوا إليها أصحابها بعد سنوات من هجرتها، ونقوم بحملات في مناطق مختلفة من ريف ادلب من أجل الحد من انتشار هذا المرض.

وأشار إلى أن هذا المرض ينتشر في المناطق المكشوفة من الجسم، ويبدأ على شكل عقيدات غير مؤلمة ومن ثم يتطور، وتأثيره غالباً على الأطفال ما دون سن الرابعة عشرة، ويمكن علاج هذا المرض، حيث يتم الحقن حول الآفة من أكثر من جهة حسب حجمها عدة مرات، ويستغرق علاجها بين ثلاثة إلى خمسة أسابيع، وتعتمد الحقنة على عمر المريض ووزنه.

وينصح المختصون بهذا المجال بتجنب النوم في الأماكن المكشوفة والمناطق التي تكثر فيها تلك البعوضة، والنوم تحت الناموسيات ورش المنازل بالمبيدات الحشرية الضرورية قبل السكن فيها.

أخبار سوريا ميكرو سيريا