سيارات بلا أرقام تملأ شوارع إدلب وجرائمها تبقى بلا متهمين

21 يناير، 2016

عبد الرزاق الصبيح:

انتشرت في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار، وبعد سيطرتهم على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في عام 2012، ظاهرة السيارات الغير مسجلة والتي لا تملك لوحات مرور معدنية، فتفشت الحوادث المرورية وحالات الخطف وجرائم القتل والسرقة من قبل مجرمين يستخدمون ذلك النوع من السيارات.

ودخلت آلاف السيارات الأوربية المستعملة سوريا منذ سيطرة الثوار على معبر باب الهوى، وكان بإمكان أي تاجر شراء أعداد كبيرة من السيارات المستعملة وإدخالها بشكل مباشر إلى سوريا بعد دفع رسوم الإدخال.

وكان الحصول على السيارة سابقاً حلم السوريين، حيث كانت تباع السيارات بثلاثة أضعاف ثمنها، ويمضي المواطن الشهور ثم الشهور في تسجيل السيارة لدى الحكومة، ويخضع لتعقيدات روتينية عند البيع والشراء.

وانتشرت مكاتب بيع السيارات في مناطق مختلفة من ريف إدلب، وخاصة المناطق الحدودية مع تركيا، وبإمكان أي شخص يملك ثمن السيارة الحصول عليها، وقيادتها حتى وإن لم يمتلك شهادة قيادة، فيتم الاكتفاء بعقد مؤقت غير رسمي بين صاحب مكتب السيارات والزبون.

ويستطيع الزبون بعد شراء السيارة الذهاب إلى أي محل تجاري لبيع لوحات مرور السيارات، ليختار الرقم الذي يحلو له والمحافظة التي يريد، لقاء مبلغ زهيد من المال، وإن أراد الزبون ألا يضع لوحة معدنية نهائياً فله الخيار، فلا يوجد في مناطق سيطرة الثوار قانون يجرّم من يقود سيارة من دون لوحة مرورية.

سهولة الحصول على سيارة وبيعها وشرائها وقيادتها بدون شهادة قيادة، وعدم وجود قيود للسيارات الأوربية، تسبب بمشاكل كبيرة في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، حيث انتشرت الحوادث دون معرفة المتسببين، وسجلت حالات اختطاف وجرائم قتل بعد استخدام المجرمين سيارات بدون لوحات، وكذلك سجلت عشرات حالات سرقة السيارات، دون معرفة الفاعل.

وعن الحلول التي يجب اتخاذها للحد من هذه الظاهرة، قال مالك أحد مكاتب السيارات على الحدود السورية التركية “عبد الرؤوف السلمو” وفي حديث لـ “ ”: “على الثوار وضع حد لقيادة السيارات من دون شهادات قيادة، وبالمقابل على الحكومة المؤقتة والائتلاف الوطني إنشاء مكتب خاص مؤقت لتسجيل السيارات الأوربية، ووضع أرشيف لكل سيارة من لحظة دخولها من الحدود، وأن تتولى كتائب الثوار وضع لوحات مرورية مؤقتة لكل سيارة”.

تبرز مشكلة السيارات من بين آلاف المشاكل في المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، بالإضافة إلى القتل والدمار اليومي والذي تتسبب به الطائرات الحربية الروسية وطائرات النظام، ويأمل السوريين في وضع حد لهذه المشكلة وحلها بالإضافة إلى حل شامل في سوريا.

أخبار سوريا ميكرو سيريا

21 يناير، 2016