سدّ الفرات.. ملاذ (داعش) الآمن ومصدر خطرٍ لمئات الآلاف في سوريا والعراق
24 يناير، 2016
سامر العاني:
ذكرت صحيفة أمريكية نقلاً عن تقارير استخباراتية أن تنظيم (داعش) يستخدم سدّ الفرات في مدينة الطبقة بمحافظة الرقة كمخبئ لأهم سجنائه ومستودعاً لسلاحه وملاذاً لقادته اعتقادا منه بأن التحالف الدولي لن يجرؤ على قصفه مخافة إحداث كارثة إنسانية.
وأوردت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن أرييل أهرام -وهو أستاذ مساعد في معهد فيرجينيا الفني ومختص بالسدود المائية-أن تدمير سد الفرات سيتسبب بكارثة إنسانية في سوريا والعراق إذ أن مياهه ستغمر الرقة ودير الزور وصولاً إلى أجزاء من العراق.
وكتبت الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين على دراية بعمليات التنظيم في سد طبقة، وينتابهم قلق بشأن استخدام التنظيم لسدّ الفرات مركزاً لعمليّاته وأن هناك تخوّف من بعض المحللين والمسؤولين الأمريكيين من أن تنظيم الدولة قد يعمد إلى تفجير السد إذا شعر بالخطر في تلك المنطقة.
وقال مدير عمليات الدفاع المدني في سوريا العميد المنشق عبيد رجب لـ “ ” إن سد الفرات الذي يقع في مدينة الطبقة على مسافة 40 كلم الى الغرب من مدينة الرقة يعتبر أكبر سد، في سوريا ويحتجز خلفه أكبر مستودع مائي، إذ يشكّل بحيرة يبلغ طولها 80 كيلو متراً ومتوسط عرضها 8 كيلو مترات.
وأضاف الرجب أن هذه البحيرة تشكل خطراً كبيرا إذا ما استهدف سد الفرات فستكون هناك صدمة مائيّة تجرف محافظة الرقة بالكامل خلال زمن يقدّر بـ 13 – 15 دقيقة بسبب سرعة المياه بينما ستتعرض دير الزور لخطر المياه الجارفة خلال 45 دقيقة على الأكثر وهذا يتطلب تدابير سلامة كبيرة.
وأكّد الرجب أن أهم مرحلة في تدابير السلامة تقع على عاتق الحكومة التركية في تخفيض ضخ المياه باتجاه سوريا مما يجبر القائمين على سد الفرات لفتح العينيّات مما يؤدّي لانخفاض منسوب المياه في البحيرة وبالتالي تقل قوة الصدمة المائية إلى حدّ كبير إذ أن الخطورة لا تكمن بنسبة غمر المياه بقدر ما تكمن بسرعة المياه التي ستجرف معها حتى المنازل والآليات وتتسبب بتهدّم كامل للمباني.
وذكر الرجب أنه كان هناك تخوّف كبير من استهداف النظام لجسم السد، لاسيما بعد تحرير الرقة بالكامل على أيدي الجيش الحر، واتخذنا تدابير للسلامة في محافظتي دير الزور والرقة بالتنسيق مع المجالس المدنية والعسكرية لتوعية الناس وكان العمل جار على تجهيز منظومة مراقبة وإنذار، وتمّ تأهيل مجموعة من الشباب للعمل كطوارئ دفاع مدني ومجموعات إنقاذ وإخلاء، قبل أن يسيطر (داعش) على محافظتي الرقة ودير الزور بالكامل.
وأشارت مصادر من محافظة الرقة إلى أن المعتقلين المهمّين بالنسبة للتنظيم يتم احتجازهم في سد الفرات، إذ يعتبرون أنه من العسير على أجهزة المخابرات الأجنبية معرفة هويات المعتقلين هناك.
وتحدث ناشطون من محافظة الرقّة نقلاً عن معتقلين أفرج عنهم من سدّ الفرات أن الأب باولو الذي اعتقله التنظيم يتاريخ 29/7/2013 من ضمن المعتقلين الموجودين حتى الآن في السد.