‘اللواء محمد الحاج علي لـ (كلنا شركاء): إذا فشل جنيف3 سيتطور الصراع دولياً’

25 يناير، 2016

إياس العمر:

ينتظر السوريون انعقاد مؤتمر جنيف3 خلال الأيام القليلة القادمة، إلا أن تجارب السوريين مع المؤتمرات ولّد لديهم حالة من الإحباط وعدم التفاؤل بنتائج أي مؤتمر، بل على العكس فبعد كل مؤتمر يزداد الوضع سوءً بالنسبة لهم.

وللحديث عما إذا كان مؤتمر جنيف3 سيكون مغايراً لما قبله من المؤتمرات، التقت “ ” مع اللواء محمد الحاج علي، أحد أبرز الضباط المنشقين عن جيش النظام، والذي قال إنه يتوقع أن يكون مؤتمر جنيف3 مختلف عما سبقه من المؤتمرات، بسبب أن هذا المؤتمر محمي بقرار مجلس الأمن والخارطة والتوقيتات التي اعتمدها القرار، وهذا من ناحية، ومن ناحية أخرى هناك تطورات ومتغيرات كبيرة حصلت على الأرض، وخاصة تمدد تنظيم “داعش” والفصائل التكفيرية، وازدياد نفوذها وخروجها عن السيطرة، والتواجد العسكري الروسي، وكذلك خطر الهجرة على أوروبا وغيرها من المشكلات الإقليمية والدولية.

وعن تقييمه لأداء المعارضة، أشار الحاج علي إلى أن أداء المعارضة كان أفضل من قبل، وأن مؤتمر الرياض كان محطة هامة في جمع معظم أطراف المعارضة السورية لأول مرة، وتم التوافق على الهيئة العليا للمفاوضات، ممثل فيها كل أطياف المعارضة ومدعومة من معظم الفصائل العسكرية على الأرض ومشاركة معها في التمثيل.

وأما الأسماء التي تم طرحها للمفاوضات، فقال الحاج علي إنها جيدة في مجملها، ولا يستطيع أن يقول الأفضل، لأن هناك حسابات تم مراعاتها في تشكيل وفد المعارضة، وهذا الوفد ليس مطلق الصلاحيات، فلديه مرجعيته التي هي الهيئة العليا للتفاوض، وهناك مستشارين ومساعدين لهم في اتخاذ القرارات.

وأضاف بأنه يعتقد أن هناك توافق أمريكي – روسي لحل القضية السورية في الخطوط العريضة، إلا أن هناك اختلافات كثيرة في التفاصيل، إضافة لعدم الثقة بين الدولتين حول بعض القضايا، وهناك اختلافات إقليمية ومصالح متضاربة في المنطقة، إضافة إلى اختلافات في تفسير قرار مجلس الأمن بين حكومة انتقالية وبين حكومة وحدة وطنية، كل ذلك قد يفسد العملية التفاوضية، بحسب ما أفاد الحاج علي.

وأكد أنه وبعد التواجد العسكري الروسي على الأرض السورية كدولة عظمى وعضو دائم في مجلس الأمن، أصبحت روسيا هي اللاعب الأبرز على الساحة السورية، في ظل الضعف المتزايد لقوات النظام وأعوانه من الميليشيات الموالية، وتشتت قوات المعارضة السورية على الأرض، فأصبحت روسيا اللاعب الأبرز في القضية السورية، فلا حل للقضية السورية دون موافقة روسيا، ودون التفاهم على بعض الملفات الخاصة بها مع الغرب (أمريكا – أوروبا)، مشيراً إلى أنه لابد لروسيا أن تحقق مصالحها معهم قبل أن تمرر الحل في سورية.

في حال عدم تحقيق أي نتائج خلال مؤتمر جنيف3 قال الحاج علي إن حالة الصراع ستستمر، وقد تتمدد وتتطور إقليمياً ودولياً، بحسب المتغيرات التي يمكن أن تتفاعل على الأرض، وسيعقد الوضع أكثر في حال عدم استقرار الوضع في العراق الذي سينعكس ذلك على كامل المنطقة، وقد تتعقد كثيراً لتصل إلى مرحلة التقسيم الطائفي والقومي، وقد تحصل حروب طاحنة قد تنسف الاستقرار الدولي.

أخبار سوريا ميكرو سيريا