‘سوريون يردّون على بيان الخارجية الأمريكية: واشنطن تمارس الخداع’

27 يناير، 2016

مبنى وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن

  • المصدر | عبد الوهاب عاصي

أثار البيان الصادر عن الخارجية الأمريكية، امتعاضاً شديد اللهجة بين أوساط السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي؛ ففي بيان وصف بالتوضيحي نفى المبعوث الخاص لسوريا “مايكل راتني” ما تم تداوله بشأن اجتماع وزير خارجية بلاده جون كيري مع قادة الهيئة العليا للمفاوضات. إلا أن صفحات السوريين بالعموم اعتبرت هذا التوضيح بأنه محاولة للتخفيف من وطأة ما قاله “كيري” لممثلي المعارضة السورية في الرياض، والذي تضمن ضغوطاً وإملاءات بالتنازل إلى أقصى حد من المطالب لصالح مطالب روسيا تمهيداً للقاء وفد النظام السوري في جنيف.

حيث لفت المعارض السوري “ماهر سلمان العيسى” في منشور له أن بيان “مايكل راتني” يمرر نصيحة قديمة تتجدد دائماً على لسان مسؤولي الإدارة الأمريكية عبر التطرق إليها مرتين، الأولى “انتهزوا هذه الفرصة لوضع نوايا النظام تحت الاختبار واكشفوا أمام الرأي العام العالمي من هي الأطراف الجادة في التوصل إلى حل سياسي في سوريا ومن هي ليست كذلك”، وأما الثاني من خلال قوله “نؤكد على أنه في حالة تسبب النظام بإفشال عملية التفاوض فإن المعارضة السورية ستحظى بدعمنا المستمر وأي قول خلاف ذلك لا أساس له من الصحة. لكن يجب أن تبدأ تلك المفاوضات بحسن نية حتى يعلم العالم بوضوح من هو المسؤول عن نجاح أو فشل هذه المفاوضات”. ويعلق “العيسى” على ذلك بقوله “في جنيف2 كان هناك تقرير رسمي من الإبراهيمي إلى مجلس الأمن حدد بشكل واضح من هو الطرف الذي نسف التفاوض آنذاك، وكان هناك قرار من مجلس الأمن أيضاً”، وبناءً عليه تساءل عن الذي فعلته واشنطن في ذلك الحين، وعما فعله الرأي العام العالمي الذي يشير المبعوث الأمريكي إلى مخاطبته، وتساءل أيضاً عما إن كان كشف نظام عارٍ ومفضوح، هو هدف بذاته يمكن أن يفيد السوريين بشيء؟”.

ويأمل الصحفي والإعلامي السوري “محمد منصور” ألّا تفسر الهيئة العليا للمفاوضات بيان الخارجية الأمريكية بحسن نية، وألا يخيل لها أي تأويل مخالف لما ذكره “جون كيري”، مشدداً على أن البيان ينكر بطريقة أو بأخرى تهديدات “كيري” لوفد المفاوضات، كما شكك من موقف واشنطن من خلال ما تضمنه الموقف رقم (1) من البيان، لا سيما بذكر عبارة أن “الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد، أن وفد الهيئة العليا ينبغي أن يكون هو وفد المعارضة الموكل بالتفاوض في جنيف”، محذراً المعارضة من الوقوع بما أسماه “الطعم للقبول بالذهاب إلى المفاوضات مع مسح تهديدات كيري”. كما قال منصور إن “البيان لا يتحدث عن تنفيذ أي من شروط بناء الثقة التي طلبتها المعارضة، كوقف القصف الجوي على المدنيين، وفك الحصار والسماح بإدخال المساعدات الغذائية”.

وقال “زهير سالم” مدير مركز الشرق العربي للدراسات، على صفحته “فيس بوك” إن ” كتابات مايكل راتني على صفحة السفارة الأمريكية في سورية نوع من إعطاء الذريعة لعملاء القرار الأمريكي في صفوف المعارضة ليجادلوا فيما فضحت فيه واشنطن”. كما تهكم من مضامين البيان باستخدام عبارات التخمين والظن في وجهة النظر الأمريكية من قبل “نحن نعتقد”، بالإضافة إلى محاولة تفسير واشنطن قول كيري بإرادة بلاده تشكيل “حكومة وحدة وطنية”، بأنه ضمن مفاهيم خاصة تختلف عن مفهوم النظام السوري”.

من جانبه، قال الأمين العام لحزب التضامن الدكتور “عماد الدين الخطيب” في سؤال شبكة “المصدر” له عن تعليقه على بيان الخارجية الأمريكية “أعتقد أن البيان الأمريكي هو غطاء لهيئة المفاوضات العليا كي تذهب إلى مباحثات جنيف رغم قناعة الجميع أن تلك المفاوضات لن تأتي بجديد مثل جنيف2، بل المزيد من المهل للنظام والروس بإعادة بسط سيطرة النظام على الأرض، لا سيما أن القرار 2254 غير ملزم لأي طرف، خاصة أن وجهة النظام العسكرية وبغطاء روسي هي حلب وإدلب”.

The post سوريون يردّون على بيان الخارجية الأمريكية: واشنطن تمارس الخداع appeared first on المصدر.

المصدر : الإتحاد برس