معارك داعش والنظام تشعل فتيل فتنة أبناء العمومة في الموحسن
8 فبراير، 2016
دير الزور – نصر القاسم:
أرخت المعارك التي يخوضها تنظيم “داعش” ضد قوات النظام في مدينة دير الزور، بظلالها على العلاقات الاجتماعية في مدينة الموحسن، حيث بقاتل قسمٌ من أبناء المدينة في صفوف النظام، في حين يقاتل أقرباؤهم في صفوف التنظيم.
وتشهد الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في مدينة دير الزور منذ حوالي الشهر معارك عنيفة ضد تنظيم “داعش” الذي يحاول التوغل في مناطق النظام داخل المدينة.
ولصدّ هذه الهجمة، زجّ النظام بالآلاف من عناصر الميليشيات الموالية له في الخطوط الأمامية، ومعظم عناصر هذه الميليشيات هم من أبناء عشيرة الشعيطات الناقمين على التنظيم الذي ارتكب مجازر بحق أبنائهم في آب/أغسطس من العام 2014 الماضي، فكان التحاق الشعيطات بصفوف ميلشيات النظام بهدف الانتقام.
بينما انتسب المئات أيضاً إلى صفوف النظام من أبناء مدينة الموحسن في ريف دير الزور الشرقي، والتي يعرفها الكثير باسم (موسكو الصغرى)، وأثار زجّ أبناء المدينة في القتال ضد التنظيم في حي البغيلية مؤخراً غضب التنظيم، وقام أبناء العمومة ممن بايعوا التنظيم في الموحسن بالاستيلاء على منازل أولاد عمومتهم واعتقال العشرات من إخوانهم وأقربائهم، لتشتعل نيران الفتنة في المدينة، وأصبح في كل منزل من منازل الموحسن شباب يقاتلون مع النظام وآخرون مع التنظيم، وبعضهم كان في صفوف الجيش الحر.
“أم فراس” نزحت مؤخراً إلى مدينة الحسكة من مدينة الموحسن، قالت لـ “ ” إن التنظيم قام بالاستيلاء على منزل زوجها بتهمة أن أبناءها يقاتلون في صفوف النظام، وكتب على منزلها (ملك الدولة الإسلامية).
وقال أحد أبناء المدينة أيضاً، ويدعى أبو ميزر، إن التنظيم استولى أيضاً على منزله في منطقة (اللابد) في الموحسن بتهمة تواجد ابنه في صفوف ميليشيا “الدفاع الوطني”، وكُتب على منزله أيضاً (ملك الدولة الإسلامية)، ومُنع أقرباؤه من إخراج مفروشات المنزل، بينما قام التنظيم باعتقال عدد من شباب المدينة، بتهم متعددة أغلبها انتماء إخوانهم إلى صفوف مليشيات النظام، والقتال ضد التنظيم.
وعُرف من المعتقلين جمعة اليوسف ومحمد الخلف، وقالت منتهى ابنة الموحسن لـ “ ” إن التنظيم اعتقل إخوتها الثلاثة وهم محمد وياسر وغازي، وأبناء خالها صفوان وأيمن، وبعض من شباب المدينة.
أم مروان أكدت بدورها لـ “ ” أن التنظيم أعدم ابنها الذي لم يبلغ التاسعة عشر من العمر، وذلك بعد اعتقاله من قبل أمنيي التنظيم لمدة أسبوع كامل، وذكرت أنها قابلت أمير الشرطة الإسلامية التابعة للتنظيم، وهو ليبي الجنسية، وقال لها أن ولدها لم يثبت بحقه أي تهمة وسيخرج قريباً، ولكن من كان وراء مقتل ابنها هم أبناء عمومته من الحاقدين على زوجها، والسبب الرئيس هو عدم تمكين أقرباء زوجها من الاستيلاء على منزلهم في القرية، كون عائلتها هم الآن في أرياف القامشلي.
وأفاد أيضاً يوسف الدهش، بأن التنظيم بدأ بالتشديد على سفر الشباب من مدينته الموحسن، إلى مدينة الحسكة وذلك من خلال حواجزه الممتدة، وبالتدقيق حصراً على كل هوية شخصية من أبناء الموحسن، وفي أغلب الأحيان يتم اعتقال أبناء الموحسن.
وبحسب اغلب الشهادات فإن كل ما يجري في الموحسن لا يندرج في خانة قتال النظام أو التنظيم، وإنما أحقاد شخصية وتسوية حسابات قديمة بين أبناء العمومة.