‘مدير مؤسسة الحبوب في الحكومة المؤقتة لـ (كلنا شركاء): النظام يشتري القمح من مناطق سيطرة (داعش)’
9 فبراير، 2016
سامر العاني:
نقل تنظيم “داعش” الإثنين الثامن من شباط/فبراير كميات كبيرة من القمح من محافظتي الرقة والحسكة باتجاه العراق عن طريق دير الزور، وذلك بشاحنات تابعة للتنظيم.
وأكّدت مصادر ميدانية لـ “ ” أن هذه الشاحنات وصلت إلى محافظة دير الزور برفقة قوّة من عناصر التنظيم عن طريق الريف الغربي للمدينة عصر الإثنين مكملة طريقها إلى العراق دون أن تتوقف في أي منطقة بدير الزور.
وقال مدير مؤسسة الحبوب في الحكومة المؤقتة المهندس حسّان المحمد في تصريح خاص لـ “ ” إنه ومن خلال متابعة حركة القمح بالداخل السوري، فإن “داعش” لا يتحكم بسوق القمح وإنّما يتحكّم به العرض والطلب، وهو ما يحدد اتجاه القمح، وقد رصدت مراكزنا بالداخل السوري أن القمح حالياً يتم شحنه التجاري باتجاه مناطق منبج والباب ومناطق أخرى في الشمال السوري، وهنا أعني السوق الحرّة، حيث لا يستطيع “داعش” السيطرة عليه أو التحكم به.
وأضاف المحمّد أن كميّات القمح التي ينقلها “داعش” إلى العراق لا يمكن أن تكون تجارة مع العراق، وذلك بسبب الطلب الهائل على القمح في الشمال السوري، وعلى الأرجح أن يكون القمح المنقول إلى العراق هو القمح المملوك أصلاً لـ “داعش” من خلال المخازن والصوامع التي سيطرت عليها في الرقة والحسكة، فهي تحاول نقله إلى أبعد منطقة عن معاركها، وإن تقدّم قوّات الـ PYD وقوّات النظام في مناطق سيطرتها هو ما دفعها لهذا الأمر.
وذكر المحمد أن كل التنظيمات أو الدول في حالات الحروب والنزاعات السياسيّة تسعى للحافظ على أكبر كميّة مخزون استراتيجي من القمح، بحيث يؤمّن لها السيادة الاقتصادية تخوّفاً من أي حصار يفرض عليها، وبالتالي يضمنوا الأمن الغذائي، مما يعطيهم القدرة على ألا يخضعوا لأي تنازلات سياسية من خلال سلاح الأمن الغذائي والمتمثل بمناطقنا برغيف الخبز.
وأكّد المحمد أن النظام السوري يشتري القمح من مناطق سيطرة التنظيم وبالتنسيق معه عن طريق سماسرة وتجّار، حيث أن التنظيم يأخذ نسبة 25 في المئة من الكميّة التي يشتريها النظام، مقابل السماح للشاحنات بالخروج إلى مناطق النظام، وهذه الاتفاقيّة يتم العمل عليها منذ عام 2014.
وتعتبر محافظات دير الزور والرقة والحسكة سلّة سوريا من مادة القمح، حيث وصل إنتاج المحافظات الثلاثة إلى 2.4 مليون طن بحسب إحصائيات عام 2010، وانخفض الإنتاج إلى مليون طن في عام 2015، في حين أن الفرد الواحد في سوريا يحتاج إلى 300 غرام من القمح في اليوم الواحد بحسب تقارير منظمة الزراعة والأغذية العالمية (فاو).