‘هجمة سعودية مرتدة ضد طرد اللبنانيين: لا تتركوا لبنان لقمة سائبة لإيران’
10 فبراير، 2016
هذان المقالان قابلهما في الأسبوع الماضي أكثر من رد إعلامي أولهما من كاتب لبناني فلسطيني الأصل هو جهاد الخازن لخّص للسعودية أنّ لبنان الوطن لا يمكنه الخروج عن محورها وعليها أن تحافظ على دورها كمظلة عربية له.
وثانيهما من نديم قطيش الإعلامي اللبناني المقيم في الإمارات والذي يمثل محور “المستقبل” المنتقد بشدة للمحور الإيراني في المنطقة. قطيش في مقالته الأخيرة بجريدة “الشرق الأوسط” بعنوان: “لبنان المحتل يقاتل وحيداً” دعا المملكة العربية السعودية للعودة إلى لبنان وعدم تسليمه ورقة رابحة يسيطر الطموح الإيراني التمددي.
ما بدأ لبنانياً، اكتملت صورته من ضمن الحاضنة السعودية الإعلامية نفسها عبر مقالين شددا على ما دعا إليه نديم قطيش بأنّه على المملكة أن تعود إلى لبنان، وهذا ما صرّح به الصحافي السعودي أحمد عدنان، في مقال له نشرته جريدة “العرب” منذ يومين تحت عنوان “ترامب الذيابي ولبنان” إذ انتقد بأسلوب لاذع ما قاله الذيابي في مقاله الداعي لطرد اللبنانيين واصفاً اياه بأنه “ترامب العرب” لما يحمله المقال من مضمون ترامبي، وحملة عنصرية.
وفي تدعيم هذا الموقف المضاد لجأ الصحافي السعودي لمقال سابق للذيابي نفسه يدافع به عن اللبنانيين في السعودية والخليج موضحاً أنّ “اللبنانيين لم يحضروا إلى هذه المنطقة كناشطين سياسيين أو كعبيد، وإنّما جاؤوا لأداء عمل يحترفونه ولا منّة لأحدٍ عليهم”.
إقرأ أيضاً: لبنان والسعودية: جهاد الخازن ونديم قطيش يردّان على الشريان والذيابي
وأكد عدنان لمن يتبنوا هذه الدعوة وقوعهم في مغالطات أهمها أنّ اللبنانيين يؤيدون المملكة، مستشهداً بكل من الرئيس سعد الحريري والرئيسين تمام سلام وفؤاد السنيورة إضافة إلى الوزيرين نهاد المشنوق وأشرف ريفي ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، مشيراً إلى دفاعهم عن السعودية بعد كل خطاب شاذ من حسن نصر الله.
وتساءل الصحافي عن السعودية أنّه إن لم يكن لبنان مهماً سياسياً فما سبب التسابق عليه من كل من أوروبا وإيران وإسرائيل وغيرها، موصفاً انسحاب السعودية منه بالهدية المجانية للخصوم.
ووجه عدنان عتباً على المملكة التي تركت حلفائها “14 آذار” بلا سند، متمسكاً بالإنتصار السعودي في لبنان&8230;
ما طرحه أحمد عدنان تلقفه في مقاله الكاتب السعودي بجريدة “الحياة” نواف عبيد، إذ اعتبر في مقال نشره الثلاثاء بعنوان “الدولة في لبنان تنهار.. والحلّ في أيدي العرب”، أنّ سياسة المملكة الحالية نحو لبنان “فشلت إذ استفادت إيران من الغياب السعودي”، وأضاف أنّ الحل هو في “سياسة جديدة ترتكز إلى المكون السني بأكمله وليس إلى شخصية سنية سياسية”.
وتساءل نواف: “أين أصبحت العلاقات التاريخية بين المملكة والعائلات السنية البارزة وفي مقدمتها عائلة آل الصلح وآل سلام وآل الحص، وصولاً إلى آل الحريري، ودعا المملكة للحفاظ على العلاقة المميزة مع الحريرية السياسية ومع مسيحيي لبنان ومع العائلات الشيعية التي لها وزنها وثقلها وقوتها والتي تم تهميشها واخراجها من المشهد اللبناني بسبب رفضهم لمشروع فارس الطائفي وإيمانهم بالعروبة.
كما انتقد الدعوة لطرد اللبنانيين والتخلي عن لبنان.
هذه الأقلام السعودية التي انطلقت من قاعدة لبنانية، تنظر إلى لبنان على أنّه جزء من الخليج ومحوره وكونه على مساحته الصغيرة غنيمة ينتظر المحور الإيراني السيطرة عليها وعلى المملكة السعودية إفشال هذا المخطط بعودتها إلى لبنان سياسةً ومالاً وسلطةً.
المصدر: جنوبية