النظام يعلن مبدأ الحماية الذاتية في دير الزور ويجند القاصرين للدفاع عنه

13 فبراير، 2016

دير الزور – نصر القاسم:

بات كل من يزور أحياء القصور والجورة الواقعين تحت سيطرة النظام في مدينة دير الزور يلاحظ اختفاءً شبه كلي للشباب والرجال، وليصل الحال إلى اختفاء الاطفال القصر في هذه الأحياء التي تشهد في محيطها معارك هي الأعنف منذ حوالي عام ونصف مع تنظيم “داعش”.

اختفاء الشباب من هذه الأحياء جاء نتيجة لإعلان قائد الحملة العسكرية اللواء محمد خضور عن تشكيل ميليشيا “الحماية الذاتية” في دير الزور، ليتلاعب على القانون ويجند الجميع، ويمنح القوة الأمنية الحق باعتقال أي شاب من سن الخامسة عشر إلى سن الستين بذريعة تجنيدهم في “الحماية الذاتية”، وليس في التجنيد الاجباري أو الاحتياط.

وبحسب السيدة أماني التي تكنى بـ (أم احمد) أكدت لـ “ ” أنها حضرت اقتحام قوات الأمن والشرطة العسكرية يوم الخميس الماضي إلى مبنى مديرية التربية بدير الزور، واعتقال أي رجل تمت مشاهدته داخل المبنى، مضيفةً أنها علمت لاحقاً أن الجميع تم سوقهم إلى معسكر الطلائع واللواء 137 ليخضعوا لدورة عسكرية مدتها عشرة ايام قبل زجّهم إلى نقاط الاشتباك مع عناصر التنظيم.

وذكرت السيدة أم أحمد أن زوجها لا يستطيع الخروج من المنزل خوفا من اعتقاله، في حين قالت السيدة هناء “أم محمود” إنها لم تشاهد أي رجل في أحياء القصور أو الجورة إلا وهو يرتدي اللباس العسكري.

ويرى بعض سكان هذه الأحياء أن سبب هذه الاعتقالات الموسعة ليس دفاعاً عن مناطق النظام ووجوده في دير الزور فحسب، وإنما كنات هذه الأساليب وسيلة جديدة لابتزاز الأهالي والحصول على مبالغ مالية كبيرة منهم، تصل في بعض الأحيان إلى 400 ألف ليرة (حوالي ألف دولار) من أجل الإفراج عن شاب تم سحبه إلى معسكر الطلائع أو اللواء 137.

وقال الشاب محمد العبد إن النظام اعتقل ابن خاله الذي لم يبلغ من العمر الخمسة عشر عاماً، وعند مراجعة أهل الطفل لفرع الامن وبعد الوصول إلى سمسار (وسيط) للأمن العسكري، أخبرهم أن ليهم دفع مبلغ 300 ألف ليرة من أجل الإفراج عن ولدهم، وإلا سيوضع خلال ثلاثة أيام على جبهات القتال مع التنظيم وقد لا يروه مجددا، بحسب الوسيط.

وأضاف الشاب العبد أنه بالرغم من تقديم المبلغ المطلوب منذ حوالي أسبوع لم يفرج عن ولدهم ولاتزال الوعود والتسويفات هي الجواب الوحيد، الذي لا يجد فيه الاهل اي شفاء حقيقي لهم.

هذا الحال ليس بشخصي بل أصبحت الاعتقال هي تجارة رابحة لضباط النظام وباب رزق جديد قد لا يغلق بالمستقبل القريب، لتكون الحماية الذاتية كارثة جديدة تضاف الى الحصار وقصف المدنيين وافتقار الأسواق للغذاء والدواء وانقطاع الكهرباء والماء، وبعبارة إحدى المدنيات “لم نعد بحاجة إلى حماية ذاتية أو عربية أو دولية، نريد موتاً سريعاً ينهي تلك المهزلة التي نعيشها”.

أخبار سوريا ميكرو سيريا