أين يقف النظام المصري من قضايا العرب؟

15 فبراير، 2016

نتفق في الهدف، لكننا نختلف في الوسيلة. هكذا سوقت الخارجية المصرية رؤيتها لاعتزام الرياض التدخل بريا في سوريا، مفضلة أن تزيح بشار الأسد حلول سلمية لا خطط عسكرية قالت مصر إنها لم تؤد لنتيجة تذكر طيلة السنوات الأخيرة.
رؤية القاهرة بدت في نظر مراقبين على مسافة واضحة من مواقف سابقة تزامنت مع وعود بدعم مالي سخي لنظام مصري، بات في نظر منتقديه أقرب لمن يدفع أكثر، موفرا له بالنتيجة فرصة البقاء والاستمرار في زمن العواصف العربية العاتية.
حلقة (14/2/2016) من برنامج “الواقع العربي” سلطت الضوء على مواقف القاهرة من القضايا العربية في ضوء إعلان خارجيتها تفضيل الحلول السياسية على التدخل البري في التعامل مع الأزمة السورية.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي أشار بداية إلى أن الوطن العربي يعيش ظروفا أمنية صعبة ومعقدة، وهناك مشاريع إقليمية عدة من إسرائيل وإيران وتركيا، بينما لا يوجد مشروع يُوحّد العرب، والسعودية تقود الموقف العربي في عدة مواقف.
وأضاف أن الموقف المصري يجب أن يكون واضحا، ويجب على مصر أن “تلعب دورا مؤثرا كما كانت من قبل، لأن الدور المصري لو كان موجودا لما استباحت إيران عواصم عربية عدة، ولما كنا بحاجة لتركيا لتلعب دورا في سوريا، ولما كنا في هذا التيه والضعف العربي الحالي”.
وقال الشايجي إن حديث وزير خارجية مصر سامح شكري عن الحل السياسي في سوريا لم يعد يُجدي بعد خمس سنوات من الحرب ومقتل نحو نصف مليون سوري، “وهو جزء من التسويف وعدم تحمل المسؤولية”.
بينما وصف أستاذ الدراسات الأمنية والعلوم السياسية في جامعة إكستر البريطانية عمر عاشور مواقف مصر بـ”المتسقة”، فالنظام المصري الحالي يُحاول إنقاذ أنظمة ما قبل 2011 في المنطقة، وهو ما يُفسر ترحيبه بالتدخل الروسي في سوريا، في مقابل عدم الترحيب بالتدخل السعودي-التركي.
وأضاف عاشور أن القاهرة تُقدم الدعم لمحاولة إعادة إنتاج النظام الليبي الذي انهار في الثورة، أما نظرة القاهرة تجاه اليمن فإن “القلب والعقل يتضاربان، فالقلب يدعم نظام علي صالح وبقاياه، بينما العقل بحاجة للتوافق مع السعودية طلبا لدعم اقتصادي”.

تباين السياسات
وقال الشايجي إن هناك تباينا بين القاهرة والرياض، فالرؤية السعودية الآن أكثر جراءة وتدخلا وحزما، في اليمن وسوريا وبتشكيل التحالف العسكري الإسلامي، بينما يبقى الموقف المصري مترددا.
ويرى عاشور أن النظام المصري الحالي يختلف عن نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك في كونه أقل كفاءة على المستوى الاقتصادي وأكثر شراسة في مواجهة المعارضة، وهذا ما يسبب أزمات لداعميه في الخارج، فعدم التحسن الاقتصادي يعني تقديم المزيد من الدعم، كما أن عدم حل المشاكل الداخلية يؤدي لزيادتها بما يحمل الداعمين مشاكل أكثر.
وهنا قال الشايجي إن مصر يجب أن تفكر بشكل استراتيجي ليس آنيا، لأن هناك تهديدا كبيرا للأمن القومي العربي بما فيه الأمن القومي المصري.

الجزيرة

المركز الصحفي السوري