واشنطن تستبعد بقاء سوريا موحدة اذا تواصل القتال لفترة أطول

23 فبراير، 2016

استبعدت واشنطن الثلاثاء بقاء سوريا موحدة اذا طال امد الحرب فيها. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه ربما يكون من الصعب إبقاء ها موحدة إذا استغرق إنهاء القتال فترة أطول.

واضاف الثلاثاء أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في جلسة بشأن طلب الميزانية السنوية للوزارة “ربما يفوت الأوان لإبقاء سوريا موحدة إذا انتظرنا فترة أطول.”

ورأى انه حتى إذا سيطرت القوات السورية المدعومة من روسيا على مدينة حلب فمن الصعب الاحتفاظ بأراض في سوريا.

وقال إن الولايات المتحدة ستعلم في غضون أيام ما إذا كان الوقف المقترح للاقتتال في سوريا اعتبارا من يوم السبت سيتماسك وأنه إذا لم تتكشف عملية انتقال سياسي في سوريا فهناك خيارات لخطة بديلة.

وقال للمشرعين “البرهان سيظهر في الأفعال التي ستحدث في الأيام القادمة.”

وأضاف “سنعلم خلال شهر أو اثنين ما إذا كانت عملية الانتقال هذه جادة. سيتعين على الرئيس السوري بشار الأسد اتخاذ بعض القرارات الحقيقية بشأن تشكيل عملية حكم انتقالي حقيقية. إذا لم يحدث هذا فهناك بالتأكيد خيارات لخطة بديلة قيد الدراسة” في إشارة إلى خطط طوارئ غير محددة يعتقد أنها تشمل العمل العسكري.

وأكد ايضا أنه لا يمكن إنهاء الحرب الأهلية السورية ما دام الأسد في السلطة.

قلق بريطاني

من جهتها أبدت بريطانيا الثلاثاء قلقها من أن هناك أدلة على وجود تنسيق بين القوات الكردية السورية وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد وسلاح الجو الروسي.

وقال فيليب هاموند وزير الخارجية للبرلمان البريطاني “ما شهدناه خلال الأسابيع الأخيرة هو أدلة مقلقة للغاية على التنسيق بين القوات الكردية السورية والنظام السوري وسلاح الجو الروسي وهو ما يجعلنا لا نشعر بارتياح واضح من دور الأكراد في كل هذا.”

ويحقق الأكراد المدعومين من التحالف الدولي تقدما ميدانيا في معارك يخوضونها ضد تنظيم الدولة الاسلامية، بينما تحذر تركيا من أنها لن تسمح لهم بإقامة كيان كردي على تخومها.

وقال مسؤول من وحدات حماية الشعب الكردية القوية إن الوحدات التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية ومقاتلي معارضة قرب حلب “تدرس بجدية” الخطة الأميركية الروسية لتحدد إن كانت ستشارك فيها.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه لأنه ليس متحدثا رسميا باسم الوحدات إنه لم يتخذ أي قرار حتى الآن.

وقال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموشمن جهته إن بلاده ترحب بخطط وقف القتال في سوريا لكنها ليست متفائلة بأن تتمخض المحادثات بشأن الانتقال السياسي عن نتيجة إيجابية.

وأضاف أن أنقرة لديها تحفظات تتعلق بالتحركات التي يمكن أن تقوم بها القوات الروسية ضد المعارضة السورية المعتدلة والمدنيين.

قطع طريق امدادات لقوات الاسد

أفادت تقارير الثلاثاء بأن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أحكموا قبضتهم على ممر إمدادات للحكومة السورية يؤدي إلى حلب الثلاثاء، فيما كافح الجيش لاستعادة السيطرة على الطريق المهم في حملته لاستعادة السيطرة على المدينة.

وبينما قبلت دمشق خطة أميركية روسية “لوقف الأعمال القتالية” بين الحكومة وجماعات معارضة من المقرر أن يبدأ سريانها يوم السبت أفادت تقارير بأن ضربات جوية روسية استهدفت أحد آخر الطرق المؤدية إلى مناطق يسيطر عليها مقاتلون معارضون في حلب.

والخطة التي أعلنتها الولايات المتحدة وروسيا الاثنين هي نتيجة مساع دبلوماسية مكثفة لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات، لكن مقاتلين يقولون إن استبعاد تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة سيعطي الحكومة حجة لمواصلة مهاجمتهما لأن مقاتليهما منتشرون على نطاق واسع في المناطق التي تسيطر عليها جماعات المعارضة.

وقالت الحكومة السورية التي تدعمها روسيا إنها ستنسق مع موسكو لتحديد الجماعات والمناطق التي سيشملها ما وصفته بوقف الجماعات القتالية. وحذرت دمشق من أن استمرار الدعم الأجنبي لجماعات معارضة سيفسد الاتفاق.

وغيّر التدخل الروسي الموازين لصالح الرئيس السوري بشار الأسد في معركة قسمت سوريا وقلصت إلى حد بعيد سيطرته لتقتصر على المدن الكبيرة في الغرب والساحل.

وتحظى دمشق بدعم قوات برية من بينها جماعة حزب الله اللبنانية والحرس الثوري الإيراني وتحقق مكاسب كبيرة بما في ذلك قرب مدينة حلب التي تنقسم السيطرة عليها بين الحكومة وجماعات معارضة.

واستهدف هجوم الدولة الإسلامية طريقا صحراويا اضطرت الحكومة لاستخدامه للوصول لحلب لأن مقاتلي معارضة لا يزالون يسيطرون على الطريق السريع الرئيسي إلى الغرب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الطريق لا يزال مقطوعا لليوم الثاني. وقال مصدر عسكري إن عمليات الجيش مستمرة للتصدي للهجوم.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن الاشتباكات مستمرة واستعاد النظام أربعة من سبعة مواقع خسرها، مضيفا أن الطريق لا يزال مقطوعا. وذكر المرصد في وقت لاحق أن تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على قرية خناصر.

وكثف التنظيم هجماته على أهداف للحكومة في الأيام الأخيرة. وشن الأحد بعضا من أعنف هجماته الانتحارية في الحرب فقتل نحو 150 شخصا في مناطق تسيطر عليها الحكومة في ريف دمشق وحمص.

وأفاد بيان أميركي روسي أن البلدين ودولا أخرى ستعمل معا لتطهير الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم وجبهة النصرة وغيرهما من الجماعات المتشددة التي استُبعدت من الاتفاق.

وفي جنيف قال المتحدث باسم الأمم المتحدة أحمد فوزي “هذا وقف للأعمال القتالية نأمل أن يطبق سريعا ويوفر متنفسا لاستئناف المحادثات بين السوريين.”

ذرائع لنسف الهدنة

لكن دمشق شددت على أهمية إغلاق الحدود ووقف الدعم الأجنبي للجماعات المسلحة “ومنع هذه التنظيمات من تعزيز قدراتها أو تغيير مواقعها وذلك تفاديا لما قد يؤدي لتقويض هذا الاتفاق”.

وأضافت الحكومة في بيان “كما تتمسك الحكومة السورية بحق قواتها المسلحة بالرد على أي خرق تقوم به هذه المجموعات ضد المواطنين السوريين أو ضد قواتها المسلحة.”

وقالت الهيئة العليا للتفاوض الممثلة لجماعات المعارضة الرئيسية والمدعومة من السعودية في وقت متأخر الاثنين إنها وافقت على المساعي الدولية لكنها قالت إن قبول هدنة مشروط بإنهاء الحصار المفروض على مناطق يسيطر عليها مقاتلو معارضة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والإفراج عن معتقلين ووقف الضربات الجوية ضد المدنيين.

وقالت الهيئة أيضا إنها لا تتوقع أن يوقف الأسد أو روسيا أو إيران الأعمال القتالية، فيما يبدو أن دمشق قد تتخذ من هجمات تنظيم الدولة الاسلامية ذريعة لتقويض اتفاق وقف اطلاق النار.

ويصنف النظام السوري كل فصائل المعارضة ارهابية شأنها في ذلك شأن تنظيم الدولة الاسلامية وجبهة النصرة.

ميدل ايست اونلاين

المركز الصحفي السوري