‘جهود مكثفة قبل دخول الهدنة في سوريا حيز التنفيذ: غدا يوم حاسم’

25 فبراير، 2016

(أ ف ب): تتواصل الجهود في كل الاتجاهات من أجل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الروسي الأميركي في سوريا، اعتباراً من السبت، فيما يناقش مجلس الأمن الجمعة مشروع قرار لدعم الاتفاق.

وقال موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا إن “يوم غد (الجمعة) سيكون يوما في غاية الأهمية، بل حاسماً”.

وسيعقد “فريق عمل لوقف إطلاق النار”، يضم ممثلين عن الدول الـ17 المشاركة في “المجموعة الدولية لدعم سوريا”، بقيادة واشنطن وموسكو، اجتماعاً بعد ظهر الجمعة، للبحث في تدابير وقف اطلاق النار.

وبعد ذلك يعقد دي ميستورا اجتماعاً عبر الفيديو مع مجلس الأمن الدولي، يقرر بعده إن كانت الظروف متوافرة لاستئناف مفاوضات جنيف بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريتين الهادفة الى إيجاد تسوية سياسية للنزاع، وذلك بعد تعثرها في كانون الثاني/يناير.

وأفاد دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن مشاورات تجري حالياً بين أعضاء مجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار يكرس الاتفاق الذي توصلت إليه واشنطن وموسكو لإرساء وقف لإطلاق النار في سوريا، اعتباراً من منتصف ليل الجمعة السبت، وهم ياملون في إقراره الجمعة.

والتزم نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة والقوات الكردية باحترام الهدنة في سوريا، ولو أن شكوكاً لا تزال تحيط بتنفيذها.

ويطرح استثناء تنظيم “الدولة الإسلامية” و”جبهة النصرة” من اتفاق وقف النار تساؤلات جمة حول سبل وضع الاتفاق موضع التنفيذ، في ظل سيطرة التنظيم على مناطق واسعة في البلاد، وتواجد “الجبهة” في محافظات عدة، غالباً في تحالفات مع فصائل مقاتلة معظمها إسلامية.

ولم تعد الفصائل المقاتلة المعارضة للنظام تسيطر سوى على جزء ضئيل من الأراضي السورية، ولا سيما في محافظات دمشق ودرعا (جنوب) وحمص وحماه (وسط).

وضع ميداني معقد 

ويعني الاستثناء الذي ينص عليه الاتفاق أن مواقع التنظيمين الجهاديين ستظل عرضة لعمليات النظام وضربات حليفه الروسي وغارات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وما يزيد من التعقيد دعوة أنقرة إلى استثناء “حزب الاتحاد الديموقراطي”، أبرز حزب كردي سوري، و”وحدات حماية الشعب”، ذراعه المسلحة، من الهدنة، لتصنيفهما على أنهما “من المنظمات الارهابية”، معتبرة أن وقف إطلاق النار “غير ملزم” لها.

وتقصف المدفعية التركية منذ حوالى عشرة أيام مواقع المقاتلين الأكراد في محافظة حلب (شمال). وكان هؤلاء استغلوا هزيمة للفصائل الإسلامية والمقاتلة في المنطقة أمام هجوم واسع لقوات النظام منذ بداية الشهر الحالي، ليهاجموا بدورهم مقاتلي المعارضة وينتزعوا منهم مناطق تبعد حوالى عشرين كيلومتراً عن الحدود التركية.

وتخشى أنقرة تنامي نفوذ الأكراد على مقربة من حدودها وتشكيلهم كياناً مستقلاً يشجع أكراد تركيا على القيام بالمثل.

من جهتها أعلنت “وحدات حماية الشعب الكردية”، المتحالفة مع الولايات المتحدة في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” أنها ستحترم اتفاق الهدنة، غير أنها تحتفظ بحق “الرد” في حال تعرضها لهجوم.

وفي سياق الحرب المتواصلة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، تصل طائرات سعودية مقاتلة للمشاركة في الحملة ضد الجهاديين الخميس أو الجمعة الى تركيا.

وستتمركز هذه الطائرات في قاعدة انجرليك في جنوب تركيا، حيث تتمركز طائرات اميركية وبريطانية وفرنسية تشارك في ضرب مواقع الجهاديين في سوريا.

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو أن جنوداً سعوديين باتوا في تركيا ترقباً لوصول الطائرات.

 استمرار المعارك 

وإزاء كل هذه التعقيدات، حرص الرئيس الأميركي باراك أوباما على إبداء حذره حيال فرص الهدنة في سوريا، لدى استقباله العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأربعاء.

وقال أوباما “نحن حذرون للغاية بشأن رفع التوقعات حيال هذا” مشيراً إلى أن “الوضع على الأرض صعب”.

وقال “إذا لاحظنا خلال عدة أسابيع تراجع العنف بدرجة ما، عندها سيشكل ذلك أساساً لوقف إطلاق نار أطول في الشمال وفي الجنوب على حد سواء، وسيتيح لنا التحرك باتجاه انتقال سياسي سيكون ضرورياً لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا”.

ميدانياً، استعاد الجيش السوري الخميس بلدة استراتيجية تقع على طريق الإمداد الوحيدة التي تربط حلب بسائر المناطق الخاضعة له، بعد يومين على سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” عليها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان والإعلام الرسمي.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن “تمكنت قوات النظام السوري الخميس من استعادة بلدة خناصر في ريف حلب الجنوبي الشرقي، إثر هجوم واسع بدأته أمس بغطاء جوي روسي مكثف ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، ما أسفر عن مقتل 65 عنصراً من التنظيم الجهادي.

وفي واشنطن أعلن وزير الخارجية جون كيري الخميس، أمام إحدى لجان الكونغرس أن إيران سحبت “عدداً مهماً” من عناصر “الحرس الثوري” من ساحات المعارك في سوريا، مؤكداً أن تدخل إيران المباشر يتراجع في هذا البلد.

لكنه أضاف أن “هذا لا يعني أنهم ليسوا ضالعين أو ينشطون في تدفق الأسلحة عبر دمشق الى لبنان، نحن قلقون بشان ذلك”.

المركز الصحفي السوري