‘ماجدة الفليحة لـ (كلنا شركاء): سنزور حي الوعر مجدداً ونستمر بتقديم المساعدات’

27 فبراير، 2016

محمد الحمصي:

زار وفدٌ دولي من الصليب الأحمر ترأسه “بيتر ماورير” رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد ظهر الخميس (25 شباط/فبراير) حي ‏الوعر المحاصر في مدينة حمص، برفقة مدراء وإداريين في اللجنة الدولية من الصليب الأحمر. ‬‬

وضم الوفد أيضاً الرئيس الإقليمي للمنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ورئيسة المنظمة في سوريا، إضافة لـ “ماجدة الفليحة” مديرة مكتب الصليب الأحمر في المنطقة الوسطى (حمص وحماة).

الوفد التقى خلال الزيارة لجنة التفاوض في الحي والمجلس المحلي، كما زار مقر المعهد الشرعي (مركز إيواء النازحين) ومستشفى الوليد، للاطلاع على الأحوال الإنسانية والصحية في الحي الذي يخضع لحصار من قبل قوات النظام منذ أكثر من عامين.

وقال محمد السباعي الناطق باسم مركز حمص الإعلامي لـ “ ” إن الزيارة أعادت تسليط الأضواء على الحي المحاصر، وأثارت الكثير من الأسئلة حول اتفاق الهدنة في الحي مع النظام ومستجداته ومصيره، حيث تجمد تنفيذ بنوده وخاصة بند الإفراج عن المعتقلين.

وأضاف السباعي أن هذه الزيارة تعتبر الثالثة من نوعها خلال فترة إبرام الهدنة مع النظام في الحي قبل ثلاثة أشهر من الآن، ولكن دون تقديم مساعدات طبية حقيقية، والتي يحتاجها الحي من أدوات إسعافية وأكياس دم وسيروم وحقن وشاش وقطن وغيرها من المواد التي تنقذ حياة المصاب.

ولم تأت تصريحات السيدة “ماجدة الفليحة” بجديد، وعود أشبه بحقن التخدير المفقودة في الحي فعلياً والحاضرة معنوياً عقب كل زيارة للّجنة الدولية للصليب الحمر لحي الوعر، والذي يشهد هدنة معلنة منذ ثلاثة أشهر، لم تحمل في طياتها سوى عجزاً تاماً عن إدخال أبسط مقومات الصحة الإسعافية كالشاش والقطن ومعقمات الجروح بالإضافة للحقن وأكياس الدم والسيروم التي يفتقر إليها الحي بشكل كامل.

وقال “الفليحة” لـ “ ”: “أتينا بقوافل، أتينا بمساعدات، لدينا مشاريع لدعم مراكز الإيواء، أتينا لنرى هل تغير الوضع أم بقي على ما هو عليه، وبالتأكيد سنتابع المشاريع التي بين يدينا كمشاريع المياه وإعادة تأهيل مراكز الإيواء وتوزيعاتها، بالإضافة للمطبخ الجماعي الذي ندعمه، وستكون هناك زيارة قريبة تدخل فيها مساعدات جديدة”، وفي النهاية لم تختم الفليحة كلامها سوى بوعد جديد بالعمل على إدخال أدوية إسعافية في المرة القادمة.

ولكن كان لـ “أم جهاد” رأي مختلف، تلك الطبيبة التي طلبت التحدث أمام عدسة “ ” بكل شفافية وتصف ما حصل خلال اجتماع الوفد معها قائلة: “خيبة أمل لا يمكن وصفها من زيارة وفد الصليب الأحمر، كنا ننتظرهم على أحر من الجمر بسبب الحاجة الملحة التي نعيشها هنا في المستشفى زيارتهم بمجملها كانت عشر دقائق بل لم تتجاوز الربع ساعة، دخلوا غرفة العمليات طلبنا منهم الدخول لقسم الحضانات، لم يدخلوا إلا بعد إرغامهم محرجين، الإعلامي كان موجهاً، الظاهر لنا أن زيارتهم إعلامية بحتة، طلبنا منهم أكياس الدم التي تعتبر إنقاذاً لحياة مريض أو جريح، فرفضوا بحجة منع النظام، خصوصاً أن أكياس الدم التي لدينا لا نجري لها سوى فحص الزمرة، أما باقي الفحوصات فلا، بسبب قلتها والحاجة الملحة والسريعة لاستخدامها”.

وأضافت “خيبة أمل ما بعدها خيبة، وصدمنا فعلاً بزيارتهم القصيرة التي انتظرناها منذ الصباح، وعجزهم عن إدخال أدنى متطلبات الحاجة الإسعافية، كنا نأمل من زيارة الوفد رفيع المستوى أن يعطينا بصيص أمل حقيقي بالإنسانية، ولكن الواضح لنا أنه لا يوجد إنسانية في منظمات العالم كله”.

أخبار سوريا ميكرو سيريا