وسائل إعلام النظام تتجاهل ما يجري في قاعدة حميميم..

8 مارس، 2016

تجاهلت وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري مساعي الروس خلال الهدنة للتواصل مباشرة مع الفصائل المسلحة، واللقاءات التي تتم في قاعدة حميميم في اللاذقية على الساحل السوري، في الوقت الذي أعلنت فيه فصائل وتجمعات معارضة جنوب دمشق، رفضها للاجتماع الذي جمع بين معارضة الداخل وممثلين عن فصائل عسكرية معارضة بدمشق (لجان مصالحة) من جانب، وضباط روس من جانب آخر، قبل يومين.

وقالت فصائل وتجمعات الثورية في جنوب دمشق في بيان لها صدر يوم أمس إنها ترفض أي قرارات تصدر عن اجتماع «لجان المصالحة» المنعقد بين وفد من فصائل ثورية ممثلاً بالشيخ أنس الطويل والشيخ صالح الخطيب من جهة والضباط الروس من جهة أخرى في مطار حميميم العسكري في ريف اللاذقية. وأشار البيان إلى أن الاجتماع حصل «دون مشاورة أو موافقة الفصائل أو التجمعات الثورية أو المدنية في جنوب دمشق»، مؤكدا على «عدم تفويض أي شخص يمثلهم إلا بكتاب خطي ممهور بختمها».

وجدد البيان التزام الفصائل المسلحة المعارضة والتجمعات الثورية باتفاقات الهدن السابقة التي عقدت مع النظام السوري من قبل الفصائل والتجمعات الثورية والمدنية في جنوب دمشق.

وكانت وسائل إعلام روسية بثت تقارير مصورة عن اجتماع جرى في قاعدة حميميم العسكرية ضم وفود سوريا في إطار ما سماه الجانب الروسي «مساع للمصالحة». وشارك في الاجتماع ممثلون عن تيار «من أجل سوريا الديمقراطية»، وهو تحالف مقرب من موسكو، وزعيم حزب «المؤتمر الوطني من أجل سوريا علمانية» الذي يعتبر من المعارضة الداخلية المدعومة من النظام وروسيا، بالإضافة إلى شخصيات دينية وممثلين عن فصائل معارضة مسلحة، وهم أعضاء في لجان المصالحة التي سبق وتوصلت إلى اتفاقيات هدن مع النظام في بلدات ببيلا وبيت سحم ويلدا، عرف منهم الشيخ صالح الخطيب، والشيخ أنس الطويل. ويعد الشيخ صالح الخطيب (اليلداني) أحد أبرز علماء الدين في بلدة يلدا والمناصرين للجيش الحر، جنوب دمشق، وبرز إعلاميا عام 2014 كرئيس للجنة المصالحة وإلى جانبه الشيخ أنس الطويل أحد مشايخ بلدة ببيلا، وسعيا إلى الهدنة مع قوات النظام من أجل فك الحصار عن بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم. ويشار إلى أن الشيخ الخطيب انضم لاحقا إلى التيار المنادي بتحقيق مصالحات وهدن مناطقية مع قوات النظام وراح يطل من الإعلام الرسمي التابع للنظام لترويج المصالحات والهدن إلى أن ظهر مؤخرا في اجتماع حميميم.

وأثار هذا الظهور في قاعدة حميميم العسكرية لمعارضة الداخل المرضي عنها من قبل النظام كثيرا من التساؤلات حول الدور الذي تريده روسيا لهؤلاء أن يلعبوه في هذه الفترة، خصوصا أن وسائل الإعلام التابعة للنظام السوري تجاهلت هذا الاجتماع، كما تتجاهل مساعي الروس خلال الهدنة للتواصل مباشرة مع الفصائل المسلحة، لتخصص المساحة الأكبر من دعايتها الإعلامية للترويج للانتخابات البرلمانية التي دعا إليها رئيس النظام السوري بشار الأسد في 14 أبريل (نيسان) المقبل.

يشار إلى أن مطار حميميم العسكري في ريف اللاذقية قد أصبح قاعدة روسية تحت حماية الجيش الروسي، وبموجب اتفاق مع النظام السوري يحظر على أي سوري عسكري أو مدني دخوله إلا بإذن من قياداته الروسية.

المصدر: الشرق الأوسط