uFEFFاتهامات متبادلة بين فصائل «الجيش السوري الحر» والقوات الكردية… من يقتل المدنيين؟
9 مارس، 2016
- محمد إقبال بلو – القدس العربي
يستمر تقاذف الاتهامات المتعلقة باستهداف المدنيين بين قوات سوريا الديمقراطية التي تمثل القوات الكردية الجزء الغالب منها، وبين مختلف فصائل «الجيش السوري الحر» والفصائل الإسلامية من جهة أخرى، في حالة تظهر النظام السوري من خلالها أبعد ما يكون عن خرق الهدنة المفترضة وأكثر ترفعاً عن قتل المدنيين الأبرياء، على الرغم من أنه الأكثر تفلتاً من شروط الهدنة الموقعة.
«عندما هاجمت القوات الكردية قرى وبلدات ريف حلب الشمالي في وقت تزأمن مع هجمة قوات النظام وميليشياته الشيعية، واستطاعت بذلك السيطرة على مواقع جديدة عدة، تسبب بنزوح عشرات الآلاف من المدنيين الآمنين، كما تسبب الطيران الروسي الذي قام بمساندة الأكراد في احتلالهم لقرانا ومدننا بمقتل وجرح المئات أيضاً، ناهيك عن شهداء الجيش الحر الذين سقطوا في تلك المعارك دفاعاً عن أهلهم، ألا يسمى ذلك استهدافاً للمدنيين».
هذا ما قاله لـ «القدس العربي» عبد الله أحد مقاتلي «الجيش الحر» في ريف حلب، والذي يشارك في المعارك ضد القوات الكردية، يشرح وجهة النظر العامة التي تقدمها الفصائل العسكرية في الحر أو الإسلامية منها، كتبرير لاستهداف المدنيين الأكراد في أحيائهم داخل المدينة أو في قراهم التابعة لمدينة عفرين والقريبة من البلدات العربية في ريف حلب الشمالي، يضيف عبد الله «ترصد القوات الكردية المتواجدة في حي الشيخ مقصود على أطراف مدينة حلب جزءاً كبيراً من طريق الكاستيلو بقناصاتها، وتجري بشكل مستمر حالات استهداف للمدنيين على هذا الطريق، ومعلوم تماماً أن عدداً كبيراً من المدنيين قتلوا بنيرانهم أثناء مرورهم من تلك المنطقة، كما أن هنالك أمثلة كثيرة عن استهدافهم للأهالي في مناطق عدة، ومن الطبيعي أن نقوم نحن بقصفهم والدفاع عن أنفسنا».
ويرى مقاتل الحر أن تغلغل قوات سوريا الديمقراطية «القوات الكردية» بين الأهالي خاصة في حي الشيخ مقصود، هو السبب في مقتل المدنيين عندما يحدث تبادل لإطلاق النار، ويشرح: «على الرغم من أن من قصف حي الشيخ مقصود منذ أيام وتسبب بمقتل وجرح عشرات المدنيين الأكراد هو النظام، فما قصف به الحي هو صواريخ لا تتوفر لدى الجيش الحر والدمار الحاصل يوضح أن ما تم القصف به ليس قذائف هاون أو ما شابه من أسلحة يستخدمها الحر، على الرغم من كل ذلك أعتقد أن تمترس القوات الكردية بين المدنيين هو السبب الرئيسي لسقوط قتلى بينهم».
بينما يرى الأكراد بمختلف توجهاتهم، أن ما تقوم به فصائل الحر من قصف للأحياء الكردية «التي تتواجد فيها وحدات عسكرية» هي انتهاكات فاضحة وجرائم حرب، حيث هاجم الإعلاميون الأكراد وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي من سمتهم بــ»الإرهابيين» ونشرت صور الدمار والجرحى والقتلى المدنيين، في حالة تحكي التعرض للاضطهاد القديم الجديد الذي يتعرضون له.
ونشرت قيادة وحدات حماية الشعب الكردية بياناً اتهمت فيه حركة «أحرار الشام» و«كتائب السلطان مراد» و«لواء محمد الفاتح» و«كتائب زنكي» و«فيلق الشام» و«ج يش الاسلام»، بالإضافة إلى «جيش المجاهدين» و«تجمع فاستقم كما أمرت»، فضلاً عن «أبو عمارة» و«الجبهة الشامية» و«صقور العزة»، والكثير الكثير من تشكيلات الحر في حلب، أنها استهدفت المدنيين الآمنين من نقاط تمركزها في السكن الشبابي ودوار الكاستيلو ما أدى لاستشهاد وإصابة عشرات المدنيين.
الطرفان يتبادلان الاتهامات في حين يعتقد بعض إعلاميي الثورة ومنهم ماجد الحموي أن استهداف المدنيين هو جريمة بالفعل، وقتلهم في أي مكان هو انتهاك لا يمكن السكوت عنه، لكنه بالمقابل تساءل إن كانت تتوقع القوات الكردية وبعد ما فعلته في ريف حلب الشمالي أن لا تجد رداً مطلقاً، فكتب على صفحته في «فيسبوك»، «ندين وبشدة قصف الشيخ مقصود بحلب وكل من يقصف المدنيين خائن وقاتل، لكن عندما هاجمت القوات الكردية البلدات العربية وقتلت ونكلت وسرقت، كان رد الناشطين الاكراد المتعاطفين مع الأهالي في ريف حلب الشمالي أنهم لا يستطيعون الاعتراض ولا حتى التظاهر تضأمناً، لأنهم يخشون القوات الكردية وردة فعلها تجاه تصرف كهذا»، وأضاف «حط إصبعك بعينك متل ما بتوجعك بتوجع غيرك».
بينما قال الحقوقي أبو حسان «كل المدنيين الذين يقتلون في مناطق حلب هم ضحايا للعسكريين، ولا أقصد أنهم ضحايا لمن قام بقصفهم بل المتسبب الأول بمقتلهم هم العسكريون الذين اتخذوا الأحياء المأهولة بالسكان أماكن للتمركز ونقاط انطلاق لنيرانهم، ففي معركة كهذه لا بد أن يرد الطرف الآخر، وكلهم يعلمون ذلك».
اتهامات متبادلة بين فصائل «الجيش السوري الحر» والقوات الكردية… من يقتل المدنيين؟ المصدر.