‘العميد مصطفى الشيخ: الانسحاب الروسي المفاجئ من سورية’
15 مارس، 2016
العميد مصطفى الشيخ: الانسحاب الروسي المفاجئ من سورية
للتو اعلن رسمياً ومن الرئيس الروسي بدء الانسحاب العسكري للقوات الروسية من سوريا ولعل قرائتي تصيب او تخطأ :
حصل هذا الانسحاب المفاجىء بالنسبة لنا الا ان شيء من الاتفاق قد حصل بين روسيا وامريكيا والسعودية لمستقبل المنطقة وبعض القضايا التي تهم الروس ، كنت قد اشرت اليه في منشور سابق بعنوان مواجهة الحقيقة وهناك مؤشرات على ذلك منها :
1- ارتفاع سعر النفط .
2- المناورات العسكرية الضخمة التي تستعد بموجب هذا التفاهم لدخول سوريا
3- تدهور الاقتصاد الروسي والخسائر الهائلة والتي تشير الى انهيار روسيا اقتصادياً في وقت قد لا يتعدى اشهر . وكذلك قناعة ايران ان حربها خاسرة في وسط بحر من السنة .
4- تعنت بشار الاسد امام مطالب الروس بترك السلطة وهذا اثار حفيظة الروس مما وصفوه بذيل الكلب وهذا مؤشر الامتعاض وحصل خلاف حاد جداً لهذا الغرض .
اما بالنسبة لتصريحات الروس ان مهمتها قد حققت غايتها فهذا الكلام من الناحية التكتيكية غير صحيح ، وغايتها تحققت من خلال تفاهمات مع امريكا وليس على الارض السورية .
ويبدو ان تداعيات الازمة السورية ستخرج عن السيطرة في حال تم استفزاز الشعب السوري بشكل خاص وسنة المنطقة بشكل عام .واعني ان العالم اعترف ضمنياً ان التطرف سيجتاح العالم كنتيجة هذه الازمة وسيطال اللاعبين الاساسيين كروسيا والغرب .
ثم منذ حوالي شهر تسربت معلومات كنت قد اطلعت عليها ان اسرائيل في طور تغيير موقفها من بقاء الاسد ، لان اسرائيل بالسابق لم توقع اتفاق سلام مع حافظ الاسد لقناعتهم ان حكم الاسد لا يعبر عن الاكثرية السنية والتي من المفترض ان تكون موافقة على السلام ، ولمن لا يعلم عليه ان يعلم ان اسرائيل هي التي رفضت توقيع سلام مع الاسد الاب والابن لهذا السبب وليس كما يعتقد الكثيرين ان الاسد لا يريد سلام مع اسرائيل .
كما اود ان اشير الى جهد قد تم من قبل الروس مع كثير من الفصائل السورية لضمان وقف اطلاق النار وقد تمت تلك اللقاءات بسوريا واغلبها تم بشكل سري وغير معلن .
لكن بتقديري ان التدخل العربي الاسلامي بقيادة السعودية هو المرشح للدخول الى سوريا عاجلاً لتنفيذ امرين :
الاول : انتاج نظام متفق على نوعيته وصيغته ومكوناته ودوره الوظيفي ومنع الاحتراب الطائفي .
الثاني : انهاء التطرف في سوريا والعراق واليمن دفعة واحدة بايدي الدول الاسلامية وهذا اعتبره مخرج لروسيا وامريكا والتخلص من تبعات مواجهة التطرف ، وبالتالي هذا تعهد السعودية للولايات المتحدة وروسيا ( اهل البلاد اولى ببعضها ) لان تدخل روسيا وامريكا مباشرة اعطى انطباع لدى الشعوب انها حرب صليبية وخاصة بعد ان تم مباركة الكنيسة لبوتين دخول روسيا وتسميتها حرب مقدسة ، وسبقها تصريح بوش الابن ايام غزو العراق انها حرب صليبية ، قد ثبت انها اخطاء قاتلة وتداعيتها ايقاظ التطرف من كل اطراف الدنيا .
هذا الذي اقوله اليوم هو مجرد استنتاج خاطف للرد على تساؤلات وجهت الي من الاخوة قد نكون قاربنا الحقيقة او حولها ….
العميد مصطفى الشيخ: الانسحاب الروسي المفاجئ من سورية الاتحاد برس.