عصابات سرقة وسلب تنشط جهاراً نهاراً في أحياء دمشق الراقية
19 مارس، 2016
محمد القاسم:
ازدادت في الآونة الأخيرة بشكلٍ ملحوظٍ ظاهرة عصابات السرقة والسلب في أحياء دمشق عموماً، وفي أحيائها الراقية مثل أبو رمانة وشارع الحمراء والمالكي والشعلان، ويقومون باستخدام أساليب “مبتكرة” للسطو على الأطفال ممن هم دون 13 عشر عاماً وبوضح النهار، مما أثار موجة من الرعب والخوف بين الأهالي في تلك المناطق وقدموا عشرات الشكاوى لمسؤولي النظام تطالب بالقبض على هذه العصابة.
وبعد ما يقارب الـثلاثين يوماً من السرقة والتعرض للنساء والاطفال ألقى مخفر شرطة عرنوس القبض على عصابة متمثلة بستة شبان يتراوح أعمارهم بين الــ20 عام و23 عاما بعضهم متطوع في اللجان الشعبية التابعة لميليشيا الدفاع الوطني الموالية، يقومون بالسطو على الاطفال الذين لم يتجاوزوا الخمسة عشر عاما وعلى النساء والصبايا في العشرينات من العمر، الغير قادرين على الدفاع عن أنفسهم مستغلين صفاتهم الأمنية أحيانا، ويكون التعدي إما بسرقة جوالاتهم أو ما يحملونه من أموال وأشياء ثمينة.
إحدى الطرق التي يتبعونها في سرقة الهواتف الجوالة تقوم على مراقبة شخص ما وحينما يصبح الشارع شبه فارغاً يذهب إلى الشخص المستهدف أحدهم ويقوم بضربه ثم يهرب ويقوم المستهدف بالحاق به ليفتح المجال للآخرين الذين ينتظرونه بنهاية الشارع للتدخل وإلقاء القبض عليه بحجة أنهم يدافعون عن الشاب ثم يقومون بطلب هاتف الشخص بحجة الاتصال بالشرطة وحينما يحصلون على هاتف يضربون الشاب ويفرون هاربين.
وقال الشاب ليث لـ “ ” وهو أحد ضحايا هذه العصابة إنه عندما كان عائدا من مدرسته في حي المالكي إلى بيته أقدم شاب على ضربه ثم هرب، وبعدها تدخل عدد من الشباب بحجة مساعدته وطلبوا منه جواله على أساس أنهم سيخبرون الشرطة بالواقعة وبعد حصولهم على الجوال لاذوا بالفرار، وقال ليث إن العديد من أصدقائه تعرضوا للسرقة بنفس الطريقة أو بطرق قريبة منها.
وذكرت مواقع موالية للنظام العديد من القصص التي حصلت مع بعض الاهالي الذين تعرضوا للسرقة وأوضحت المصادر أنه بعد إلقاء الشرطة القبض على العصابة أدلوا باعترافاتهم أمام الجهات المعنية بعدد من السرقات التي قاموا بها، وأنهم يقومون بصرف المال الذي يسرقونه بتعاطي المخدرات والذهاب للملاهي الليلية.
وأوضحت المصادر أن الجهات المعنية نجحت بالقبض على العديد من الأشخاص من خلال مراقبتهم أو نصب كمين لهم للحد من السرقات التي تحصل في أحياء دمشق، وأكد ان هناك الكثير من العصابات متمثلة بأشخاص او جماعات لم يتم القبض عليهم إلى الآن.
وتشاع في احياء دمشق المحتلة في الآونة الاخيرة قصص تعاون الشرطة أو الجهات المعنية مع عصابات السرقة، إما مقابل الرشوة أو أنها معارف.
وفي هذا السياق، قال أبو أحمد الشامي، وهو صاحب محل في الحريقة، لـ “ ” إنه ألقى القبض على لص حاول سرقة محفظته وهاتفه الجوال من داخل المحل وقام باحتجازه داخل المحل بمساعدة الجيران، وقاموا بالاتصال بالشرطة وعندما أتت الشرطة اقتادوه إلى المخفر واقتادوا صاحب المحل أيضاً وأخبروا أبو أحمد أنهم سيوقفونه مع اللص بسبب ضربه للذي حاول سرقة محله، وتم حل المشكلة بالاعتذار من اللص وإسقاط الدعوى ضد كلا الطرفين، وأوضح الشامي أنه تأكد من أحد العناصر أن اللص دفع الرشوة للضابط المسؤول وقام الضابط بقلب الباطل على الحق.
وبدوره قال “أبو رامي”، وهو أيضاً أحد ضحايا السرقة، إن هناك محلاً تعرض للسرقة قبل أيام، وصاحب المحل لديه كاميرات داخل المحل وعلم من خلال أشرطتها أن من سرق محله هو أحد الفاسدين والبلطجية في حيه، ويعمل مع المخابرات كمخبر في الحي وذهب لقسم الشرطة وروى لهم ما جرى وأطلعهم على التصوير في الكاميرات وقالو له سنتصرف.
وأضاف أبو رامي أن اللص اتصل به في اليوم التالي هدده بالاعتقال في حال لم يسحب شكواه، مستنداً إلى علاقته مع أجهزة المخابرات. فكان خياره الوحيد هو الموافقة على سحب الدعوى.
ويذكر أن عشرات الحالات من السرقة تحدث في احياء دمشق وتقوم الشرطة بمساعدة السارق لكي تقبض المال وسط استياء كبير من الاهالي بالوضع الامني والرشوة والفساد التي وصلت اليه اجهزة الشرطة والمخابرات التي تحتل دمشق وتسرق أهلها.