288 شهيداً خلال شهر وقف الأعمال العدائية في سورية

27 مارس، 2016

بعد مرور شهر على إعلان وقف إطلاق النار في سورية (وقف الأعمال العدائية)، اتسمت تلك المرحلة على الأرض، باستمرار خروقات قوات نظام الأسد، وانحسار الغارات الروسية بشكل كبير. 

ورغم دخول وقف إطلاق النار، حيز التنفيذ، منتصف ليلة 27 فبراير/ شباط الماضي، إلا أنَّ النظام واصل عملياته العسكرية في ريف اللاذقية، وغربي حلب، وجنوب إدلب، والغوطة الشرقية بريف دمشق، ومركز محافظة درعا وريفها الغربي، وحمص، في تسجيل واضح للعديد من الخروقات.

بعد يومين من سريان وقف إطلاق النار، استعادت قوات النظام السيطرة على بلدة “مرج” الاستراتيجية، جنوب شرقي العاصمة دمشق، من يد المعارضة. 

وحققت قوات النظام بإسناد جوي روسي، تقدمًا في محيط مدينة تدمر التاريخية، وما زالت الاشتباكات تدور بين قواته ومقاتلي “تنظيم الدولة الإسلامية”. 

وفي الوقت ذاته، انحسرت الغارات الروسية بشكل كبير، بعد أن قررت موسكو في 20 مارس/ آذار الجاري، سحب قواتها الرئيسية من سورية، واقتصرت الغارات الروسية على إسناد قوات النظام في عملياته العسكرية على الأرض بتدمر. 

في الأسبوعين الأخيرين، تمكنت قوات المعارضة السورية، من استعادة العديد من القرى التابعة لمدينة اعزاز شمالي حلب، من يد “تنظيم الدولة”، والتي تفصلها عن مدينة جرابلس، قرى دوديان، وقره كوبري، وحرجلة، وبراغيدة، وغزل، ويني يابان، وبغدين، ودلحة، وخلفتلي. 

وسجلت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، خلال شهر وقف إطلاق النار، 900 خرق للهدنة، واستشهاد 288 مدنيًا، 90 منهم في المناطق التي يسيطر عليها “تنظيم الدولة”. 

أما على المستوى الإغاثي، فتعمّد نظام الأسد عرقلة إيصال المساعدات التي تشرف عليها الأمم المتحدة إلى المناطق المحاصرة، ومنع وصولها لبعض المناطق، فيما سمح بإشراف الأمم المتحدة، بوصول المساعدات لمناطق في ريف العاصمة دمشق، مثل المعضمية، والزبداني، والغوطة الشرقية، وبلدة مضايا، وفي إدلب بلدتي فوعة وكفريا، ومناطق في مدينة حمص وريفها. 

إلاّ أن النظام لم يسمح بوصول المساعدات للعديد من المناطق المحاصرة في دمشق وريفها، مثل مدينة داريا، ومخيم اليرموك، ومدن جيرود، والرحيبة، وكناكر، وتدمر، والحجر الأسود، رغم تحذيرات المنظمات الإغاثية من الأوضاع الإنسانية السيئة التي تعانيها تلك المناطق.

وذكّر مستشار المبعوث الأممي “ستافان دي مستورا”، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، “جان إيغلاند”، في 17 مارس/ آذار الجاري، أن النظام لم يسمح بوصول المساعدات سوى إلى ستة مناطق في سوريا من أصل 18. 

وذكرت مصادر محلية في المناطق المحاصرة التي وصلتها المساعدات، أنَّ حجم شاحنات المساعدات لا يتناسب مع محتواها، وأوضحوا أنَّ الشاحنات ليست مليئة بالمساعدات، ولا تسد حاجة السكان، علاوةً على احتياجات أصحاب الأمراض المزمنة من الأدوية.

كما أشارت مصادر محلية في  بلدتي الزبداني، ومضايا أنَّ النظام “يسرق المواد الغذائية غالية الثمن” أو يستبدلها بمواد أخرى. 

وفي مضايا، شمال غربي دمشق، اتهم عضو المجلس المحلي للمدينة، حسام مضايي، عناصر مليشيا “الدفاع الوطني”، بسرقة علب سمك التونا، من شاحنات المساعدات قبل دخولها إلى المدينة.

وفي مدينة المعضمية أكدت مصادر محلية، خلّو شاحنات المساعدات من المواد الطبية، واقتصارها على مواد التنظيف، كما تشهد البلدة، انتشار مرض “الكواشيوركور”، الذي ينجم عن نقص حاد بالبروتين في الجسم، ويعاني من هذا المرض 50 طفلاً في المدينة، وتوفي طفل جراء هذا المرض قبل أسبوعين. 

ولفت نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، “فرحان حق”، إلى استمرار تقديم المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، إلا أنَّ النظام يخلق العراقيل في بعض المناطق أمام إيصالها.