ارتفاع جنوني للدولار في حلب ينعكس بشدة على الحالة المعيشية للسكان

30 مارس، 2016

أفاد مراسل “السورية نت” في حلب محمد الشافعي أن سعر الدولار في مناطق سيطرة المعارضة في المدينة وصل مساء أمس إلى 525 ليرة سورية للدولار الواحد الأمر الذي يمهد إلى ارتفاعات جنونية جديدة على أسعار المواد الغذائية والتموينية في هذه الأسواق. 

كما وتشهد أسواق هذه المناطق ركوداً كبيراً في حركة البيع والشراء بسبب عدم استقرار الدولار وتوقف عملية البيع والشراء لدى التجار والمحال التجارية. 

ويقول عمر عبد الرحمن وهو صراف في سوق مدينة الأتارب لـ”السورية نت”: “بأن لا أحد يعلم ما يحدث للدولار، فمساء الأمس انخفض ومساء اليوم عاد إلى ما هو عليه، ووصل لسعر 525 ليرة، وهذا يدل على انهيارات كبيرة في الليرة السورية في ظل توقف القطاعات التجارية والصناعية لنظام الأسد فضلاً عن الارتفاع الكبير لديون النظام، وهو ما يمهد لارتفاعات كبيرة في قطاع الصرافة إلى حد لا يمكن تخيله في الوقت الذي يقف المواطن عاجزاً عن فعل أي شيء أمام هذه الارتفاع الكبير”.

من جهته يقول أبو عمر عبد العزيز وهو عامل بناء “بأنه منذ ارتفاع أسعار الدولار توقفت أعمال البناء نظراً لارتفاع أسعار المواد، فمعظمها مستوردة”.

وأضاف: “بأن أجرة العامل يتم دفعها بالعملة السورية وهي أجور لا تتناسب مع ارتفاع الدولار، فمعدل ما يحصل عليه عامل البناء العادي 30 ألف ليرة (أقل من 30 دولاراً) كل هذه العوامل جعلت مئات العمال عاطلين عن العمل بانتظار مصيرهم المجهول”. 

وتتحدث أم خديجة وهي نازحة من الريف الجنوبي لـ”السورية نت” قائلة: بأنها بدأت بتجهيز أمتعتها للانتقال للعيش على الحدود السورية التركية بعد أن كانت تدفع اجار المنزل 100 دولار، فأولادها كانوا يتقاضون رواتبهم بالعملة السورية، وكانت أجرة المنزل 30 ألف ليرة أما الآن فيتوجب عليهم جمع 50 ألف ليرة سورية لدفع الأجرة، وهذا فوق طاقتهم، وقد فضلوا النزوح إلى الخيمة ريثما يستطيعون العودة لمنزلهم المدمر في الريف الجنوبي لحلب”. 

وبحسب مراسل “السورية نت” فإن الأسواق لم تعد تزدحم بالمواطنين، وفي اليومين الماضيين أغلق العديد من أصحاب المحال دكاكينهم، في حين أن بعضهم امتنع عن البيع بسبب عدم استقرار الدولار وارتفاعاته المفاجئة.

ويقول حسن محمد سليمان وهو بائع خضروات في سوق بلدة أورم الكبرى بريف حلب لمراسلنا: “إن تكلفة شراء الخضروات للطبخ أصبحت تثقل كاهل المواطن وأصبحت تكلفة غداء اليوم الواحد تتجاوز 1500 ليرة سورية دون وجود مادة اللحم أو الفروج ضمنها”.

وعزا سليمان ارتفاع الأسعار، إلى ارتفاع أسعار التنقلات وصعوبة الطرق وانتشار دفع الضرائب على السيارات التي تستقدم هذه الخضروات حيث ان كل شيء مرتبط بارتفاع وانخفاض سعر الدولار والمحروقات، مما أدى لارتفاع  أسعار الخضروات والفواكه خلال أقل من شهر إلى ضعف ما كانت عليه. 

ويقول أحد تجار المازوت (رفض ذكر اسمه لأنه يدخل لمناطق سيطرة النظام) لـ”السورية نت”: بأن التجار في مناطق سيطرة المعارضة، والمدعومين من الفصائل هم من يتحكمون بأسعاره. ويعود ارتفاع أسعاره في هذه الفترة، رغم امتلاء السوق بالمادة، إلى رفض هؤلاء التجار بيعه بسعره المناسب اليوم، لأنهم كانوا قد اشتروه بأسعار مرتفعة في وقت سابق، وهذا ما أجبر التجار الذين ينقلون المازوت من مناطق سيطرة النظام على بيعه بنفس الأسعار حتى لا يتم منعهم من البيع مرة أخرى في مناطق سيطرة المعارضة.

ويضيف التاجر بأن “سعر برميل المازوت يتم شراؤه من مناطق سيطرة تنظيم الدولة في دير الزور بسعر 14 ألف ليرة سورية ومع دفع الضرائب لحواجز الحر والأكراد في منطقة عفرين يصل السعر من بين 18 – 20 ألف ليرة سورية، في حين يتم بيع البرميل اليوم في مناطق سيطرة النظام بـ35 ألف ليرة سورية”. 

وفي مناطق سيطرة النظام يعيش المواطنون حالة إنسانية صعبة في ظل ارتفاع أسعار الدولار وتحكم الشبيحة وامتلاكهم لكافة مفاصل الحياة، وعلمت “السورية نت” من الناشطة إيمان بأنه “منذ 10 أيام وحتى اليوم يقوم حاجز السلمية والجمارك على طريق حلب بفرض حصار غذائي على حلب وذلك بمنع دخول شاحنات المواد الغذائية لحلب وقامت تلك الحواجز بحجز أكثر من 26 شاحنة تحمل مواد غذائية وغيرها متجهة إلى حلب ومنعتها من الدخول، الأمر الذي أدى إلى فقدان البضائع وارتفاع الأسعار بشكل جنوني وفاحش في الأسواق”. 

وأضافت الناشطة أن “الأمر لم يقف عند ذلك بل قامت العديد من شركات الشحن بالإعلان عن إضراب جماعي بسبب منع شاحناتهم من دخول حلب وفرض أتاوات كبيرة على الشاحنات من قبل الحواجز وسط صمت مخزٍ ومعتاد وفاضح من مسؤولي حلب المتربعين على كراسيهم في مكاتبهم الفخمة”.

أصبح الغذاء الوحيد لعدد كبير من أهالي حلب هو الخبز فقط، وهناك من لا يملك حتى ثمنه، وبالنظر إلى بعض الأسعار الغذائية ليوم أمس فقد وصل سعر كيلو الفليفلة إلى 1300 ليرة، والرز 450، وكولا بيبسي 500، وليتر زيت صويا 550، والبصل 450، والخيار 300، بينما وصل سعر كيلو البندورة إلى 225، والباذنجان 350، والكوسا 325 ليرة سورية.